الشرطة توقع بعصابة سلب السيارات بالحسكة
أمام تزايد عمليات سلب وسرقة السيارات بقوة السلاح، في مختلف أنحاء محافظة الحسكة يوماً بعد يوم وكثرة الاشاعات والأوقاويل التي تسببت بزيادة خوف الناس وقلقهم لدرجة الهلع لم يكن أمام فرع الأمن الجنائي في المحافظة إلا وضع خطة محكمة تؤدي الى القبض على هذه العصابة الشريرة بأقصى سرعة ممكنة وتضع حداً لجرائمها القذرة وتعيد الهدوء والاطمئنان الى قلوب السكان ولا سيما ان التحريات افادت ان من يرتكب جرائم سلب وسرقة السيارات بقوة السلاح على درجة عالية من الذكاء والحرفية.
ولم يأخذ التفكير بالخطة المطلوبة الكثير من الوقت، لأنه مهما كان المجرمون والأشرار أذكياء فإن رجال الأمن أذكى منهم كونهم يمثلون الحق والعدالة، اللذين لابد أن يكون النصر حليفهما مهما طال الزمن ودائماً إذا كان للشر جولة فإن للخير جولات، وخاصة أن هذه الجرائم حظيت باهتمام ومتابعة من قبل السيد وزير الداخلية شخصياً.. حيث تم وضع خطة بقدر ما هي بسيطة هي صعبة، أي من نوع السهل الممتنع كما يقال، ويعتمد نجاحها على عنصرين أساسيين هما السرعة والسرية التامة في التنفيذ بحيث لا يعرف أي من أفراد العصابة أو ذويهم انه تم القبض على زملائهم.
وبعد أخذ موافقة السيد الوزير على الخطة انتقى العميد رئيس فرع الأمن الجنائي المجموعة المناسبة من العناصر والضباط الأكفاء لتنفيذها وعلى الفور وزعت المجموعة المهام على عناصرها وانطلقوا للتنفيذ باشراف ومتابعة من قبل اللواء قائد الشرطة، حيث انتشرت المجموعة في القرى والأرياف وعلى الطرق العامة لعلها تحظى برأس خيط يقود الى هذه العصابة وكان العناصر والضباط يعملون بشكل متواصل ليل نهار لدرجة ان البعض منهم بقي لمدة تزيد على 15 يوماً في شهر رمضان يتناول إفطاره في البراري والحقول الزراعية.
وأخيراً تكللت جهودهم بالنجاح ولم يذهب تعبهم وسهرهم وبعدهم عن بيوتهم وأسرهم سدى إذ حصلوا على معلومات تفيد أن شخصاً يدعى /م ع/ من قرية الزهراء التابعة لناحية تل حميس، ومعه أشخاص عراقيون وسوريون قاموا بتهريب سيارات منذ أيام الى العراق. وبما أن الخطة تنص على السرية التامة بحيث لا يعلم أحد بأمر المقبوض عليهم توجهت مجموعة الأمن الجنائي الى م ع على أساس انهم تجار دخان ووجدوا برفقته شخصاً آخر يدعى /ع ع/، فأخذاهما معهم على هذا الأساس وبالتحقيق مع م ع اعترف أنه هرب سيارة كيا 4000 الى العراق بالاشتراك مع ن م، كما هرب سيارة أخرى تكسي مع شخص من دير الزور يدعى ب خ ح، ألقي القبض عليهم جميعاً بالاضافة الى شخص آخر دلت التحريات عليه يدعى ع ع.
