افتتاح ملتقى الاستثمار السياحي الرابع

30-04-2008

افتتاح ملتقى الاستثمار السياحي الرابع

تركزت مناقشات الجلسة الأولى من ملتقى سوق الاستثمار السياحي الدولي الرابع حول تأثير ملتقيات الاستثمار السياحي على الاقتصاد الوطني وكيفية استغلال الموارد في دعم الناتج المحلي والارتقاء به إلى مستويات أفضل وخاصة أن سورية تمتلك المقومات اللازمة لتكون في مصاف الدول السياحية.

وقال عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية الذي ترأس الجلسة.. إن السياحة في سورية أصبحت دعامة اساسية للاقتصاد الوطني وشكلت جزءاً مهماً من الناتج المحلي بعد أن دخلت تلك المشاريع مرحلة الانتاج مؤكداً أن المشاريع السياحية المقبلة ستؤمن فرص عمل كثيرة.

وأشار الدردري الى أن التدفق السياحي الى سورية بحلول عام 2015 سيصل الى 10 ملايين سائح الأمر الذي يستدعي بذل جهود كبيرة على المستويات كافة لتأمين البنية التشريعية اللازمة ومتطلبات ذلك من فنادق ومطاعم مع الأخذ بعين الاعتبار الجوانب البيئية والتنموية والاجتماعية.

من جانبه أكد الدكتور سعد الله أغة القلعة وزير السياحة أن أي نجاح في قطاع السياحة يستند الى ركائز عدة بينها استجابة المستثمرين ورجال الأعمال لإقامة المشاريع الاستثمارية السياحية إضافة إلى الإجراءات المتبعة حيالها مشيراً الى تنوع الكنوز التاريخية والحضارية في سورية.

بدوره قال رئيس شركة توفاركو القبرصية إن سورية تمتلك الكثير من الامكانات التي تؤهلها لاستقطاب عدد متزايد من السياح لافتاً الى أهمية القيام بالتخطيط السياحي لإطالة مدة الموسم السياحي في سورية.

ونوه بندر بن فهد آل فهيد رئيس منظمة السياحة العربية بأهمية الملتقيات السياحية في سورية وقال: إن ملتقى سوق الاستثمار السياحي يعتبر أنموذجاً للملتقيات السياحية التي تقام في البلدان العربية. وأضاف آل فهيد أن الملتقى حقق الكثير من المكاسب في مجال الاستثمار السياحي كونه كان عامل جذب للمستثمرين وخاصة بعد التسهيلات التي وفرتها الحكومة السورية للمستثمرين مدعمة بمجموعة من التشريعات الاقتصادية شكلت الأرضية المناسبة للاستثمار السياحي في سورية.

كما أكد نبيل الكزبري رئيس مجلس شركة الشام القابضة ضرورة السعي لجعل الاستثمار السياحي جزءاً مهماً في دعم الاقتصاد الوطني، وقال إن سورية لديها مقومات سياحية مهمة تؤهلها كي تكون في مصاف الدول السياحية وخاصة بعد الاصلاحات الاقتصادية والتشريعية التي هيأتها الحكومة للارتقاء بهذا القطاع.

كما أشار ناصر الانصاري نائب المدير التنفيذي لشركة الديار القطرية الى تعدد المجالات الاستثمارية السياحية في سورية وقال: إن سورية مقبلة على نقلة نوعية في المجال العمراني بعد أن وفرت الحكومة الكثير من القوانين المساعدة لذلك.

ودعا رئيس شركة "أي دي" الدولية السياحية الى ضرورة قيام مشاريع سياحية كبيرة داعمة للاقتصاد الوطني ولاسيما أن سورية تمتلك الإرث الثقافي والمواقع الأثرية وكل مقومات السياحة النشطة.

وكان المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء قد افتتح فعاليات ملتقى سوق الاستثمار السياحي الدولي الرابع الذي تقيمه وزارة السياحة على مدى يومين في فندق مريديان دمشق بمشاركة عدد من رجال الأعمال والمستثمرين وشركات التطوير العالمية والمقاولين وشركات الإدارة الفندقية والمكاتب الاستشارية الهندسية والمصارف وصناديق التمويل ومؤسسات الضمان والشركات الخاصة.

