أفغانستان: مجزرة «أطلسية» تودي بمئات الأفغان

05-09-2009

أفغانستان: مجزرة «أطلسية» تودي بمئات الأفغان

نفذت قوات الاحتلال الأطلسية في افغانستان امس، إحدى أبشع مجازرها في حق المدنيين الأفغان، عندما قتلت وأصابت المئات من القرويين والأطفال في شمال البلاد، في غارة على صهريج من المحروقات، بعد ايام قليلة من إعلان الولايات المتحدة التي يشكل جنودها القسم الأكبر من القوات الدولية، تبني استراتيجية جديدة بهدف «كسب ثقة السكان». أفغان ينقلون ما تبقى من جثة قريب لهم قتل في غارة الاحتلال في قندز أمس
واستهدفت الغارة صهريجا من المحروقات استولت عليه حركة طالبان امس الاول في منطقة انغور باغ في ولاية قندز، كان عالقا في مجرى النهر الذي يحمل الاسم ذاته، بحسب الشرطة. وقال شهود عيان ان مئات القرويين، ومن بينهم أطفال، تجمعوا للتزود بالوقود، حيث دعاهم عناصر طالبان الى ذلك، بعدما عجزوا عن إخراج الصهريج من النهر، قبل ان يقصفوا.
وقال محمد داود الذي نجا من الغارة، ان «القرويين تهافتوا حاملين كل ما استطاعوا من صفائح وقوارير»، كما قاد مزارعون جرارهم الى المكان لملء خزانه. وتابع «كان ما بين 10 الى 15 عنصرا من طالبان يقفون اعلى الصهريج، وفي هذه اللحظة قصفوا، كل من كان هناك قتل... رأيت أيادي وأرجل وغيرها من الأشلاء... حتى الذين كانوا ابعد مسافة، أصيبوا بحروق خطيرة».
ولفظ نهر قندز الى ضفتيه أحذية، وساعات يد، وملابس محترقة، وجيفة حمار ما زال يحمل سرجه. وجرت مراسم دفن بحضور قرويين أحاطوا بمقبرة جماعية عمدت جرافة الى طمرها بالتراب. أما في مستشفى قندز، كبرى مدن الولاية، فتوزعت في أرجائها الجثث المتفحمة والجرحى الذين أصيبوا بجروح بالغة.
وما زالت حصيلة القصف غامضة ومتناقضة، رغم الحديث عن مقتل 90 شخصا. فالجيش الألماني الذي ينتشر 800 من جنوده في قندز من اصل 4200 في افغانستان، اكد ان اي مدني لم يقتل، ودافع عن الغارة، فيما قال المتحدث باسم وزارة الصحة في كابول فريد رحيل، ان عددا كبيرا من المدنيين بين الضحايا، موضحا ان حوالى 200 الى 250 قرويا كانوا حول الشاحنة عند وقوع الغارة.
واعتبر الرئيس الأفغاني حميد قرضاي ان «استهداف المدنيين باي شكل غير مقبول»، وذلك بعدما اعلن فتح تحقيق في غارة الحلف الاطلسي، قائلا انها أسفرت عن «تسعين قتيلا وجريحا» في شمال افغانستان. وكانت قوة «ايساف» التابعة للحلف الاطلسي أول من اعلن فتح تحقيق. ثم طالبت الامم المتحدة على لسان مساعد الممثل الخاص للامم المتحدة في افغانستان، بيتر غالبريث، بتحقيق. كما طالبت لندن بتحقيق «عاجل» لعدم زعزعة ثقة الأفغان بقوات الاحتلال الأجنبية.
وتأتي هذه العملية العسكرية التي لا تزال حصيلتها غير واضحة، في وقت اعلنت الولايات المتحدة التي يشكل جنودها القسم الأكبر من القوات الدولية، تبني استراتيجية جديدة بهدف كسب ثقة السكان. وقد عبر البيت الابيض «عن قلقه الشديد» من الغارة. وقال المتحدث باسمه روبرت غيبس «بالطبع، لقد عبرنا في السابق ونواصل التعبير عن قلقنا الشديد في كل مرة تسجل فيها خسائر بشرية في نزاع مثل هذا لاسيما خسائر مدنية في الأرواح»، معلنا فتح تحقيق.
وتأتي الغارة عشية تدخل وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، للدفاع عن استراتيجية الرئيس باراك اوباما في افغانستان والسعي لاقناع الرأي العام الاميركي بضرورة هذه الحرب التي تتراجع شعبيتها كثيرا في الولايات المتحدة. وقال «لا اعتقد ان هذه الحرب بدأت تفلت من أيدي ادارة» اوباما، موضحا ان الجهود التي تقوم بها الحكومة الاميركية الجديدة بالنسبة الى هذا الملف «بالكاد بدأت».
واضاف غيتس «أمامنا وقت محدود لإثبات نجاح هذه المقاربة»، مضيفا «ان «بلادنا في حرب منذ ثمانية أعوام» و»ليس مفاجئا ان يكون الاميركيون تعبوا من رؤية أبنائهم وبناتهم يجازفون ويقاتلون». وجاء كلام غيتس بعد اطلاعه على تقرير سري للقائد الجديد للقوات الاميركية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال عرض فيه الوضع في افغانستان وفتح الطريق حسب ما يرى خبراء امام طلب المزيد من التعزيزات الاميركية.
من جهته، اعتبر رئيس أركان الجيوش الاميركية المشتركة الأميرال مايكل مولن الذي كان الى جانب غيتس، ان الولايات المتحدة لا تستطيع التغلب على تنظيم القاعدة في حال انسحبت القوات الاميركية من افغانستان. وقال «من المستحيل التغلب على القاعدة، وتلك هي مهمتنا، من مسافة بعيدة»، في وقت ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان مستشاري اوباما منقسمون حول العدد المناسب للجنود الأميركيين في أفغانستان ومهمتهم هناك.
وفي بريطانيا ايضا، قال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الذي يقوض الهجوم على سياسته في أفغانستان من فرص إعادة انتخابه، إن إحلال السلام في أفغانستان سيجعل بريطانيا أكثر أمنا.
وقتل جندي فرنسي في شمال شرق كابول وأصيب 9 جنود فرنسيين آخرين.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...