"الأنوريكسيا" مجاعة الأغنياء التي تهز البرازيل

28-12-2006

"الأنوريكسيا" مجاعة الأغنياء التي تهز البرازيل

لطالما كان تأمين الطعام وتوفيره لملايين المحتاجين في البرازيل، الشغل الشاغل للمؤسسات الإنسانية، إلا أن الصورة تختلف هذه الأيام، مع تركز أنظار المجتمع البرازيلي على نوع آخر من المجاعة، ألا وهو مرض: "الأنوريكسيا" أو اضطراب الأكل الذي ينتشر بين الأغنياء وأصحاب الحظ الوافر في هذا البلد الشاسع.

فموت أربع شابات برازيليات في الأسابيع القليلة الماالعارضة البرازيلية الراحلة نتيجة مرض اضطراب الأكلضية جراء هذا المرض الذي يسبب اضطرابا نفسيا، حيث يبتعد المصاب أو المصابة به عن تناول الغذاء الكافي خوفا من زيادة أوزانهم، وبالتالي يتعرضون لتراجع مزمن في صحتهم، تصدر عناوين وسائل الإعلام البرازيلية، إلى درجة أن القضية أصبحت موضوعا لمسلسلات تلفزيونية كما أنها بدأت بإثارة جدل واسع في أروقة صناعة الأزياء البرازيلية التي تشتهر بتصدير العارضات النحيفات.

وآخر ضحايا هذا المرض، كريستينا لوبيز باستوس (23 عاما) وهي مدرّسة، توفيت الأحد في مستشفى تبعد عن مدينة سان باولو 200 ميلا، بسبب نقص حاد في وزنها.

ونقلت صحيفة "غلوبو" المحلية على صفحتها الإلكترونية عنوانا: "ضحية أخرى للأنوريكسيا" وإلى جنبه صورة للجميلة الشقراء، التي تحترف أيضا العزف على البيانو كما أنها كاتبة عامود تحريري أدبي على صفحة إلكترونية في مسقط رأسها.

ونقلت صحيفة أخرى عن العارضة الراحلة أنها كانت تصف نفسها في غرف الدردشة الإلكترونية "بالنحيفة"، فيما نقل رفاقها أنهم كانوا "يتقاتلون معها لإجبارها على الأكل."

وقال صديقها السابق ليوناردو مارغو إن باستوس كانت مراهقة ممتلئة القوام وبدأت لاحقا بالتركيز على إنقاص وزنها، وفق وكالة أسوشيتد برس.

يُذكر أن هذا المرض وضحاياه احتل الشهر الماضي عناوين الصحف البرازيلية مع الإعلان عن وفاة العارضة البرازيلية العالمية أنا كارولينا ريستون (21 عاما)، نتيجة التهاب عام جراء المرض.

وتوفيت العارضة الشابة التي تنقلت بين منصات الأزياء في الصين وتركيا والمكسيك واليابان في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في إحدى مستشفيات سان باولو.

وبلغ وزنها عند الوفاة 40 كيلوغراما فيما كان طولها مترا و72 سنتمترات.

وجاءت وفاة ريستون لتعيد الأضواء إلى عالم الأزياء الذي واجه مؤخرا انتقادات حادة بسبب تشجيعه للنساء والمراهقات بتقليد العارضات النحيفات.

ودفع هذا الواقع المؤلم بصناعة الأزياء الإيطالية قبل أسبوعين بإقرار تشريع تنظيمي يستهدف مكافحة ظاهرة العارضات الهزيلات اللواتي تعانين من مرض اضطرابات الأكل.

التشريع التنظيمي للصناعة الذي  جاء بالتنسيق مع جهات حكومية إيطالية، يطالب العارضات تقديم شهادات طبية بأنهن لا تعانين من مرض اضطراب الأكل، كما يحظر عمل العارضات تحت سن السادسة عشرة.

وبعد وفاة ريستون بيومين توفيت طالبة برازيلية تدعى كارلا كاسيلا (21 عاما) نتيجة اضطرابات في الأكل، وبعدها بأيام توفيت ضحية أخرى من ضحايا مرض اضطراب الأكل.

ووفق بيانات رسمية فإن الوفاة والمرض نتيجة سوء التغذية تعتبر أمرا شائعا في البرازيل التي يبلغ تعداد سكانها 185 مليون نسمة، حيث يعيش 26.5 مليون منهم على أجور شهرية تبلغ 160 دولار أو حتى أقل.

ويقر مكتب الإحصاءات بأن قرابة 8 في المائة من البرازيليين ناقصي الوزن.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...