وقال المهندس عطري في كلمة له خلال الافتتاح إن هذا الملتقى يأتي تأكيداً على جدية ومتابعة الأهداف والتوجهات التي أعلنت عنها الحكومة في ملتقى الاستثمار السياحي الأول عام 2005 بهدف جعل سورية مقصداً سياحياً على خارطة السياحة الإقليمية والدولية وتحويل السياحة الى صناعة استراتيجية ترفد الاقتصاد الوطني وبالتعاون مع القطاع الخاص وبالتنسيق مع الجهات المحلية والمركزية عبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات والآليات التي تكفل تجانس وجودة عناصر المنتج السياحي وأضاف أن الحكومة اتخذت خلال السنوات الماضية ومن خلال اجتماعات المجلس الأعلى للسياحة مجموعة من القرارات الداعمة والإجراءات المشجعة للاستثمار السياحي وسعت الى توفير مقومات ومتطلبات تطوير الصناعة السياحية من خلال تكليف وزارة السياحة بإجراء عملية مسح سياحي شامل في المناطق السورية وعرض مجموعة من المواقع السياحية الجاهزة للاستثمار السياحي على الملتقيات السياحية وفق شرائح مختلفة أو من خلال التسهيلات الإدارية والاستثمارية المتعلقة بزيادة مدة الاستثمار وتبسيط الإجراءات التعاقدية وطرح صيغ استثمار جديدة وتوفير شروط استثمارية أكثر جدوى وتحديد المناطق التي تصلح لأن تكون مجمعات ومناطق سياحية متكاملة.

وأشار المهندس عطري الى أن بيئة السياحة في سورية تحسنت تحسناً ملحوظاً ووصل متوسط معدل النمو السنوي لعدد السياح العرب والأجانب القادمين الى سورية خلال السنوات السبع الماضية الى 15 بالمئة وتمكنت سورية خلال سنوات قليلة من تحقيق قفزة نوعية واحتلال مرتبة متقدمة على خارطة السياحة الدولية وانتقلت من الترتيب 61 الى المركز 48من اصل 176 دولة مؤكداً صواب النهج وصحة التوجهات والقرارات الحكومية المتخذة للارتقاء بفاعلية القطاع السياحي وتعزيز دوره في عملية التنمية الشاملة وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 156مليار ليرة سورية عام2007 مقارنة مع 130مليار ليرة سورية عام2006 كما حقق اقتصاد النشاط السياحي نسبة 4ر14بالمئة في الناتج المحلي الإجمالي عام 2007مقارنة مع 4ر13بالمئة عام2006.

وبين رئيس مجلس الوزراء ان السياحة السورية أحرزت تقدما آخر إذ احتلت مواقع مهمة في الترتيب العالمي على صعيد تطور سياحة الأعمال ونمو العمالة في اقتصاد السياحة حتى العام 2018 ونمو العمالة في صناعة السياحة فنادق ومطاعم خلال السنوات العشر الماضية لافتاً إلى أن تجربة ملتقيات سوق الاستثمار السياحي أثبتت أنها ذات أثر إيجابي في خلق مناخ التواصل والتفاعل القائم على الوضوح والشفافية بين الجهات المحلية ورجال الأعمال والمستثمرين والشركات السياحية.

وأوضح أن الحكومة والمجلس الأعلى للسياحة يتابعان بحرص شديد أعمال ملتقيات الاستثمار السياحي وتقييم آثارها ونتائجها وإزالة العوائق والصعوبات التي اعترضت بعض جوانبها واتخاذ خطوات تؤدي الى اختصار دورة الوقت والإجراءات الإدارية التي يؤكد ضرورتها المستثمرون وتحتاجها سرعة إنجاز المشاريع الاستثمارية وإيلاء الاهتمام بمعالجة أوضاع المشاريع المتعثرة ووضعها على طريق العمل والتنفيذ من جديد.

واكد رئيس مجلس الوزراء ان سورية التي تعد مهد الحضارات وارض الرسالات ومنبع الأفكار والقيم الإنسانية السامية حريصة على إعلاء قيمة الحوار بين مختلف الثقافات والأعراق والأجناس على قاعدة المساواة والاحترام وتبادل المنافع المشتركة وتبذل جهودا كبيرة لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط للقناعة الراسخة بأن فرص التنمية التي تحتاجها شعوب هذه المنطقة لا يمكن أن تؤتي ثمارها المرجوة ما لم يتحقق السلام العادل والشامل المرتكز على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام.

ولفت المهندس عطري الى أن وزارة السياحة بادرت الى ترجمة أشكال الدعم الحكومي المادي والمعنوي المقدم لها عبر إجراءات واسعة وخطوات عملية لتطوير السياحة السورية من خلال التركيز على حملات التسويق والترويج السياحي والمشاركة في المعارض السياحية الدولية وإطلاق قوافل الترويج السياحي فى العديد من الدول العربية والأجنبية واستضافة الوفود الإعلامية وتنظيم المهرجانات الفلكلورية وتنشيط السياحة الداخلية والاهتمام بتحسين جودة المنتج السياحي وتدريب وتأهيل الأطر العاملة في مكاتب السفر والمنشات والفنادق السياحية.

