عندما تتطابق خريطتا مواقع الاغتصاب ومناجم المعادن

11-12-2008

عندما تتطابق خريطتا مواقع الاغتصاب ومناجم المعادن

٣٠٠ ألف امرأة وفتاة وطفلة تعرضن للاغتصاب خلال الأعوام الأخيرة في جمهورية الكونغو الديموقراطية، ليس في إطار سعير جنسي أو تقاليد همجية، بل كأحدى »أدوات« الحرب الدائرة على أراضي المدنيين، من أجل ترهيبهم والسيطرة عليهم نفوساً وثروات. المسؤول هنا هو كالعادة بوجوه كثيرة: المجتمع الدولي الأبكم، الشركات العالمية الجشعة، والسلطات المحلية المبتورة الأطراف. نساء يشاركن في مراسم دينية في مخيم للاجئين قرب مدينة غوما
تضيف مؤسِّسة حركة »يوم النصر« لإنهاء العنف ضد المرأة، الناشطة الحقوقية الأميركية البارزة إيف انسيلر، والتي غادرت لتوها الكونغو، أن »الاغتصاب يستخدم كأداة متعمدة للتحكم في الأهالي والأراضي«، بل هو »يُقترف بصورة منتظمة وبشعة، وعادة ما تمارسه عصابات من المتمردين المصابين بمرض الايدز«.
ثمة مستشفيات في كيفو الشمالية في جنوب الكونغو توفر خدمات الإيواء والرعاية الصحية المجانية لنحو ٣٥٠٠ من ضحايا الاغتصاب سنويا، بإشراف ستة جراحين يعملون على مدى ١٨ ساعة يوميا لمعالجة الإصابات والجروح الداخلية التي تعاني منها المغتصبات...
يومياً، تتعرض مئات النساء والقاصرات والأطفال في شرق الكونغو الذي لم يعرف الاستقرار منذ عقد من الزمن، لجرائم اغتصاب تعتمدها عصابات التمرد ترهيبياً لضمان السيطرة على الأقاليم التي تنشط فيها الشركات العالمية لاستغلال الصفيح، الفضة، والأحجار الثمينة، وخاصة معدن الكولتان النادر الذي يستخدم في صناعة الهواتف الخلوية، وأجهزة الكومبيوتر، والأقراص، وأجهز التصوير الرقمية وغيرها.
بحسب الناشطة الأميركية، فإن هذه الاستثمارات المربحة تبقى الممول بل المسبب الرئيسية للنزاع الجاري والعنف الوحشي ضد المرأة. تقول انسيلر »تولى صديق لي رسم خريطة للمناطق التي يمارس فيها الاغتصاب الجماعي في جمهورية الكونغو الديمقراطية... الخريطة تنطبق تماما على خريطة مواقع مناجم معدن الكولتان«.
وإذا عرفنا أن تجارة »الكولتان الدموي« هذه تحقق مليارات الدولارات سنويا من الأرباح للشركات المنتجة للأجهزة الالكترونية في الدول الغنية، وتدرّ مئات الملايين من الدولارات على المتمردين ممن يتحكمون في المناطق المنتجة له، تصبح الفرضية أقرب إلى التصديق.
كل هذا يجري بينما تتواجد قوة دولية لحفظ السلام منذ العام ،٢٠٠٠ في شرق الكونغو الديموقراطية. لكن الـ١٧ ألف جندي هؤلاء لا يفون باحتياجات الأمن المتداعي، حيث فاق عدد الضحايا منذ العام ١٩٩٧ الخمسة ملايين قتيل.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...