الجيش ينقذ كوريا من «الانقلاب»

02-10-2010

الجيش ينقذ كوريا من «الانقلاب»

تجاوز الرئيس الإكوادوري اليساري رافاييل كوريا، أمس، ساعات صعبة كادت أحداثها تطيح بحكمه، بعدما نجح الجيش في تحريره من مستشفى احتمى فيه إثر «محاولة انقلابية» نفذها شرطيون وعسكريون غاضبون من إلغاء بعض العلاوات في إطار خطته لإصلاح الاقتصاد، لكنه ما زال يواجه أزمة سياسية حادة في دولة نادراً ما تمكّن رؤساؤها من إكمال ولايتهم.
وفي ختام يوم أزمة غير مسبوقة منذ وصوله إلى السلطة في كانون الثاني العام 2007، تمكّن كوريا (47 عاما) من مغادرة المستشفى الذي كان محاصراً فيه، وذلك إثر عملية نفذتها قوات خاصة من الجيش، الذي أكد قائده ولاءه التام للنظام.
وأعلن متحدث باسم الصليب الأحمر في كيتو أن العملية العسكرية خلفت قتيلين و37 جريحا، مشيراً إلى سقوط 50 جريحا في صدامات بين المحتجين وأنصار كوريا الذين كانوا يحاولون الاقتراب من المستشفى.
وقال كوريا من شرفة القصر الرئاسي، أمام آلاف من أنصاره كانوا في انتظار عودته، انه «بسبب خطأ مجموعة من المختلين، وبسبب دناءة المتآمرين المعهودين، أسيئت معاملة الرئيس، حيث تم احتجازه (داخل المستشفى)، وسقط أخوة إكوادوريون للإفراج عنه». وأضاف «صدّقوني، عندما تم تحريري وأبلغوني أن هناك شرطيا واحدا على الأقل سقط قتيلا، بكيت، ليس من الخوف بل حزنا عليه».
وشدد كوريا على أنّ «التاريخ سيحاكم مدبّري هذه الحوادث. أما نحن فسنمضي قدما باتجاه المستقبل بمزيد من الحماس والأمل والتصميم»، مؤكداً انه سيعمل مع أنصاره على مواصلة «ثورة المواطن».
وهتف أنصار الرئيس اليساري المحتشدون «لوسيو قاتل»، في إشارة إلى لوسيو غوتييريز، الانقلابي السابق الذي انتخب رئيسا ثم أطيح به في العام 2005، والذي وصفه كوريا بأنه أحد المسؤولين عن «محاولة الانقلاب التي نفذتها المعارضة وبعض قطاعات القوات المسلحة والشرطة».
يأتي ذلك، في وقت قدم قائد الشرطة الإكوادورية الجنرال فريدي مارتينيز استقالته على خلفية أحداث يوم أمس، فيما أعلن رئيس بلدية العاصمة أوغوستو باريرا إعادة فتح مطار كيتو الدولي بعدما استولى عليه العسكريون الغاضبون.
وبالرغم من تجاوزه أزمة «الانقلاب»، فإنّ الرئيس الإكوادوري لا يزال يواجه أزمة سياسية خطيرة على خلفية برامجه لإصلاح الاقتصاد. وشهدت شعبية كوريا تراجعا خلال الأشهر الأخيرة. ولئن عبر 53 في المئة من الإكوادوريين عن تأييدهم لطريقة إدارته للبلاد، بحسب استطلاع لمعهد «سيتادوس ـ غالوب»، فإنه يواجه منذ بضعة أسابيع غضب المدرسين والسائقين ورجال الشرطة، وهو ما تسعى المعارضة إلى استغلاله لحشد التأييد اللازم لإجراء استفتاء شعبي لإقالته من الحكم.
غير أن الأزمة التي يواجــهها كوريا لم تقتصر على المعارضة، بل شملــت فئات عديدة داخل معسكره، وهو ما دفــعه إلى التفكير بحل الجمعية الوطنية، لأنّ قسما من غالبيته فيها لا يوافق على إجراءات التقشف في الميزانية التي كانت وراء العصيان الأخير.
وفي بوينس ايريس، دعا قادة دول اميركا الجنوبية، في إعلان مشترك، إلى محاكمة «المسؤولين عن محاولة الانقلاب» على كوريا، مؤكدين «دعمهم للحكومة الدستورية» في الإكوادور.
واتهم الرئيس البوليفي الاشتراكي ايفو موراليس «اليمين الإكوادوري المدعوم من الولايات المتحدة» بالوقوف وراء «محاولة الانقلاب»، فيما أعرب الرئيس الكولومبي مانويل سانتوس عن «إدانته القوية لمحاولة الانقلاب»، وهو ما ذهب إليه الرئيس البيروفي الان غارسيا، الذي شدد على دعم بلاده لكوريا.
وكانت الولايات المتحدة أعربت عن «دعمها التام» للرئيس الإكوادوري، في حين عبر الاتحاد الأوروبي عن دعمه «للمؤسسات المنتخبة ديموقراطيا» في الإكوادور.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...