من جانبه قال الدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة في كلمته أننا نبحث في هذا الملتقى عن تلاق أمثل بيننا لتحقيق أهداف الحكومة والجهات المالكة للمواقع والمستثمرين لافتا الى أنه سيتم خلال الملتقى عرض المواقع الجاهزة والمحققة للجدوى الاقتصادية والسياحية والتى تؤمن فرصاً استثمارية جاذبة في بلد يعيش عبق التاريخ والق العصر.

وقال الوزير آغة القلعة اننا ندخل الى فعاليات هذا الملتقى ونحن أكثر ثقة بتحقيق طموحاتنا ومناقشة قضايا الاستثمار السياحي وترسيخ الصورة الجديدة لبيئة الاستثمار السياحي في سورية التي بدأنا في رسمها منذ عام 2004 وأن نضع شركاءنا في صورة واقع الاستثمار السياحي فى سورية وعوامل تسارع نموه.

وأشار الى أنه تم التركيز فى الأشهر الماضية على تحليل النتائج المحققة والتي تظهر أن عدد المشاريع المتعاقد عليها على أراض حكومية وصل الى 29 مشروعا بإجمالي تكلفة استثمارية وصلت الى 669ر1 مليار دولار فيما وصل عدد المشاريع المرخصة وقيد الإنشاء على أراض للقطاع الخاص الى 347 مشروعاً بتكلفة اجمالية وصلت الى 640ر1 مليار دولار ما يشير الى أن الاستثمار السياحي فى سورية أصبح الآن يسير على ركيزتين متكافئتين سواء في الاستثمارات على أراض حكومية أو على أراض للقطاع الخاص.

وأوضح آغة القلعة أن هناك 154موقعاً مختاراً حقق المعايير المطلوبة منها 13 منطقة تطوير سياحي كبرى أو متكاملة و65 موقعاً في مختلف المحافظات بمجموع أسرة فندقية مخطط للشريحة الأولى يتجاوز 55 ألف سرير بتكلفة تقديرية وصلت الى 5ر2 مليار دولار منها 42 ألف سرير في مناطق التطوير و13 ألف سرير في المشاريع السياحية مقابل 26 ألف للشريحة الثانية موضحاً أن البرامج التخطيطية حققت تنوعاً كبيراً ضم السياحة البيئية والعلاجية والتاريخية والرياضية والثقافية والشاطئية والترفيهية والشعبية والنهرية والصحراوية والجبلية والتعليمية وكذلك سياحة التسوق والمؤتمرات والمغاور وغيرها.

ولفت وزير السياحة الى أن هناك تغييرات واضحة في اشكال النشاط السياحي فى سورية فى عامى 2006 و2007 أهمها ظهور سياحة المؤتمرات التي حققت صعوداً كبيراً بنسبة 9بالمئة من إجمالي القدوم السياحي فى سورية أي حوالي 400 ألف سائح قدموا لغايات تتعلق بالاعمال والمؤتمرات والملتقيات بما يعكس تطور البنية الفندقية من جهة والنشاط الاقتصادي المتصاعد بشكل نشط في سورية بتضافر جهود الفريق الحكومي وكذلك ظهور السياحة الصحية بنسبة 5 بالمئة. وأضاف ان تطور الاستثمار السياحي في سورية طرح تحديات كبيرة وعاجلة لتوفير الاطر البشرية المدربة لتكون جاهزة للعمل لدى دخول الاستثمارات الجديدة فى الخدمة خلال الاعوام الثلاثة المقبلة مبينا أن الاستثمارات الجديدة ستؤمن خمسين ألف فرصة عمل حتى عام2010 في المطاعم والفنادق فقط.

بعد ذلك باشر الملتقى جلسات عمل وحوارات حول تأثير الاستثمار السياحي على الاقتصاد السوري وتنافسية القطاع السياحي والبيئة الاستثمارية الجديدة ودور الترويج والتسويق السياحي والاعلامي ومناطق التطوير السياحي الكبرى والتكامل التخطيطي السياحي.

حضر افتتاح الملتقى نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وعدد من الوزراء ورئيس هيئة تخطيط الدولة وعدد من المحافظين ومعاوني الوزراء ورئيس غرف اتحاد السياحة في سورية ورئيس المجلس العالمي للسياحة والسفر ورئيس منظمة السياحة العربية وعدد من السفراء العرب والاجانب المعتمدين بدمشق وعدد من المسؤولين والمعنيين وممثلي الفعاليات الاقتصادية والشركات ورجال الأعمال العرب والأجانب.

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...