سبعة أسباب لفشل المعارضة السورية

30-12-2011

سبعة أسباب لفشل المعارضة السورية

الجمل: تشير تطورات الأحداث والوقائع الجارية إلى أن ملف الحدث الاحتجاجي السياسي السوري سوف يشهد خلال الأسابيع القادمة المزيد من الأوضاع المتعاكسة، وذلك بسبب حدوث العديد من المفارقات .

* خارطة طريق المعارضة السورية: إشكالية انسداد الأفق
مع انتهاء عام 2011 وإطلالة عام 2012، بدأت تظهر العديد من التحليلات السياسية ووجهات النظر وهي تحاول العثور على إجابة شافية للسؤال الحرج القائل: أنجزت المعارضات التونسية والمصرية والليبية مهمة الإطاحة بالنظام، فلماذا فشلت المعارضة السورية في تحقيق بنود جدول أعمالها ولو بالقدر اليسير؟الأستاذ ميشيل كيلو
على خلفية الإجابة على هذا السؤال، سعت صحيفة كريستيان سينس مونيتور الأمريكية المرتبطة بجماعات اليمين الديني الصهيوني، لجهة الإجابة على هذا السؤال محددة سبعة أسباب باعتبارها المسؤولة عن عجز المعارضة السورية لجهة القيام بإنجاز بنود جدول أعمالها برغم مرور أكثر من عشرة أشهر على انطلاق فعاليات الحدث الاحتجاجي السياسي السوري، والأسباب السبعة هي:
•    العنف والانقسام: تعاني المعارضة السورية من حالة العنف وذلك بسبب قلة الخبرة في الإلمام بإدارة الفعاليات السياسية، إضافة إلى الخلافات الداخلية، والانقسام التنظيمي المصحوب بتعدد المنابر وكثرة مراكز صنع القرار. وبرغم مرور عشرة أشهر فهي ما تزال غير قادرة لجهة تحقيق الاختراقات السياسية في مجال تعبئة الجماهير وبناء الحشود؛ وفي هذا الخصوص فقد أدركت أطراف مثلث واشنطن ـ باريس ـ لندن مدى ضعف وانقسام هذه المعارضة، لذلك سارعت واشنطن وحلفاءها لجهة القيام بتقديم المزيد من المساعدات والدعم للأخذ بيد هذه المعارضة على النحو الذي يجعلها قادرة على تنظيم نفسها وتوحيد مواقفها. 
•    الفعاليات المسلحة: بدأت الفعاليات الاحتجاجية السياسية وهي تأخذ طابعاً محدوداً سلمياً، ومن المفترض أن يتسع نطاقها لجهة شمول المناطق والمدن والقرى ويزداد حجمها، ثم بعد ذلك عندما تتزايد وتائر قمع أجهزة السلطة، تتحول الكتل الاحتجاجية لجهة استخدام العنف. ولكن هذا التطور لم يحدث. ومنذ أيام البداية الأولى سعت العديد من الأطراف المعارضة لجهة اعتماد العنف المسلح، إضافة إلى دخول الأطراف الثالثة المسلحة، الأمر الذي دفع إلى احتباس زخم هذه الاحتجاجات وجعل السوريين ينفرون منها.
•    تأثير عامل الإخوان المسلمين: سعت جماعة الإخوان المسلمين لجهة اختطاف الفعاليات الاحتجاجية وربطها بالجوامع والمساجد وأيام صلاة الجمعة، الأمر الذي دفع مكونات النسيج الاجتماعي السوري الأخرى إلى النفور إضافة إلى النظر بعين الريبة والشك إزاء مدى مصداقية هذه الفعاليات الاحتجاجية، وذلك على خلفية هل تعبر هذه الاحتجاجات عن توجه وطني شامل أم أنها حصراً تابعة لجماعة الإخوان المسلمين؟
•    الموقف من الحوار مع دمشق: سعت السلطات السورية لجهة الالتزام بالحوار والتفاهم من أجل تلبية المطالب وتحقيق الإصلاح، وإزاء ذلك سعت الأطراف المحتجة المعتدلة لجهة القبول بالحوار والتفاهم، وفي نفس الوقت سعت الأقلية المتشددة لجهة الرفض القاطع واعتماد التصعيد، الأمر الذي أدى إلى إنهاك الفعاليات الاحتجاجية بعد أن فقدت قدراً كبيراً من أنصارها.
•    تأثير عامل التدخل الخارجي: يحفل تاريخ سوريا المعاصر والحديث والقديم بالمزيد من نماذج تدخل القوى الخارجية، وفي هذا الخصوص يتميز السوريون أكثر من غيرهم برفض تدخل الأطراف الأجنبية، وبسبب إدراك الأتراك أكثر من غيرهم لهذه الحقيقة، فقد سعوا في البداية لجهة الوساطة من أجل الحوار والتفاهم وإجراء الإصلاحات. ولكن، المعارضين السوريون لجأوا إلى رفع سقف مطالبهم لجهة المناداة بضرورة التدخل الأجنبي الخارجي. وبالتالي كان طبيعياً أن تجد هذه المطالبة معارضة الأغلبية العظمى من السوريين، إضافة إلى أشكال الخلافات داخل المعارضة نفسها.
•     تأثير عامل السياسة الأمريكية والأوروبية الغربية: توجد المزيد من الخلافات في أروقة دوائر صنع واتخاذ القرار الأمريكي والأوروبي الغربي، وحتى الآن لا يوجد موقف موحد لهذه الأطراف إزاء سوريا وإضافة لذلك يقول العديد من الخبراء بأن قيام رموز محور واشنطن ـ باريس ـ لندن بالدخول على خط الحدث الاحتجاجي السياسي السوري قد أدى إلى نتائج عكسية، وبكلمات أخرى أدى إلى حصول دمشق على جماهيرية داخلية غير مسبوقة لأن السوريين رأوا في هذا التدخل أمراً مثيراً للريبة والشكوك، خاصة وأنهم شاهدوا ما أدت إليه عملية التدخل الأمريكي في العراق، وتدخل حلف الناتو في ليبيا.
•    تأثير التصلب وطاقة العداء: سعت المعارضة السورية إلى اعتماد موقف متصلب ضمن سقف عال ليس متاحاً أمام المعارضة تحقيقه بسبب ضعف قدراتها، الأمر الذي جعلها تكتفي حصراً بتوجيه فعالياتها لجهة الضغط على محور واشنطن ـ باريس ـ لندن من أجل القيام بعملية التدخل العسكري كحل وحيد، وبسبب التصلب الشديد فقد بدأت المعارضة السورية وهي أكثر استعداداً لجهة معاداة كل من يحاول إفهامها ضرورة أن تكون واقعية في مواقفها.الأستاذ حسن عبد العظيم
هذا وتأسيساً على هذه النقاط السبعة، وما انطوت عليه من أبعاد تحليلية سياسية واضحة، فمن المتوقع أن تشهد الأسابيع القادمة، تراجعاً في شعبية الفعاليات الاحتجاجية، وفي نفس الوقت تزايد في تصلب رموز المعارضة، المصحوب بالمزيد من اللجوء لأساليب العنف المرتفع الشدة، والذي سوف لن يؤدي سوى إلى المزيد من نفور الرأي العام السوري، وذلك على النحو الذي أكدته عملياً تداعيات تفجيرات الجمعة السابقة وقيام أحد الطلاب المعارضين في جامعة دمشق بإطلاق النار من مسدسه على خمسة من زملائه في مدرج الدراسة، الأمر الذي استقبله السوريين بالمزيد من الرفض والاستنكار.

