الذكريات كيف تتكوّن.. كيف تخبو أو تنجو؟

31-01-2009

الذكريات كيف تتكوّن.. كيف تخبو أو تنجو؟

ترى ما اسم ذلك الرجل الذي التقيتَ به في ذلك المكان، وكان يقوم بأمر ما؟ ألا تذكر؟... ترى كم مرة طرحتَ مثل هذا السؤال المحــــير على نفسك؟ هل تساءلت يوماً كيف تتذكر أمراً وتغيب عنكَ أمور؟ لم يعد هناك داعٍ لذلك، إذ تفسّر ثلاث دراسات علمية صــــدرت حديثاً كيف تتكوّن الذكريات وكيف تُخزَّن وكــــيف بإمكانك استعادتها إن كنتَ قد نسيتها.
كيف تتكون الذكريات؟
تفيد دراسة أجريت في جامعة »كوينزلاند« الأسترالية، ونشرت في مجلة »الخلايا العصبية« بأن ثمة خلايا دماغية حديثة النشأة، وهي تولد يومياً بالآلاف، »تساعد على دمغ زمان حدوث الذكرى«. ذلك لا يعني »تأريخاً دقيقاً كأن يتذكر الدماغ حدوث أمر ما في ٢٨ كانون الثاني ،٢٠٠٩ بل ختم الذكريات التي حصلت في زمن متقارب برموز تساعد الإنسان على تذّكر حدث ما، عبر تذكّر زمن وقوعه قبل حدث آخر أو بعده« وهكذا دواليك.
ويقول العلماء إنه إذا كانت الخلايا الدماغية ذاتها هي الناشطة خلال وقوع أكثر من حدث، تتشكّل على الفور »ذكرى تربط بين هذه الأحداث«. لا بل ذهب عالمان شاركا في الدراسة، هما فريد عاج وبراد ايمون، إلى أن »الخلايا اليافعة ذاتها هي التي تكون ناشطة على مدى أسابيع عديدة« وهي التي تسجّل الحدث، فيما الحواس، وخاصة النظر والشم، هي التي تكرّس الذكرى، كأن تتذكر مشاهدة مباراة لكرة القدم عندما تستعيد طعم حلوى تناولتها حينها، أو كأن تتذكر، يومياً، أين ركنتَ سيارتك، رغم أنك تضعها كل يوم في مكان مختلف.
تخزين الذكريات على المدى القصير
أظهرت دراسة ستُنشر في شباط في مجلة »نايتشور نوروساينس«، وأجراها علماء في جامعة »تكساس«، أن ثمة خلية عصبية خاصة، تقع في الجزء الأمامي من الدماغ، بإمكانها »الاحتفاظ بأثر الذكريات، العَرَضية، لمدة دقيقة واحدة أو ربما أكثر بقليل«، ولهذا بإمكانك تذكّر جملة قرأتها للتو، على مدى دقائق لا أيام. ذلك يسمى بـ»الذكرى العاملة«. ووجدت الدراسة أن هذه الخلية مرتبطة على نحو وثيق بالإدمان على المخدرات، التي تتلف الذكريات القصيرة المدى، عبر تحفيز مــادة الدوبامين الكيميائية، التي تضعف قدرة الخلية العصبية المذكورة على الاحتفاظ بالذكريات لدى حدوثها.
تخزينها على المدى البعيد
إذاً، ما المسؤول عن تخزين المعلومات على المدى البعيد؟ يجيب العلماء في مجلة »نوروساينس« أن ثمة هيكليات أو آليات مختلفة في الدماغ، تعمل على تخزين الذكريات على المدى البعيد أو القصير. وأظهرت صور مغناطيسية لأدمغة مشاركين في دراسة، طلب منهم خلالها الإجابة عن أسئلة تتعلق بأحداث عايشوها قبل عقود، أن »ايبوكامبوس« (hippocampus)، وهي منطقة في الدماغ تنشط لدى تخزين ذكريات على المدى القصير، تكاد تكون غير ناشطة البتة، لدى استرجاع ذكريات تعــــود إلى ٣٠ عاماً، فيما تبدو ناشطة قلــــيلاً لدى استرجاع ذكريات تعود لعام واحــد. في هذه الأثناء، بدت المناطق الأمامية وتلك الواقعة على محيط الدماغ، وهي مناطق تقع على قشرة الدماغ أكثر نشاطاً، ما يعــــني أن هذه المناطق هي المسؤولة عن تخزين الذكريات للمــــدى البعيد. وهذا ما يفسّر سبب تمكن مرضى الزهايمر من استعادة ذكريات تعود لخـــمسين عاماً مضت، وعجزهم عن تذكّر ما تناولوه على الغداء.. في اليوم ذاته.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...