الإيدز يسجل تزايداً مخيفاً

02-12-2008

الإيدز يسجل تزايداً مخيفاً

رغم الجهود الجبارة التي تبذلها المؤسسات والحكومات والأفراد، إلا أن مرض السيدا ما زال يسجل تزايداً مخيفاً، حيث تُظهر أرقام توردها المنظمات العالمية أن أكثر من 25 مليون شخص فارقوا الحياة بسبب إصابتهم بهذا المرض منذ عام 1980 حتى اليوم، وأن 2.5 مليون شخص قد أصيبوا بالعدوى عام 2007. أمس (1 كانون الأول / يناير) كان اليوم العالمي للسيدا، وكما هي الحال في عدد من دول العالم، فإن تحضيرات قد سبقت الاحتفال به في لبنان، من أبرزها اللقاء الذي عقدته وزارة الصحة اللبنانية ـــ البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز MOPH-NAP ومؤسسة الصحة العالمية، وكان الهدف منه الإضاءة على آخر الإحصاءات المتوافرة، حيث تبيّن أن عدد المصابين بالمرض بلغ 1172 إصابة حتى تشرين الثاني 2008. هذه الأرقام هي عدد الإصابات المسجّلة رسمياً لدى البرنامج الوطني لمكافحة السيدا، أما التقديرات فتؤكّد أن العدد الحقيقي يتراوح بين 2500 و3000 إصابة.
ولفت اللقاء اللبناني إلى أن ثمة تقدماً أحرزته المراكز العشرون للفحص الطوعي والمجاني للسيدا المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية. وحمل اليوم العالمي للسيدا في هذا العام شعاراً يدعو المرأة إلى الانخراط في مكافحة هذا الوباء الذي يمثّل خطراً حقيقياً على البشرية. ففي العام الماضي كان عنوان الحملة القيادة وأهميتها في الصراع مع السيدا، أما في هذا العام فدور المرأة في القيادة هو العنوان. من جهة أخرى، تلفتنا الإحصاءات العالمية إلى تزايد خطورة هذا المرض الذي لا يفرّق بين كبير وصغير، فقد قُدّر عدد المصابين عام 2007، من أطفال وبالغين، بنحو 33 مليون شخص، وأدّى السيدا في العام نفسه إلى وفاة نحو مليوني شخص.
وبالعودة إلى لبنان، تؤكد إحصاءات البرنامج الوطني لمكافحة السيدا على عوامل خطيرة تساهم في انتشار فيروس الإيدز. فمعظم شباننا لا يستخدمون الواقي الذكري، وعدد الإصابات بين الذين يقيمون علاقات طبيعية مع الجنس الآخر في ازدياد، أي إن المرض لم يعد مقتصراً على الفئات الأكثر عرضة، كالعاملات في صناعة الجنس ومدمني المخدرات... من هنا يسعى البرنامج الوطني لمكافحة السيدا إلى توعية اللبنانيين على المخاطر والعواقب المميتة الناتجة من رفض الخضوع للفحص أو عدم اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة والبقاء في حالة الجهل. وتفيد الأرقام بأنه، منذ تشخيص أول حالة إصابة بالسيدا في لبنان عام 1984، استمر تزايد أعداد المصابين ببطء لكن بثبات، حتى بلغ 1156 حالة مسجّلة رسمياً حتى أواخر تشرين الأول 2007.
والسيدا أو نقص المناعة المكتسبة يسببها فيروس يصيب جهاز المناعة عند الإنسان، ويضرب بالتحديد الخلايا البيضاء التائية ت ـــ 4 ويدمّرها تدريجياً. هذا الأمر يؤدي إلى إصابة الجسم بالأمراض الانتهازية والسرطانية التي تؤدي بدورها إلى الموت. ليس هناك حتى يومنا هذا أدوية أو لقاحات ضد السيدا، لكن هناك علاجات تجعل تطوّر المرض أبطأ وتحدّ من سرعة الإصابة بأمراض محددة، وتعمل على تقوية جهاز المناعة المصاب وترميمه قدر الإمكان. وتسعى مراكز بحثية عدة إلى التوصل إلى فهم أكثر تطوراً للمرض لإيجاد الأدوية التي قد تساعد يوماً في القضاء عليه، وقد أُعلنت آخر نتائج دراسة مشتركة أجراها علماء أميركيون وبريطانيون عن الاختلافات الجينية بين الإنسان وقردة الشمبانزي، كما حدّدوا الجينات التي تكرّرت أو اختفت خلال فترة التطوّر. وقال الباحثون إن النتائج التي توصّلوا إليها توفر دليلاً جديداً على وجود جين مرتبط بالقابلية للإصابة بالتهاب، بسبب فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة (الإيدز).

غادة دندش

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...