أطباء “الطب الشرعي”: عدد كبير من الجثث مجهولة الهوية لم نتعرف على هويتها بعد

22-11-2017

أطباء “الطب الشرعي”: عدد كبير من الجثث مجهولة الهوية لم نتعرف على هويتها بعد

 

خلفت الأزمة الكثير من الضحايا مجهولي الهوية، وأصبح خبر اكتشاف مقابر جماعية حدثاً عادياً، سواء تحت أنقاض البنايات أو في الأسواق الشعبية التي تم استهدافها أو.. أو..الخ.

أنواع من الموت جعلت الجثث متناثرة وغائبة المعالم، تختلط مع بعضها وتالياً غياب الهوية الأمر الذي تطلب جهوداً كبيرة للتعراف على هذا الكم الهائل من الجثث المجهولة الهوية، ومن هنا قمنا بالتوجه للاختصاصيين في هذا المجال للتعرف على كيفية عمل الطب الشرعي وصعوبات التعرف على أصحاب الجثث.

الدكتور أكرم الشعار اختصاصي الطب الشرعي بيّن أن من صعوبات التعرف على الجثث مجهولة الهوية كثرة عدد الجثث خلال الحرب الإرهابية على سورية وقلة الأمكنة الحافظة إضافة إلى قلة الإمكانات وخاصة منها المخبرية أما عن آلية التعرف على الجثث فأشار الدكتور الشعار إلى أنها تبدأ من الفحص الخارجي للجثة إضافة لأخذ بصمة الأسنان ومقتنيات الجثة والبصمة الوراثية (DNA).

وقال الدكتور الشعار: إننا ما زلنا نعاني وجود عدد كبير من الجثث مجهولة الهوية لم نتعرف على هويتها بعد لكن استطعنا أن نذلل أكثر من 50% من عمليات الاستعراف (التعرف على هوية أصحاب الجثث).

أما الدكتور بسام محمد اختصاصي العظمية (طب شرعي) فأشار من جهته إلى أنه أحياناً يكون لدينا جثث مختلطة لمجموعة معروفة ولكن لا توجد معلومات فردية حول كل جثة وتالياً نحتاج للتعرف على أصحاب الجثث ضمن هذه المجموعة و هنا يلعب تقدير العمر العظمي دوراً كبيراً مشيراً إلى أن تقدير العمر العظمي من اختصاص علماء الآثار.. ونظراً لعدم وجود هذا الاختصاص في سورية تم تطوير قدرات بعض الأطباء الشرعيين للعمل في هذا المجال لافتاً إلى أننا نحتاج لعملية الاستعراف الجيد لتضافر جهود كل القطاعات العسكرية والاجتماعية والأطباء الشرعيين وأطباء الأشعة وأطباء الأسنان المختصين.

وبيّن الدكتور محمد أن الأطباء الشرعيين يعملون في ظروف صعبة جداً للقيام بعمليات الإستعراف نظراً لظروف الأزمة السورية ونظراً لعدم وجود دعم كافٍ حقيقي للعاملين في قطاع الطب الشرعي لكن مثلنا مثل كل المواطنين الذين صمدوا في هذا البلد نعمل بأخلاق رغم كل احتياجاتنا وهناك بعض المستلزمات تم توفيرها من قبل الدولة أو بعض المنظمات المساعدة كالصليب الأحمر الدولي ولا نزال بحاجة لبعض المستلزمات المتعلقة بالبصمة الوراثية (DNA) كما أننا بحاجة لتطوير مهارات الأطباء الشرعيين.

الدكتور ياسر صافي اختصاصي الأشعة (طب شرعي) أشار من جهته إلى أنه لا يمكننا إجراء الاستعراف من دون أن يكون لدينا شيء نقارب فيه إذا كان لدينا معلومات كاملة عن هذا المفقود وضمن المعلومات قد تكون الصور الشعاعية وعندما تكون هناك جثة مجهولة يمكن إجراء الصور الشعاعية المناسبة وإجراء المقارنة وتبعا لذلك الاستعراف إما سلباً أو إيجاباً، مشيراً إلى أنه بشكل عام في جسم الإنسان لا يمكن أن يشابه عضو في جسم الإنسان عظماً أو عضواً آخر في إنسان آخر كحال البصمة بأصابع اليدين ومن هذه الميزة يمكن الاستعراف على الجثث المجهولة.

ونصح الدكتور صافي بإحداث بنك معلومات عن المفقودين ومواصفاتهم الكاملة سواء من حيث الجسد أو اللباس أو الصور الشعاعية وغيرها من الأمور المتعلقة بالمفقودين إضافة إلى بنك معلومات عن الجثث المجهولة و هنا يتم إجراء تقاطع للمعلومات لتحديد الهوية.

الدكتور عامر السراقبي اختصاصي طب الأسنان الشرعي أشار من جهته إلى أن للأسنان دوراً في عمليات الإستعراف بحدود من 60% إلى 80% من حالات الاستعراف لأن الأسنان أكثر أجزاء الجسم مقاومة للتخريب وهي عنصر أساسي بتحديد العمر ويمكن أن تساعدنا في تحديد الجنس والعرق، مشيراً إلى أنه خلال الأزمة السورية عندما استخدمنا الأسنان كانت النتائج جيدة وسريعة بالاستعراف مشيراً إلى أننا بحاجة لتعاون أكبر من الجهات المعنية إضافة لزيادة الدعم المقدم.

ونحن بدورنا نشير إلى ضرورة إزالة كل الصعوبات والعقبات التي تواجه اختصاصيي الطب الشرعي في عمليات الإستعراف نظراً للأهمية القصوى لاختصاصهم.

المصدر: تشرين

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...