الدروس الخصوصية ميزانية كبيرة وتجارة رابحة

02-11-2010

الدروس الخصوصية ميزانية كبيرة وتجارة رابحة

تشدالانتباه تلك المساحات التي تفردها الصحف الإعلانية لنشر إعلانات لمدرسين يعرضون إعطاء دروس خاصة للطلاب (بأسعار منافسة أو مناسبة أو تشجيعية) واللافت أيضاً أن الدروس تشمل كل المواد العلمية والأدبية وكل الفئات الثانوية والإعدادية والابتدائية ما يطرح تساؤلات كثيرة حول الحالة التي وصلت إليها مدارسنا ومدرسونا وطلابنا.
يقول أحد المهندسين (يعمل في إعطاء الدروس الخاصة) في بداية كل عام دراسي أوزع وقتي بين عملي وطلابي وهذا العام تعرضت لمشكلة الإقبال الكثيف على الدروس فرفعت أسعاري وكانت المفاجأة زيادة الإقبال ويضيف أعطي المرحلة الإعدادية فقط وأتقاضى عن الساعة الواحدة 1200ل.س.‏
ويرى مهتمون أن الدروس الخصوصية جعلت التعليم سلعة تخضع لمضاربة حسب السوق ويشمل كل الطبقات الغنية والفقيرة وكل له سعره وحسب شهرة المدرس وموقعه وخاصة بعد إغلاق المعاهد الخاصة.‏
مدير إحدى المدارس أكد أن الموضوع ليس سرياً وأكثر الزبائن من الطبقات الميسورة مضيفاً أن هذه الدروس تساعد على تأمين بعض مستلزمات الحياة في ظل الظروف المادية الصعبة للمدرسين.‏
وتتنوع أساليب إعطاء الدروس من مدرس لآخر ومن منطقة لأخرى ومن طالب لآخر فتجد بعض المدرسين المشهورين في الوسط التعليمي يتقاضون مبلغاً بين 1500 إلى 3000 ل.س عن الحصة الواحدة (ساعة) بينما تجد الأقل شهرة يتقاضون عن الحصة بين 400 إلى 800 ل.س وهناك فئة الجامعيين (لا يعملون في التدريس) أجرة حصتهم بين 200 إلى 500 ل.س وفي بعض المناطق الشعبية يقوم مدرسو الحصص بتنظيم دورات تعليمية تضم بين 6 إلى 10 طلاب يدفع كل منهم بين 2500 إلى 4000 ل.س شهرياً وتقام الدورة في منزل المدرس.‏
بينما أكد سهيل وهو والد لطالبتين في الثانوية: أن كلفة الدروس الخصوصية العام الماضي تجاوزت 300 ألف ليرة سورية.‏
أخيراً نتساءل: هل أصبحت الدروس الخصوصية عبئاً على الأسرة؟ وكيف نؤمن كلفتها؟ وهل هذه الميزانية التي تخصص تكون على حساب حاجات أخرى من أجل ضمان مستقبل أفضل للأولاد؟‏
تقول أم أحمد: سحبت قرضاً مصرفياً لتغطية نفقات الدروس الخصوصية لابني وهذا على حساب أشياء أخرى تحتاجها العائلة لا نستطيع تأمينها ويكلفني ابني أربعة آلاف ليرة أسبوعياً ويرتفع المبلغ إلى الضعف قبل فترة الامتحانات.‏
من جانب آخر يرى بعضهم في الدروس الخصوصية نوعاً من البرستيج والموضة والتباهي الاجتماعي، بينما يجدها البعض ضرورة علمية تتعلق بالمناهج الجديدة الصعبة ومحاولة نيل علامات أكثر لتحصيل فرع جامعي مقبول في ظل الارتفاع الكبير لمعدلات القبول.‏
بينما يراها وضاح (طالب) على مبدأ ادفع الآن توفرها غداً فهو إذا لم ينل علامات جيدة تؤهله لدخول فرع مهم فسيضطر لدراسة فرع آخر غير مضمون أو سيسجل في التعليم المفتوح أو الجامعة الخاصة وهنا التكاليف تزيد.‏
نرى أن الدروس الخصوصية أصبحت واقعاً ويبقى موضوع الكلفة المادية التي لا يستطيع الجميع دفعها ولا يوجد قانون يمنعها أو ينظمها ويحدد سعرها فهي دخلت لعبة السوق ويبقى الأمل معقوداً على المحاولات التي تقوم بها وزارة التربية لسد ثغرات التعليم العام من خلال تطوير المناهج ودعم القناة التعليمية الفضائية وإقامة دورات تقوية للطلاب ضمن مدارسهم بأجر مقبول ومقدور عليه.

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...