كم أميركي يلزم لقتل أطفال العالم الثالث

27-04-2010

كم أميركي يلزم لقتل أطفال العالم الثالث

تزيغ العيون و ينكمش الجسد لرؤية أو قراءة تقارير عن مدنيين ماتوا على يد جيش الولايات المتحدة في أفغانستان و العراق و باكستان .و تظهر التقارير ثانية في شبكات التلفزيون و الراديو و الصحف و بالطبع في الانترنيت.
و كما في كل مرة، تخلق التقارير إلى حد ما ردة فعل في العالم و شجب يكون أكثر حدة و غضبا عند الحديث عن الأطفال الذين سلبت حياتهم.
و السؤال هو كم عدد الأميركيين الذين تورطوا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في الذبح غير المباشر للأطفال في حروب و تفجيرات أميركية ضد شعوب ما  يسمى العالم المتخلف؟كم من  الجهود بذلت ، و من قبل كم من الأميركيين ليكون هذا الموت العنيف للأطفال خلال الحروب غير المعلنة على العالم الثالث؟
بعض الأطفال أضحوا فقراء و محرومين بسبب تاريخ الاحتلال الاستعماري الوحشي لبلدانهم و السرقة من قبل القوى الاقتصادية التي تستمر بالاستغلال عبر الاضطهاد المالي للاستعمار الجديد و بعض الأطفال قتلوا بيد غزاة ذي قومية أميركية.
و السؤال نفسه سيطرح سواء تعلق الأمر بطفل ميت كوري أو لاوسي أو فيتنامي أو كمبودي ، و سواء أكان الطفل قد قتل في أميركا اللاتينية أو إفريقيا أو قتل بعد الحادي عشر من أيلول في باكستان أو أفغانستان أو العراق أو الصومال أو السودان أو اليمن أو لبنان. فكلهم كانوا محبوبين و جميلين و هم يعيشون السنوات التي خصهم بها القدر و الاحتياجات العسكرية الأميركية.
و فيما يلي سبعة أجوبة عن السؤال حول عدد الأميركيين اللازم لقتل طفل بشكل غير مباشر  خلال حرب أميركية غير معلنة على بعض من أبناء بلد هذا الطفل:
1- يمكن القول اليوم بأنه يلزم أميركي واحد فقط  يجلس في مكان ما وسط أميركا ،  أو طيار أو مدفعي في طائرة أو هليكوبتر ينظر إلى خارطة في شاشة الكترونية  و يضغط على زر يطلق صاروخا. يحتاج الأمر إلى إصبع أميركي واحد فقط لضغط زر في سلاح تدمير شامل أميركي لإنهاء حياة طفل . و خلال حروب أقدم ، بل و حتى في يومنا، قد يكون الإصبع على زناد سلاح .
2-  يلزم أميركيان  ، واحد على الأرض يلقي الأوامر لأجل ضربة وفق إحداثيات معينة و آخر في الجو يصوب تجاه المكان الذي كان فيه طفل أو لا يزال و بعدها يضغط الزر  .
3- يلزم مئات الجنود و الضباط الأميركيين المتعاونين  و المتورطين في تواجد عسكري أو مناورة في مكان و زمان ما يشكلون قاعدة للاتصال عند الضربة الصاروخية.و قلة من سيرون البقايا المفجعة لكل طفل ، و غالبا لا يبقى شي سوى أجزاء من الجسد تتعرف عليها عائلته.
4- يلزم مئات الآلاف من الأميركيين ما وراء البحار و في وطنهم منخرطين في صناعة و نقل و صيانة أسلحة ، بعضهم يدرك دوره في قتل الأطفال، و لكن البعض الآخر يمنع الفكرة من الدخول إلى دماغه ، و يكون ممنونا لكسب النقود. و من دون هذه الآلات الرهيبة ذات التقنيات العالية ، ما كان موت الأطفال بيد الجيش ممكنا أو حقيقة.
5- يلزم على الأقل عشرة ملايين من الأميركيين الداعمين علنا لقتل يكون موت الأطفال جزءا منه، و العاملين على إقناع أو إخافة مئات ملايين آخرين لقبول موت كل طفل على أساس أنه ضرورة  للحفاظ على أمن أميركا أو إبقاء تفوقها و مزاياها و مستوى الاستهلاك.و من دون تعاونهم لن تكون الحرب على أبناء بلدان هؤلاء الأطفال مقبولة.
6- يلزم أجيال من الأميركيين المذعورين لدرجة القبول بصمت بقتل كل طفل بأوامر من قادة سياسيين مختلين عقليا  و تكتل وسائل إعلام مؤيدة للحرب مملوكة أو تحت سيطرة نخبة مجرمة مجنونة ذات سلطة ضمن مركب معقد يضم المال و الجيش و الصناعة. و لو أن الحرب على أبناء بلد كل طفل رفضت من قبل عدد معقول من الأميركيين ، لما كانت شنت و لما مات طفل عبر كل تلك العقود و لا منذ وقت قريب.
7- لزم و لا زال يلزم عدد محدود من الأميركيين في صناعة التسلية و الأخبار  عملوا بجد عبر أكثر من نصف قرن في شبكة من المعلقين و مدراء المحطات و مضيفي برامج اللقاءات و رؤساء التحرير و الصحفيين ليؤدوا إلى حدوث نشاطات الأميركيين التي ذكرت في كل من الأجوبة الستة السابقة .
ربما من المهم أن تطفىء التلفاز و المذياع و تتوقف عن قراءة بعض الصحف و الجرائد  أو ربما من الأفضل أن تنتبه و تغضب من تشجيعهم بشكل أو بآخر لكل الحروب الماضية و المستقبلية.
إن صحافتنا الأميركية"الحرة" المحتكرة  و وسائل  الإعلام الالكترونية يتحملان المسؤولية الجنائية عن الموت الوحشي لكل طفل رائع، و بقلق يدرك مستخدموها دورهم القاتل أكثر فأكثر. 


ترجمة رنده القاسم
عن موقع Dissident Voice

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...