تحالف لترويج انفصال جنوب السودان

28-09-2010

تحالف لترويج انفصال جنوب السودان

يلحظ المتجول في شوارع مدينة جوبا -عاصمة إقليم جنوب السودان- والمتابع لوسائل الإعلام بجنوب السودان أن هناك حضورا قويا للنظرة الداعية لانفصال الجنوب، بعدما شكلت منظمات مجتمع مدني في وقت سابق من الشهر الجاري تحالفا بهدف توعية المواطنين بأهمية الاستفتاء الذي سيقرر مصير الجنوب.
 ويدعو "تحالف منظمات المجتمع المدني في جنوب السودان من أجل الاستفتاء" بشكل صريح المواطنين لاختيار الانفصال عند التصويت في الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل، كما تسيّر هذه المنظمات مظاهرات في التاسع من كل شهر بمدينة جوبا للحض على خيار الانفصال.
 وقد أكد الأمين العام لمنظمة "شباب من أجل الانفصال" بودا جون على ترويج منظمته والتحالف المنخرطة فيه لخيار الانفصال على اعتبار أن تجربة الوحدة بين شطري السودان "فشلت في إثبات جاذبيتها"، وبهدف "تحقيق الحرية والكرامة لشعب الجنوب الذي لقي سوء المعاملة من قبل حكومات الشمال المتعاقبة".
 ونفى جون وقوف أي جهة سياسية وراء منظمته التي أنشئت في مايو/أيار الماضي، مشيرا إلى اعتمادها على التمويل الذاتي والمبادرات الفردية لأعضائها.
 وأوضح أن منظمته تنشط في جميع مدن ومناطق الجنوب، وفي عدد من دول العالم حيث يوجد أبناء جنوب السودان، مستخدمة مختلف وسائل الإعلام وأشكال التعبئة.
وعن توقعاته لنتيجة الاستفتاء، رجح جون أن تصوت الأكثرية المطلقة لخيار الانفصال بمن فيهم المسلمون والمسيحيون. ولفت إلى حرص التحالف المدني على "تثقيف الشعب الجنوبي بضرورة أن تتم عملية الاستفتاء بطريقة سلمية، وأن يتقبل الجميع النتيجة مهما كانت".
 وحث جون الخرطوم على قبول نتيجة الاستفتاء عند إعلانها، ودعاها لاحترام خيار الشعب، مطالبا بأن يتم التأسيس لعلاقة "تقوم على الاحترام ومراعاة المصالح المشتركة" إذا أفضى الاستفتاء للانفصال.
 من جهته ذهب رئيس منظمة جنوب السودان من أجل الاستفتاء أنغلو دينغ دهيل في تقديره إلى أن نتائج الاستفتاء ستكون لصالح الانفصال، موجها اللوم إلى الخرطوم بسبب "سياستها التي نفرت أهل الجنوب من خيار الوحدة".
 وأشار دهيل في حديث للجزيرة نت إلى العديد من البرامج التي تديرها منظمته بهدف أن توضح للمواطنين في الجنوب أهمية التصويت لصالح الانفصال والأسباب التي تدعو لهذا الخيار.
 ومن هذه البرامج الدعوة إلى صلوات مشتركة بين المسلمين والمسيحيين، حيث أوضح أن أعضاء من منظمته يمرون على البيوت في جوبا وغيرها من مدن الجنوب لتوضيح مزايا الانفصال.
 وعند سؤاله عن القدرات التي تؤهل الجنوب لينفصل، أكد على توافر ثروات طبيعية ضخمة، كما أن الجنوبيين في نظره باتت لديهم خبرة في إدارة مناطقهم من خلال السنوات الأخيرة التي أدارت فيها حكومة الجنوب شؤون المنطقة.
أما رئيس منبر أبيي شول دينق ألاك، فرغم أن منظمته معنية بشكل رئيسي بقضية أبيي الحدودية المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، فقد أوضح للجزيرة نت أن منبره ينشط كذلك في مدن الجنوب لحث الناس على التوجه للاستفتاء والتصويت لصالح الانفصال.
 ورجح ما ذهب إليه زملاؤه من رؤساء المنظمات المدنية من أن الجنوبيين سيصوتون وبنسبة عالية لخيار الانفصال، معتبرا أن سياسة الخرطوم "لم تفلح لجعل الوحدة بين شطري السودان جاذبة".
 ومن المنظمات المنضوية في التحالف منظمة "ليبرتي" التي بيّن رئيسها كوجا جنك أنها تعمل في مجال المعونات الإنسانية وخدمات التعليم إضافة إلى سعيها لتطوير الحكم الرشيد في البلاد.
 أما عن السبل المستخدمة من "ليبرتي" لحث الناس على التصويت، فأوضح جنك أنه يتم العمل من خلال استخدام وسائل الإعلام المختلفة والندوات والمحافل الموجودة والتجمعات العامة.
 من جانبه أوضح رئيس رابطة شباب من أجل المشورة الشعبية عطية عطرون عطية للجزيرة نت أن منظمته التي أنشئت في جنوب السودان، وإن كانت تستهدف ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، فإنها تشارك في الترويج للتوجه نحو الاستفتاء والتصويت للانفصال.
 ويبدو من خلال استعراض وجهات نظر منظمات المجتمع المدني الناشطة في جنوب السودان، أن النتيجة التي يخرج بها المتتبع هي أن الرأي الغالب يميل إلى ترجيح كفة الانفصال.

شاهر الأحمد

المصدر: الجزيرة 
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...