"الصحة العالمية" تحذر من تفشي الكوليرا في سوريا

25-02-2015

"الصحة العالمية" تحذر من تفشي الكوليرا في سوريا

حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي مرض الكوليرا في الشهور المقبلة في سوريا، حيث زاد عدد الإصابات بالأمراض المنقولة عبر الماء، مثل التيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي، بسبب تدهور مستوى النظافة.
 
وبيّنت، بحسب وكالة "رويترز"، أن مياه الشرب الآمنة متوفرة بنسبة ثلث ما كان متوفرا قبل اندلاع الحرب قبل نحو أربعة أعوام. وأشارت إلى أن المياه تقطع لمعاقبة المدنيين في بعض الأحيان، دون أن تشير إلى مسؤولية "الجهاديين" في قطع المياه، التي حصلت مراتٍ عديدة خلال سنوات الحرب في بقاع مختلفة من الأرض السورية.

ويذكر السوريون، خصوصاً أبناء حلب ومن بعدهم دمشق، أيام الجفاف، التي فرضتها عليهم فصائل "جهادية" أقدمت على إعطاش ملايين المدنيين باسم "الثورة"، كما يذكرون مشاهد لم يعتادوها قبل الحرب لأطفال يحملون مستوعباتٍ من المياه الملوّثة، في حين يحاول آخرون ارتشاف آخر القطرات المتبقية في صنبور الماء.
 
المشاهدات التي باتت جرحاً عالقاً في ذاكرة السوريين، الذين لا يزالون يرزحون في بعض المناطق السورية تحت سيطرة المسلحين، تغاضت المنظمة الدولية، شأنها شأن غيرها من المنظمات التي تعتبر نفسها مسؤولة من الناحية الانسانية، عن ذكر المسؤول الحقيقي عنها بشكلٍ مباشر، لتترك مساحة واسعةً لوسائل الإعلام "المعارضة" في تقديم أطروحاتها حول "جرائم" دائماً ما تنسبها لما تسميه "النظام" السوري.

وقالت الطبيبة إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إنه تم رصد نحو 31 ألف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي A في سوريا العام الماضي وأكثر من 1000 حالة أسبوعيا منذ كانون الثاني الماضي.

وأضافت في تصريح صحفي: "نرى هذا عادة حينما يكون الجو أدفأ.. ولكن ذلك يشير أيضا إلى أن الناس لم يعد بمقدورهم الوصول إلى مياه شرب آمنة كما كان الحال من قبل"، وتابعت: "مع مجيء الموسم الأدفأ، فإن ما يشعرنا بالقلق على وجه خاص هو الكوليرا. هذا هو خوفنا الرئيسي، ولكننا لم نشهده حتى الآن".

وأردفت: "ولكن من الواضح تماما أن الوضع سيصير أخطر بكثير.. واستخدمت المياه كغنائم حرب وقطعت عن مناطق بعينها مما يدفع الناس للشرب من مناطق غير آمنة".

وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن الكوليرا، وهي إصابة في الأمعاء كثيرا ما ترتبط بمياه الشرب الملوثة، تسبب إسهالا حادا وحالة قيء، كما تُعرض الأطفال الصغار للوفاة بسبب الجفاف.

وتتفشى الأمراض المعدية في ظروف الازدحام وتردي مستوى النظافة. ووجهت منظمة الصحة العالمية مناشدة لجمع 116 مليون دولار لتوفير أدوية ورعاية صحية لنحو 12.2 مليون شخص في مختلف أنحاء سوريا هذا العام. ويصاب نحو 25 ألف شخص كل شهر جراء المعارك، وهو ما يتطلب مستلزمات طبية ونقل دم آمن وعقاقير مخدرة.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...