«بقعـة ضوء 9»: جرأة إضافية ترصد انعكاسات الأزمـة السورية على العلاقات الإنسانية

25-04-2012

«بقعـة ضوء 9»: جرأة إضافية ترصد انعكاسات الأزمـة السورية على العلاقات الإنسانية

لطالما كانت الكوميديا الاجتماعية الناقدة «بقعة ضوء» سباقة في تجاوز الخطوط الحمر، حتى اعتُبرت مقياساً للجرأة، عبر تجاوز السقف المسموح به رقابيا. وهي السلسلة التي يُحضر هذا الموسم لجزئها التاسع. ولكن ما الذي ستأتي به دراما «بقعة الضوء» هذا الموسم، وقد تجاوز الواقع نفسه الخطوط الحمر؟
إنه السؤال الذي تطرحه الأحداث التي تشهدها سوريا اليوم، ويضع بدوره «بقعة ضوء 9» أمام تحد من نوع خاص. فالأزمة بمجمل معطياتها رفعت حدود المسموح رقابياً، وباتت حكايات الفساد وانتقاد الحكومة ومشاكسة المؤسسات الأمنية التي اشتهر المسلسل بجرأة مقاربتها، باتت اليوم حديث الشارع العادي. فأي مقاربات جديدة ستحملها النسخة التاسعة من «بقعة ضوء»، والتي من شأنها أن تجعل المشاهد يشهد بجرأتها؟! أمل عرفة ومحمد حداقي في «بقعة ضوء»
يفترض نظريا أن يشغل السؤال الأخير بال القائمين على التحضير للجزء التاسع من المسلسل، أثناء قراءتهم للنصوص الدرامية التي يتلقونها، علما أن الشركة المنتجة للعمل «سورية الدولية» كانت دعت كتّاب الدراما لإرسال نصوصهم عبر البريد الالكتروني للشركة. ولعل سر «بقعة ضوء» كان يكمن دائماً بالإجابات النوعية عن هذا السؤال. واليوم نجزم أن أي إجابة لا تأخذ بعين الاعتبار ما طرأ من تغييرات في الحالة اليومية السورية، من شأنها أن توقع الجزء الجديد من المسلسل في ورطة!
الدكتورة رانيا الجبان، التي تشارك في الإعداد للجزء التاسع من مسلسل «بقعة ضوء»، قالت في تصريحات إعلامية سابقة إن «العمل سيتناول الأزمة الراهنة التي تمر بها سوريا، بشكل اجتماعي»، نافية أن يتطرق الى «الأزمة من الناحية السياسية، أو اتخاذ موقف (مع) أو (ضد) أحد، بل الى انعكاس الأزمة على علاقاتنا الإنسانية وحياتنا الاجتماعية، وهي أزمات يمر بها السوريون للمرة الأولى في حياتهم، وعلى مختلف الأصعدة».
وفي تصريحاتها هذه، تبدي الجبان حساسية تجاه كيفية التعاطي مع الأزمة، فتعلن أن العمل سيقاربها بشكل مباشر وبدون اصطفاف. وهي مقاربة سبق وتابعناها على النحو ذاته في عمليْن دراميين، عرضا على «الفضائية السورية» هما «هات من الآخر»، و«حصان طروادة»، وأنتجتهما «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي». وقارب العملان الأزمة بشكل عقلاني يحسب لهما، ولكنه لن يحسب بالمقدار ذاته لـ«بقعة ضوء» إن اختار الشكل ذاته، ذلك لأن المسلسلين السابقين أعلنا صراحة أنهما تعبير درامي عن الأزمة. لكن لـ«بقعة ضوء» مهمة أعمق ترسخت عبر أجزائه الثمانية، أولى ملامحها التقدم خطوة عما هو مباشر. وهنا لا نعني أنه على «بقعة ضوء» استباق الأزمة نحو طرح نتائجها والبناء عليها، بل مطلوب منه أن يحدث انقلابا بمضمونه المعتاد، بما يوحي بأن زمنا درامياً لجرأة هذه السلسلة بعد الأزمة لا يشبه زمن جرأته قبلها.
وربما يساعد هنا إعادة نفض أدراج المسلسل لإعادة إحياء ما منع من لوحات من قبل، وما استبعد رقابيا كخطوة أولى على طريق الشكل الجديد لـ«بقعة ضوء»، وهي خطوة ستكتمل جزئياً بالعودة لمقاربة كل الموضوعات التي سبق أن قدمتها السلسلة، ولكن بجرعة أكبر من الجرأة والكشف. فذلك فقط يشكل إيذانا لزمن جديد تعيشه سوريا من الحريات الإبداعية. أما دراما الأزمة فلا شك في أننا سنشهد موسما دراميا في السنوات المقبلة، يتناول الأزمة من كل جوانبها. ولكنه موسم لن يأتي قبل أن تأخذ الأزمة أبعادها وليس الآن.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...