* ما المطلوب أولاً: إصلاح النظام أم إصلاح المعارضة؟
تقول الحكمة السائدة في معطيات العلوم السياسية، بأن السياسة هي فكر على المستوى النظري والإيديولوجي ولكنها في نفس الوقت هي سلوك على المستوى العملي التطبيقي، وتأسيساً على ذلك تشير إلى المقاربات الآتية:
•    تعاني المعارضة السورية بشهادة جميع المراقبين والخبراء والمحللين السياسيين من حالة العنف والانقسام السياسي.. فكيف سيكون الأمر لو جاءت هذه المعارضة إلى كراسي السلطة والحكم؟
•    تعاني المعارضة السورية من حالة عدم انسجام القوام السياسي، بحيث أن الذين يحركون فعاليات الاحتجاجات الميدانية هم من الإسلاميين التابعين لجماعة الإخوان المسلمين، وفي نفس الوقت الذين يقومون بقيادتها هم من غلاة العلمانيين المعادين للتوجهات الإسلامية.
•    تتحدث المعارضة عن الوطنية والاستقلالية، ولكنها في نفس الوقت تطالب بالتدخل الأجنبي الخارجي.
إذا استمرت هذه المفارقات، فعلى الأغلب أن يسعى أنصار معسكر المعارضة لجهة تحريك الفعاليات الاحتجاجية التي تطالب بإصلاح المعارضة قبل إصلاح النظام. وذلك لأنه إذا كان من حق الشعب السوري أن  يتمتع بسلطة تمارس الإصلاح، فمن حق هذا الشعب أن يتمتع أيضاً بوجود معارضة سياسية تمارس الإصلاح الذاتي قبل مطالبة الآخرين به.

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

ترجمتكم لمقال صحيفة كريستيان سينس مونيتور الأمريكية سيئة جداً وبعيدة عن مضمون النص الأصلي الموجود في الرابط التالي: http://www.csmonitor.com/Commentary/Opinion/2011/0610/Long-road-to-freedom-Seven-reasons-why-Syrian-protesters-have-so-far-failed-to-topple-Assad/Weakness-and-divisions-in-ranks أنا أحترم موقعكم وأعتبره ذو مصداقية لذلك أرجو توخي الحذر في النقل والترجمة في المرات القادمة وعدم تحريف الأفكار لصالحكم لأن ذلك لن يفيد بحل الأزمة وسيؤثر سلباً على مصداقيتكم لدى القراء  (الجمل):المواطنة الكريمة: هذه ليست ترجمة كاملة وإنما استشهاد بالمقالة مع التعليق على فحواها..وإذا ساءك التحليل يمكنك أن ترسلي ردا يفنده لكي ننشره لك مع وافر الإحترام

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...