عشر سنوات على رحيل خالد تاجا

06-04-2022

عشر سنوات على رحيل خالد تاجا

قبل عشر سنوات، عُلقت الآمال في أن يخرج الفنان الكبير خالد تاجا من المستشفى سليماً معافى بعد أن رقد في العناية المركزة لأسبوعين، لكن وبعد أن سارت شائعات حول صحته.. جاء الخبر اليقين والمحزن بأن قلبه قد توقف وأوقف معه مسيرة وعطاءات وطموحات عملاق الشاشة السورية.

وقد عانى الفنان تاجا سرطاناً في الرئة وفقد الأوكسجين خلال أيامه الأخيرة، وهو ما استدعى خضوعه لعملية تنفس اصطناعي قبل أن يوافيه القدر.

حضّر تاجا قبره بنفسه وكتب عليه «مسيرتي حلم من الجنون، كومضة شهاب زرع النور بقلب من رآها لحظة ثم مضت»، كما حمل جملة «منزل الفنان محمد خالد بن عمر تاجا من مواليد عام 1939».

واعتبر أحد أفضل خمسين ممثلاً في العالم عام 2004 حسب مجلة التايم الأميركية و(أنطوني كوين العرب) حسب ما لقبه الشاعر الراحل محمود درويش لكنه ظل يفضل لقب (تاجا الشامي) وأن يدعوه الناس به.

وكان الفنان الراحل قد قرر أن يكتب قصة حياته ليحولها إلى مسلسل درامي، وعلل السبب أن حياته فيها الكثير من الآلام والصعوبات والإصرار والعمل على تحقيق الهدف، وهي تستحق أن تجسد بعمل فني درامي يستفيد منها كل من يعاني صعوبات في حياته ويقرر بعدها أن يبدأ من جديد ويحقق النجاح، لكن الموت كان أسرع من هذا المشروع الشخصي.

سيرة حياته

في سن الثامنة من عمره، اكتشف أنه مولع بالرسم، وأُغرم بخيال الظل. وفي العاشرة، بدأ يتردد على مسارح دمشق السبعة كـ «النصر» و«الرشيد» و«الأندلس».

أدى بطولة عملين مسرحيين من تأليف وإخراج أحد أساتذته في المرحلة الثانوية في خمسينيات القرن الماضي. ثم انتقل عام 1956 إلى فرقة «المسرح الحر» مع توفيق العطري وضمت نخبة من الفنانين الكبار أمثال صبري عياد، وحكمت محسن، وأنور البابا وكان يرأسها الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي. وقدم حينها عدداً من أدواره على الخشبة لينتقل بعدها إلى الكتابة والإخراج المسرحيين.


ومن أعماله في هذا المجال «بالناقص زلمة»، و«خدام الأكابر» التي شارك في بطولتها أيضاً. كما ألف مسرحية «المجنون» التي لم تبصر النور بسبب الظرف المادي السيئ الذي عاناه بعد وفاة والده.

وفي عام 1965، اختاره المخرج اليوغسلافي بوشكو فوتونوفيتش لبطولة فيلم «سائق الشاحنة» الذي أنتجته «المؤسسة العامة للسينما» في دمشق عام 1966 ليليه العديد من الأفلام مثل «أيام في لندن»، و«الفهد»، و«خيرو العوج» و«العار».

بعدها، ابتعد تاجا عن العمل الفني 12 عاماً بعدما اكتشف أن السرطان أصاب إحدى رئتيه بسبب ولعه بالتدخين، ما أدى إلى استئصال الرئة. لكن بعد عودته، لم يعد أحد يدعوه للمشاركة في أي عملٍ. لكن في أواخر السبعينيات، وقف معه الفنان طلحت حمدي ليعود مجدداً إلى العمل.

في هذه المرحلة، قدم أكثر من مئة مسلسل بعدما كان التلفزيون قد وصل إلى بيوت معظم السوريين.