وبعد عدة أيام اعتقد أهالي هؤلاء الأشخاص انهم مخطوفون كون الذين أخذوهم تجار دخان كما نصت الخطة فبدأ الأهالي بإجراء الاتصالات مع المجموعة للاطمئنان على أولادهم فردت المجموعة بأنها لن تسمح بذلك إلا إذا أخبرها الأهالي باسم الشخص الذي يقوم بتسليم أولادهم السيارات لتهريبها فقدم الأهالي للمجموعة اسم شخص من قرية البلاش التابعة لناحية الشدادي يدعى أ ع ح. ولدى خروجه من منزله في الصباح الباكر ألقت المجموعة القبض عليه دون علم أحد وبالتحقيق معه قال: ان من يعرف أفراد العصابة ويتعامل معهم هو شريكه ح ص ع من قرية المدينة التابعة لناحية العريشة ومن خلال التحقيق مع ح ص ع بعد إلقاء القبض عليه أيضاً بشكل سري قال انه يعرف خمسة من أفراد العصابة هم /م ف بن م س ب/ و /ج م ن ن/ و/ آ ن ع/ و /ر أ ح/ و /ف ع أ/ لكنه لا يعرفهم إذ إن من يعرفهم هو م ج ع، والذي أرشد المجموعة بعد القبض عليه أيضاً الى أماكن وجود أفراد العصابة الذين لا يعرفون حتى الآن أن شركاءهم مقبوض عليهم لأنهم لو عرفوا لتمكنوا من الفرار أو الاختباء.
والآن بدأت المرحلة الأصعب وهي القبض على أفراد العصابة الأساسيين أي من يقومون بعمليات سلب وسرقة السيارات بقوة السلاح حيث بدأت مجموعة الأمن الجنائي بمحاولة استدراجهم عن طريق الأشخاص المقبوض عليهم وعلى الرغم من أن رأس العصابة كان يتصرف بذكاء وحرص وعذب المجموعة كثيراً من خلال استبدال رقم جواله ومكان اقامته باستمرار وارسال أشخاص غيره لا علاقة لهم بالموضوع الى الكمائن التي يستجر اليها فقد جعلته المتابعة الحثيثة والمثابرة من قبل مجموعة الأمن الجنائي يرتكب هفوة عجلت بإلقاء القبض عليه حيث زار منزل أحد الأشخاص المقبوض عليهم وترك على حائط غرفته رقم جواله ورسالة يطلب فيها الاتصال به.. أعطت المجموعة الرقم الى ذلك الشخص الموجود عندها ومن خلال الاتصال طلب رأس العصابة ان يؤمن له مسدساً على وجه السرعة وبأي ثمن، فأجابه الشخص أنه سيبذل قصارى جهده ويتصل به وبعد عدة اتصالات «ضمن الخطة المرسومة» قال له انه أمن له طلبه عن طريق تجار سلاح واتفقا على مكان وزمان تسليم المسدس، ورغم أن رأس العصابة قام بتغيير المكان عدة مرات للتأكد من عدم وجود أحد مع ذلك الشخص فقد وقع بين يدي المجموعة في النهاية لأنه لم يكن يعرف أنها «أي المجموعة» كانت تغير السيارة كلما طلب رأس العصابة من ذلك الشخص الانتقال الى مكان جديد.
وبالتحقيق مع رأس العصابة /م ف بن م س ب /اعترف انه قام بالاشتراك مع /ج م ن ن/ بسلب وسرقة سيارتين في الشهر الرابع هما بيك آب متسوبيشي وتكسي هوندا، أما بقية السيارات وهي سيارة فان وسيارتا كيا 4000 وسيارة كيا 2700 فقام مع بقية أفراد العصابة بسلبها وسرقتها في الشهر التاسع بقوة السلاح بعد تهديد السائقين وأخذ موبايلاتهم ونقودهم.
كما اعترف / أ ع ح/ و/ح ص ع/ انهم يشترون السيارات من العصابة ويسلمونها لعراقيين هما /ز م/ و /خ ل/.
وهكذا اسدل الستار على عمليات سلب وسرقة السيارات بقوة السلاح التي روعت أبناء محافظة الحسكة وذلك بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها ضباط وعناصر فرع الأمن الجنائي الذين نوجه اليهم جميعاً كل التحية والتقدير.
خليل اقطيني
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد