«مكتبة الإسكندرية» برسم آل مبارك

04-03-2011

«مكتبة الإسكندرية» برسم آل مبارك

إنّها فضيحة كاملة الأوصاف. بل فضيحتان موجعتان في رأس مكتبة الإسكندرية. الأولى كشف عنها منذ أيام الكاتب الصحافي مصطفى بكري في بلاغ للنائب العام. وقد أورد البلاغ حسابات سرّية لعائلة الرئيس المخلوع حسني مبارك. وأبرز ما فيه أنّ التبرعات الدولية لمكتبة الإسكندرية تدخل في حساب باسم والدة الرئيس المتوفاة، ويُتصرّف فيها من خلال توكيل رسمي من السيدة الراحلة باسم زوجته سوزان ثابت!
هذه فضيحة دولية كبرى، لم تستطع مخيلة أي روائي في العالم كَتَب عن الديكتاتور أن يمسّها، لأنّ الواقع في مصر الآن يتجاوز كل خيال بعد الكشف المتواصل عن كمّ الفساد الذي كان معشّشاً في كل الدوائر والمؤسسات.
فضيحة تفوق تحويل دخل قناة السويس إلى بيت الرئيس مباشرة، لا إلى خزانة الدولة. بكري ذكر في بلاغه أنّ مبارك تواطأ مع أفراد أسرته وسمح لهم باستغلال نفوذهم. وقدّم بكري أكثر من 40 مستنداً تتضمن حسابات أسرة الرئيس السرية في المصارف المصرية، ويحتوي حساب مكتبة الإسكندرية على 145 مليون دولار تتولى سوزان مبارك إدارته بمعرفتها. التحقيقات في هذه البلاغات ستكشف عن كمّ الفساد الموجود في المكتبة منذ إعادة إحيائها في عام 2002 بإشراف الأونيسكو وبتبرعات العديد من المنظمات العالمية التي فاقت مليارات الدولارات. ومنذ إعادة افتتاحها، ترأس مجلس أمناء المكتبة سوزان مبارك صاحبة التوكيل المزوّر للتصرف بأموال المكتبة!
الفضيحة الثانية خرجت أيضاً مع الفضيحة الأولى. إذ أعلنت المكتبة عن مؤتمر كبير بعنوان «الشباب: ثورة التغيير». وقد عهد إلى وزير التعليم العالي المُقال هاني هلال ـــــ عضو الحزب الوطني ولجنة السياسات ـــــ اختيار الشباب المشاركين فى المؤتمر.
رشّح هلال شباب «جمعية المستقبل» التي أسّسها جمال مبارك وترأسها. وقد شارك هؤلاء الشباب بوصفهم مفجّري الثورة، وتحدثوا عن منجزات الرئيس السابق، وعن مشروع قانون يهدف إلى محو الأمية. هذا الوضع دفع عدداً من مثقفي الإسكندرية إلى الدعوة إلى مقاطعة المكتبة التي «تحيط بها الشكوى. ويحاول القائمون عليها سباق الزمن لتأسيس وضع جديد لهم يتماشى مع ثورة 25 يناير»، على حد تعبير الشاعر علاء خالد. كذلك دعا الروائي جمال الغيطاني إلى إعادة النظر في المكتبة التي تحولت إلى صالون «اجتماعات»، مضيفاً: «أنشئت مكتبة الإسكندرية لأسباب خاصة، منها البهرجة. فهل ثمّة مكتبة في العالم تحمل اسم مدينة، ولا علاقة لها بها، أو حتى بالجامعة التي تقابلها على الناصية الأخرى من الشارع؟».

محمد شعير

المصدر: الأخبار

التعليقات

يعني اليونيسكو و الأمم المتحدة وا لجمعيات الخيرية و السفارات و القنصليات الغربية لا تعرف أن هذه الأموال كلها رشا و دفعات على الحساب للحكام العرب و زوجاتهم؟ هل يحتاج الأمر لثورة؟ منظمات عملها مسح أثار أحذية العسكريين و رجال الأعمال المختلين عقليا . لا تحتاج الصعوب الى من يتصدق عليها بعد أن تسرق. دعم ثقافي و دعم عاطفي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...