الأقصى يستعيدأجواءالانتفاضةالثانية:40جريحاً في التصدي لغزواستيطاني

28-09-2009

الأقصى يستعيدأجواءالانتفاضةالثانية:40جريحاً في التصدي لغزواستيطاني

انتقلت إسرائيل إلى مرحلة الاستهداف المباشر للمسجد الأقصى، الذي شهد، منذ صباح يوم أمس، مواجهات عنيفة، أعقبت محاولة قوات الاحتلال التغطية على عملية اقتحام لباحاته من قبل جماعات يهودية متطرفة، في تطوّر أعاد إلى الأذهان تلك الأحداث التي رافقت اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وذلك عشية ذكرى انطلاقتها، ليتكرر بذلك المشهد ذاته الذي رافق الزيارة الاستفزازية التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون إلى المسجد قبل تسع سنوات. عناصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلي يتمركزون داخل حرم المسجد الأقصى في القدس المحتلة خلال مواجهات مع فلسطينيين أمس
وذكر شهود عيان أنه في ساعات الصباح الباكر شوهد عشرات المستوطنين المتطرفين، تحميهم عناصر من الشرطة والجيش، يقتربون من بابي الأسباط وحطة، اللذين يوصلان إلى المسجد الأقصى، في محاولة لاقتحامه، فتصدى لهم عشرات المصلين، فاندلعت مواجهات عنيفة استخدم فيها الفلسطينيون الحجارة والكراسي والأحذية، فيما رد الاحتلال بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
في المرحلة الأولى من المواجهات أصيب 13 فلسطينياً، اثنان منهم في حال الخطر، فيما كان هناك مصابان من الشرطة الإسرائيلية. بعد ذلك توسعت دائرة المواجهات لتمتد إلى باب المغاربة، حيث تمكن عدد من المستوطنين المتطرفين من دخول ساحات المسجد الأقصى، فتصدى لهم الفلسطينيون من حملة الهوية الزرقاء، الذين تمكنوا من المبيت في المسجد منذ مساء أمس الأول، وقد تدخلت الشرطة مجدداً، بعنف أشد، فأصابت عشرة فلسطينيين آخرين.
وأشار الشهود إلى أنّ الفلسطينيين تمكنوا من طرد المستوطنين، الذين تنكروا بزي «سياح أجانب»، وهي الذريعة التي استخدمتها الشرطة الإسرائيلية لاقتحام المسجد، حيث زعمت، في بيان، أنها «تدخلت لقمع مجموعة من الفلسطينيين أرادوا منع السياح من الدخول إلى المسجد الأقصى».
لكن الجانب الفلسطيني أكد كذب الرواية الإسرائيلية، حيث أكدت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث»، في بيان لها، أنّ «الجماعات اليهودية المتطرفة تخطط لاقتحام المسجد الأقصى منذ أشهر، وهي تريد إحياء طقوس تلمودية داخله بدعوى إحياء مراسم (يوم الغفران) اليهودي».
المواجهات لم تتوقف، وقد امتدت من ساعات الظهيرة حتى العصر، حيث ارتفع عدد الفلسطينيين الذين انضموا إلى «حملة الدفاع عن الأقصى»، فيما تزايد عدد قوات الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود الذين لم يتركوا «مكانا لنملة» داخل باحات البلدة القديمة في القدس.
على أثر ذلك، اتسعت دائرة المواجهات لتمتد إلى شارع رأس العمود، وهو احد أبواب الأقصى، ولتنتشر مجموعات كبيرة من الفلسطينيين في أماكن مختلفة من البلدة القديمة في القدس. وكان الرد الإسرائيلي يزداد ضراوة فارتفعت الحصيلة، مع حلول ساعات المساء، إلى أكثر من أربعين جريحاً فلسطينياً، بينهم خمس حالات خطرة، في مقابل إصابة 13 شرطيا إسرائيليا، فيما أشار شهود إلى أنّ قوات الاحتلال «ركزت في إطلاق النار على الأجزاء العليا من أجساد الفلسطينيين».
وأثارت هذه التطورات ردود فعل غاضبة من جانب كافة القوى الفلسطينية، حيث دعت الحكومة الفلسطينية المقالة، في بيان تلقت «السفير» نسخة منه، الشارع الفلسطيني إلى «التحرك بسرعة لنصرة الأقصى» معتبرة أن ما يجري يتطلب «تكاتفا جماهيريا لوقف محاولات سرقة وتهويد القدس»، فيما دعا القيادي الميداني في القطاع أبو عسكر إلى «استئناف العمليات الاستشهادية نصرة للأقصى». وقال أبو عسكر إنّ «ما يجري يتطلب أن يتحول الشعب الفلسطيني إلى لغم متفجر في وجه إسرائيل».
أما الحكومة الفلسطينية في رام الله فكان موقفها أكثر اعتدالا، حيث طالبت بعقد اجتماع طارئ للجنة القدس التي يرأسها المغرب، وذلك من أجل «وضع العرب والمسلمين أمام التزاماتهم تجاه الأقصى». وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفلسطينية في رام الله محمود الهباش، في مؤتمر صحافي عقده في رام الله، إنّ «ما يجري الآن هو استمرار لمخططات إسرائيل تهويد القدس ومقدساتها، وما جرى يتطلب موقفا عربياً وإسلامياً موحداً، يقوم على أساس ردع إسرائيل ومنعها من مواصلة جرائمها تجاه الفلسطينيين».
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، فهمي الزعارير، على «أهمية مواصلة اليقظة والحرص والوحدة في وجه الاحتلال».
بدوره اعتبر مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين أنّ «سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي ترعى الجماعات المتطرفة التي تعيث فساداً في الأراضي الفلسطينية، تتحمل المسؤولية كاملة عن عواقب اقتحامها لباحات المسجد الأقصى في الذكرى التاسعة لاقتحامه من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون»، مطالباً منظمة المؤتمر الإسلامي بعقد اجتماع عاجل لبحث سبل حماية المقدسات الفلسطينية.
واعتبرت حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين» أن «تصعيد المقاومة هو الرد الحقيقي على العدوان الصهيوني بحق المسجد الأقصى».
وأعلنت الحركة الإسلامية داخل أراضي العام 1948 أنها في حالة استنفار دائم لنصرة القدس والمسجد الأقصى. وقال رئيس الحركة الشيخ رائد صلاح إنّ «الحركة كانت على استعداد لتكثيف المسيرات، وقد تم تشكيل درع بشري من فلسطينيي القدس وأراضي العام 1948 للحفاظ على المسجد الأقصى المحتل من فساد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين».
في غضون ذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» عن أن الجمعية الإسرائيلية المتطرفة «عطيريت كوهانيم» تخطط لامتلاك عقارات جديدة داخل البلدة القديمة في القدس الشرقية. وأشارت الصحيفة إلى أنها حصلت على كراسة للجمعية تفصّل فيها خططها المستقبلية لامتلاك عقارات جديدة داخل البلدة القديمة، وفي العديد من الأحياء العربية في شرقي القدس.
وتوضح هذه الكراسة أن الجمعية تخطط لشراء خمسة أبنية في البلدة القديمة بتكلفة تزيد على عشرة ملايين دولار تتسع لإيواء نحو عشرين عائلة يهودية، كما تسعى إلى إنشاء حي استيطاني في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية يتسع لعشرين عائلة، وتوسيع الحي الاستيطاني «كدمات تصيون» في بلدة أبو ديس شرقي القدس ليضم ثلاثمئة وحدة سكنية.

 

أمجد سمحان

المصدر: السفير


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...