أبعاد التوظيف الأمريكي للسياسة التركية في الحدث السوري

19-07-2011

أبعاد التوظيف الأمريكي للسياسة التركية في الحدث السوري

الجمل: بدأ خبراء معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ـ التابع لجماعات اللوبي الإسرائيلي ـ، خلال يوم الأمس وأول الأمس، وهم أكثر اهتماماً لجهة التدقيق الفاحص إزاء كيفية استهداف سوريا عبر النافذة التركية، وفي هذا الخصوص أعد الثنائي أندرو تابلر (خبير الشأن السوري) ـ سونير كاغابتاي (خبير الشأن التركي) ورقة بحثية حملت عنوان: (كيف يمكن لواشنطن أن تعمل مع تركيا حول سوريا)، فما هي معطيات المحتوى المضموني الذي ركزت على مقاربته الورقة البحثية وإلى أين تفضي طموحات خبراء اللوبي الإسرائيلي الجديدة إزاء سوريا على الأقل في المستوى القصير الأجل؟

* أنقرا: هل تكون جسر الاستهداف الإسرائيلي ـ الأمريكي الجديد

تحدثت استهلالة ورقة اليهودي الأمريكي أندرو تابلر واليهودي التركي سونير كاغابتاي عن مدى أهمية قيام أنقرا بدور رأس الرمح الأمريكي الموجه إلى صدر دمشق، وأضافت الاستهلالة، المزيد من العبارات التي ركزت على النقاط الآتية:
•    تتميز أنقرا بأهمية فائقة القصوى لجهة وضع دمشق تحت دائرة التهديد الشديد.
•  ظلت أنقرا تقوم بدور الحليف الرئيسي الاستراتيجي الشرق أوسطي لأمريكا وإسرائيل.
•  بفضل الروابط الأمريكية ـ التركية تزايدت وتائر الروابط التركية ـ الأوروبية الغربية، والروابط التركية ـ الإسرائيلية.
 *  توجد حالياً المزيد من التوترات والخلافات بين أنقرا وواشنطن، وبين أنقرا وتل أبيب ويتوجب الإسراع بإنهاء هذه الخلافات.
•    إذا لم تنتهي الخلافات الأمريكية ـ التركية، والإسرائيلية ـ التركية، فإنه في حالة وجود أمر يتعلق بسوريا، فإن خيار تركيا الوحيد، سوف لن يكون سوى الوقوف إلى جانب واشنطن.
•    إن قيام واشنطن بممارسة المزيد من التصعيد ضد سوريا سوف لن يؤدي إلى وقوف تركيا إلى جانب واشنطن وحسب، وإنما إلى إبعاد تركيا عن سوريا.
•    إن إبعاد تركيا عن سوريا سوف يؤدي إلى إفساح المجال والفرصة أمام عودة تطبيع العلاقات التركية ـ الإسرائيلية.
هذا وتطرقت استهلالية ورقة خبراء معهد واشنطن، إلى ضرورة قيام واشنطن بتصعيد حملة بناء الذرائع ضد سوريا، بما يتيح لواشنطن تجميع حلفاءها ورفع وتائر زخم الضغوط الدولية ـ الإقليمية ضد سوريا.