وفي ما يخص حياته الشخصية، تقول شقيقته: «كان محباً يتعلق بكل فتاة تحبه. والدليل أنه تزوج أربع مرات بعد قصص حب». وتضيف: «كان يعشق زوجته الأولى كثيراً ولطالما تحدث عن جمالها في أحاديث الذكريات». لكنها توفيت باكراً في حادث سيارة. أما الزوجة الثانية فلم يستطع أن يكمل معها العام وانتهت بالانفصال كحال زوجته الثالثة.

أيضاً، تزوج من سيدة هولندية لكنها قررت العودة إلى بلادها لتتصل به لاحقاً وتخبره بأنها حامل بفتاة. وعند ولادتها اتصلت به مجدداً لتخبره بأنها وضعت فتاة وأطلقت عليها اسم ليزا. ومنذ ذلك اليوم، لا يعلم عن ابنته سوى اسمها الذي كان يردده دوماً، حتى إنه كان يمازح شقيقته ويقول لها: «تخيلي أن أذهب إلى هولندا وأرى فتاة وأعجب بها وأحبها. وعندما أقرر الزواج منها أكتشف أنها ابنتي».


جوائز عديدة

نال الفنان الراحل العديد من الجوائز منها: تكريم في مهرجان بودابست بلجيكا 2010، والميدالية الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي التاسع، والجائزة الذهبية لأفضل ممثل في مهرجان القاهرة الحادي عشر، ودرع تكريمي عن دوره في مسلسل التغريبة في أبو ظبي 2005، جائزة لجنة التحكيم للدراما السورية أدونيا 2005 ودروع مختلفة من جهات عدة: نقابة الفنانين السوريين، وزارة الإعلام، وزارة الثقافة.

مذكرات خاصة

لم تكن حياته بعيدة عن الأدوار التي جسدها في العديد من المسلسلات. امتزج فيها الفرح والحزن حتى في أيامه الأخيرة.

كان تاجا قد باشر كتابة مذكراته متناولاً سيرته منذ ولادته في دمشق عام 1939 وصولاً إلى أهم الخطوات في مسيرته الفنية والشخصية كقصص الحب التي عاشها لأنها محطة مهمة في حياته كما كان يقول قبل الرحيل. علماً أنه كان يفكر في ترجمة حياته إلى مسلسل تلفزيوني يضيء جوانب مؤلمة عاشها بموازاة نجاحه وشهرته عربياً وحتى عالمياً.

أعماله

قدم خالد تاجا أكثر من 150 مسلسلاً درامياً وفيلماً سينمائياً، ومن مسلسلاته نذكر «نساء بلا أجنحة، الرجل الأخير، شبكة العنكبوت، البناء 22، درب التبان، القبضاي بهلول، هجرة القلوب إلى القلوب، أيام شامية، جريمة في الذاكرة، الدغري، الوجه الآخر، نهاية رجل شجاع، آه يا بحر، يوميات مدير عام، نهارات الدفلي، مدير بالصدفة، المحكوم، إخوة التراب، أيام الغضب، سكان الأرض زوار، ياقوت، النصية، الثريا، رقصة الحبارى، الفصول الأربعة، دنيا، آخر أيام التوت، الزير سالم، أسرار المدينة، صلاح الدين الأيوبي، تمر حنة، قانون ولكن، بنات أكريكوز، بقعة ضوء، رجال تحت الطربوش، التغريبة الفلسطينية، ملوك الطوائف، حاجز الصمت، وشاء الهوى، اشواك ناعمة، غزلان في غابة الذئاب، كسر الخواطر، أيام الولدنة، على حافة الهاوية، الحصرم الشامي، ليس سراباً، يوم ممطر آخر، أولاد القيمرية، قاع المدينة، زمن العار، لعنة الطين، أبو جانتي، العشق الحرام، الزعيم، الأميمي».


ومن أفلامه: «سائق الشاحنة، رجال تحت الشمس، عودة حميدو، الفهد، زواج بالإكراه، عروس من دمشق، بنات آخر زمن، غراميات خاصة، فاتنة الصحراء، أيام في لندن، آه يا بحر، دمشق مع حبي».


الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...