«تقية» أردوغان تخفي ديكتاتوريته

21-12-2012

«تقية» أردوغان تخفي ديكتاتوريته

أدخل رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان البلاد في سجال جديد، تناول هذه المرة مسألة الفصل بين السلطات، وسط انتقادات وجّهت إليه بأنه يريد مركزة الحكم في شخصه عبر إلغاء الفصل بين السلطات.
وكان اردوغان قد تحدث قبل أيام قليلة عن أن الفصل بين السلطات يعرقل أحيانا تطوير البلاد، وهو ما اعتبرته المعارضة خطوة في طريق إلغاء الديموقراطية.
وفي هذا الإطار، قال رئيس «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيليتشدار اوغلو ان كلام اردوغان لا معنى له، لأنه في الأساس لم يعد هناك فصل بين السلطات في تركيا. وأضاف ان «تركيا دخلت عهد تقييد حرية الصحافة، فمنعت بعض الصحافيين من الكتابة وفصلت آخرين، وأدخلت أخبارا مهمة فياتراك يتظاهرون ضد التقشف في الموازنة في انقرة امس (ا ف ب) صفحات داخلية وبأسطر قليلة. وبات الصحافيون، إلا قلة، يمارسون رقابة ذاتية».
وقال كيليتشدار اوغلو انه «عندما ذهب إلى بروكسل للمرة الأولى كان عدد الصحافيين المعتقلين في تركيا 35 صحافيا، بعد ذلك أصبح العدد مئة، ثم نزل إلى 76 وهناك حوالي 700 طالب جامعي معتقل. لا يمكن فهم ذلك». وأضاف «انه كما لو أن تركيا لم تخض نضالات قاسية من أجل الديموقراطية منذ الخمسينيات وحتى اليوم. رئيس الحكومة ينتقد فصل السلطات كما لو انه يوجد فصل بينها في عهده. كل الصلاحيات متمركزة عندك. على رئيس الحكومة أن يطلع على الناس ويحدد بشكل واضح ماذا يريد. هو يريد في الحقيقة صلاحيات لم يحصل عليها حتى الباديشاهات».
وكتب الكاتب المعروف طه آقيول في «حرييت» ان كلام اردوغان مهم للغاية لأنه ليس كلاما هامشيا، ولأنه يطال المبدأ الأساس في الديموقراطية وهو الفصل بين السلطات. وقال ان «كلام اردوغان يتناقض مع تعهدات الحزب في بياناته الانتخابية السابقة حول ضرورة الفصل بين السلطات»، مضيفا ان «المشكلة ليست في الفصل بين السلطات بل في عدم تطبيق القوانين كما يجب».
ويكتب يالتشين دوغان في صحيفة «حرييت» ان اردوغان يرتكب خطأ بدعوته إلى إلغاء الفصل بين السلطات لأنه يذكّر بكلام ليس ببعيد حول انه قال للقضاء «افعل كذا وكذا»، وقد فعل القضاء ما أمره به اردوغان. وقال ان اردوغان ينقلب على ارث ديموقراطي جاء من قبل السلطان عبد العزيز الذي وضع في أيامه في العام 1868 للمرة الأولى مبدأ الفصل بين السلطات.
ويذكّر الكاتب بأن «مصطفى كمال أتاتورك كان ضد الفصل بين السلطات، لكن المرحلة كانت حساسة والدولة خارجة من انهيار الدولة العثمانية، وفي مرحلة بناء الدولة الجديدة. أما اليوم فلا شيء يبرر توحيد السلطات وتركيا ليست بحاجة اليوم إلى حكم الرجل الواحد».
ويرى المعلق محمد علي بيراند أن كلام اردوغان غير مفهوم، وعليه أن يوضح ما الذي يقصده. وقال ان «مواقف متعددة لرئيس الحكومة تضاعف الشكوك في أن حزب العدالة والتنمية يمارس التقية».
وفي صحيفة «جمهورييت» كتب اورخان بيرغيت ان «اردوغان يريد ان يحوز صلاحيات الديكتاتوريين عندما يرى ان الفصل بين السلطات يعوق التطور». وقال ان «اردوغان يتبع سياسات تمييزية لا بد لمعارضيها من ان يعبروا عنها في صناديق الاقتراع».

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...