«حبيبـي»: الحكايـة مألوفـة لكـن التمثيـل والإخـراج مدهشـان

25-04-2009

«حبيبـي»: الحكايـة مألوفـة لكـن التمثيـل والإخـراج مدهشـان

لم تأتِ حلقة أمس الأول من سلسلة «أهل غرام» على «أم بي سي» بجديد من حيث الحكاية التي حملت عنوان «حبيبي» )فكرة الفنانة رغدا شعراني)، فالعناوين الرئيسة للحلقة تكاد تكون معروفة ومكشوفة مسبقاً: شاب يحب فتاة حباً كبيراً، تربطهما علاقة متكاملة، فجأة تتعرض لانتكاسة حين يغيب الشاب من دون مقدمات، قبل أن يعود ليحل الفتاة من ارتباطها به. وبعد قليل سنكتشف أن الشاب مصاب بمرض السرطان، وأنه آثر الابتعاد عن حبيبته لا هجرانها وإنكار حبها. ولأن مقدمات الحب كبيرة، ولأن الغياب جاء من دون مقدمات تمهّد له، كان من الطبيعي ان نستنتج، كمشاهدين، أن الشاب آثر أن يضحي من أجل تخفيف معاناة حبيبته. ديمــة قنــدلفــت
لم تكن مشاهدة الحكاية المألوفة بالحقيقة ثقيلة علينا، إذا ما قورن الأمر بلعبتها المكشوفة، فقد قُدمت ضمن سياق فني مدهش. وبدت الإثارة والجــــاذبية في الأداء التمثيلي الكـبير الذي قـدمه كل من الفنانين ديمة قندلفت وقصي خولي وميلاد يوسف وريم زينو، وفي هندسة الصورة المحكمة للمخرج الشاب الليث حجو.
بدا حجو مسيطراً تماماً على الحكاية بكافة تفاصيلها، لعله كان يدرك لعبتها المكشوفة، فاجتهد في تقديم لعبته الإخراجية. ولأنه تمرس على لعبة إخراج «دراما الحب» بالذات، استطاع الليث أن يدفعنا إلى التعرف الى ما نعرفه من قبل. لا يبالغ المخرج الشاب بحركة الكاميرا، لكنه يجيد تحريكها على إيقاع قلب المشاهد وإحساسه لا إرضاء لعينيه. وهذه نقطة تبدأ بالعمل على أحاسيس الممثل وانفعالاته، مروراً بالتقطيع المونتاجي الذي يهدف إلى الانتقال من اللقطات العامة إلى الاقتراب من الوجه وملاحقة ما الذي يريد المشاهد رؤيته في هذه اللحظة. هكذا، على الأقل، كانت تصلنا الفكرة كمشاهدين.
إلا أن الإثارة الحقيقية في حلقة «حبيبي» من «أهل الغرام»، كانت في أداء الفنانة ديمة قندلفت. كأن الفنانة الشابة قد وضعت يديها، أخيراً، على مكمن قدراتها التمثيلية الحقيقية، فأفرغتها مرة واحدة في شخصية الحبــيبة العاشقة التي تعمل كمذيعة في إحدى الإذاعات المــحلية. ولعلنا لا نبالغ حين نقول إن الفنانة قندلفت تجاوزت نفسها وأداءها التمثيلي من خلال ما قدمته في هذه الحلقة.
كنت أردد دائماً أن ديمة قندلفت لا تعرف كيف تستغل فرصها التمثيلية، وأنها أهدرت فرصة أن «تنجّم» في المرات القليلة التي أتيح لها أن تقدم أدوار بطولة، وأحياناً كان أداؤها يخفّف من بريق الدور الذي تؤديه، ويبدو أن الفنانة قندلفت في «حبيبي» قد أحدثت انقلاباً دفعة واحدة. وهو انقلاب فني نأمل أن يكون فاتحة جديدة لأداء ديــمة قندلفت، وبوابـــة نحو تكريس نجوميتها كممثلة لأدوار البطولة.
بدوره، لا يزال الفنان الفنان قصي خولي يقدّم أداء لافتاً، وربما تكمن الصعوبة التي يواجهها اليوم، في ضرورة البحث عن أدوات تعبير جديدة في حال أراد الاستمرار في تقديم هذا النمط من الشخصيات الرومانسية الحالمة في أدواره.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...