عراقيون فقراء يشترون “خردة” الاحتلال

02-10-2010

عراقيون فقراء يشترون “خردة” الاحتلال

أصبحت مخلفات قوات الاحتلال التي استغنى عنها بعد انسحابه من مدينة الأنبار كبرى المدن العراقية من حيث المساحة ملاذاً لسد متطلبات الأسر الفقيرة التي لا تقوى على تأمينها لارتفاع أسعارها في السوق العراقية، فيما تفيد أرقام الجيش الاحتلال إن ما جرى بيعه حتى الآن “يعادل 10 آلاف طن من المواد المختلفة بسعر 500 ألف دولار” .

وشرع مقاولون عراقيون بتشييد ساحات واسعة “لخزن الملايين من المعدات التي تم شراؤها من الجيش الأمريكي وهي عبارة عن مخلفات عسكرية لوجستية استغنى عنها مع بداية انسحاب قطاعاته العسكرية من مدينة الأنبار لتتحول إلى خردة تباع في السوق المحلية العراقية وخاصة الأجهزة الكهربائية وأجهزة التبريد والمعدات الإلكترونية والكرفانات ومولدات الطاقة الكهربائية وأشياء منزلية أخرى متنوعة” .

ورغم رفض شريحة واسعة من العراقيين التعامل مع هذه المخلفات فإن العوائل الفقيرة سارعت بشراء بعض من الأجهزة الكهربائية وكرفانات السكن لرخص أسعارها في محاولة للتخفيف من وطأة الظروف الصعبة التي يعانون منها .

وقال سعد عبدالله “هذه مخلفات تذكرنا بالاحتلال وبالذكريات المؤلمة التي تركها، لكن ماذا أفعل لا أملك خياراً آخر وأنا بحاجة إلى شراء هذه الأجهزة لرخصها لأن أسعارها في السوق مرتفعة جداً ولا أملك مالاً كافياً لشرائها” . أضاف “أخشى أن تكون المعدات التي نشتريها تحمل ملوثات إشعاعية ولكني اضطررت لشراء مولد كهرباء للتخلص من حرارة الجو من جراء الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي” .

وقال مولود محمد “جئت إلى هذه المخازن للبحث عن كرفان واسع لاستيعاب عائلتي المكونة من 12 فرداً للسكن بعد تدمير منزلي في معارك الفلوجة ،2004 ولم أتمكن من إعادة إصلاحه لعدم توفر الأموال المطلوبة” . وأضاف “لقد أرهقني استئجار منزل لارتفاع أسعار الإيجارات لهذا أحاول الحصول على كرفان من مخلفات الجيش الأمريكي من أجل تأمين سكن آمن لعائلتي” .ولا يحبذ عراقيون آخرون التعامل مع “الخردة” الأمريكية بالبيع أو الشراء ويعتبرون العمل داخل الساحات للاتجار بمخلفات الجيش الأمريكي “أمراً يخدش الكرامة” . وقال علي أبو دلف يعمل حارساً في أحد المخازن “لو كان عندي مصدر رزق آخر أو أولاد يشتغلون لما عملت بموقع الخردة الأمريكية لأنها إهانة لنا” .  

المصدر: د ب أ

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...