* سياسات أنقرا الإقليمية إزاء سوريا: الدوافع والخصوصية

تطرقت الورقة البحثية إلى خلفيات العلاقات السورية ـ التركية الحالية، وعلى وجه الخصوص التطورات التي حدثت في مجرى دبلوماسية خط أنقرا ـ دمشق، وذلك ضمن النقاط الآتية:
•   ظلت أنقرا أكثر اهتماماً بضرورة منع حدوث أي اضطرابات أو عمليات عدم استقرار في سوريا، وذلك على أساس اعتبارات مخاطر انتقال العدوى إلى تركيا.
•  صعد حزب العدالة والتنمية التركي إلى السلطة في عام 2002م، وعلى الفور بدأ في انتهاج سياسة خارجية تركية تسعى لإنهاء الخلافات والمشاكل مع دول الجوار التركي، وذلك ضمن ما عرف بـ(استراتيجية تصفير المشاكل مع الجيران).
•  تحسنت العلاقات السورية ـ التركية بداية العام 1998م، عندما أوقفت دمشق فعاليات حزب العمال الكردستاني في سوريا، بما أدى إلى حرمان حزب العمال الكردستاني من مزايا استخدام الأراضي السورية كنقطة انطلاق لشن هجماته ضد تركيا.
•  تطورت العلاقات السورية ـ التركية أكثر فأكثر على النحو الذي وصل إلى مستوى عقد اجتماعات مجالس الوزراء المشتركة، وتوقيع الاتفاقيات وتبادل الخبرات.
على خلفية تطورات وقائع العلاقات التركية ـ السورية خلال الفترة الممتدة من عام 2002م وحتى الآن، فقد تحولت وجهات النظر، على النحو الذي أصبحت فيه أنقرا تنظر إلى دمشق باعتبارها لا تشكل أي تهديد لاستقرار تركيا. وبالمقابل أصبحت دمشق تنظر لأنقرا باعتبارها تمثل قوة إقليمية اقتصادية تجارية، يمكن إدماجها أكثر فأكثر ضمن البيئة الشرق أوسطية طالما أن علاقات أنقرا مع البلدان الأوروبية والغربية والولايات المتحدة أصبحت تنطوي على المزيد من الشكوك واللامصداقية.

* دفع أنقرا باتجاه تغيير سياساتها الإقليمية إزاء سوريا

تطرقت الورقة إلى ضرورة قيام واشنطن باستغلال فرصة الاحتجاجات السورية الجارية حالياً، وذلك بما يتيح لواشنطن القيام بالضغط على أنقرا من أجل دفع السياسة الخارجية التركية باتجاه الخروج من دائرة التعاون مع دمشق والدخول ضمن دائرة الصراع مع دمشق، وفي هذا الخصوص أشارت الورقة إلى النقاط الآتية:
•    أظهرت أنقرا المزيد من التوتر والمخاوف إزاء تزايد الاضطرابات في المناطق السورية الشمالية المتاخمة للحدود السورية ـ التركية، وبالتالي من الأفضل أن تسعى واشنطن لجهة دعم تصعيد وتائر الاضطرابات في هذه المنطقة بما يدفع أنقرا إلى المزيد من التوتر والمخاوف.
•    تنظر أنقرا باهتمام بالغ لجهة ما يمكن أن يحدث إذا اتسعت دائرة فعاليات الاضطرابات السورية، وبالتالي، يتوجب على واشنطن أن تسعى لجهة حث أنقرا على اعتماد تصور سيناريو تعاون تركي ـ أمريكي يهدف إلى العمل المشترك الثنائي من أجل إدارة التوترات السورية وتحويل مسارها بحيث تؤدي حصراً إلى تهديد دمشق وفي نفس الوقت تبعد شبح التهديد عن أنقرا.
•    تنظر أنقرا باهتمام بالغ إلى احتمالات ترافق موجات اللاجئين السوريين إلى تركيا، بما يمكن أن يؤدي إلى تزايد الضغوط الاقتصادية على تركيا، وفي هذا الخصوص يتوجب على واشنطن السعي لتقديم الدعم المناسب، بما يجعل أنقرا تحصل على المزيد من الفوائد، وتصبح موجات اللجوء مصدر ربح لأنقرا إضافة إلى ترغيب المزيد من اللاجئين لجهة الدخول إلى تركيا.
هذا، وإضافة لذلك، تطرقت الورقة بقدر كبير من التلميح المبطن الذي يدعو واشنطن إلى جهة توظيف أياديها الخفية، بما يجعل أنقرا تدرك بأن تخليها عن خيار تصعيد المواجهة مع دمشق سوف لن يؤدي سوى إلى زيادة الاضطرابات في شمال سوريا بما سوف يؤدي بالضرورة إلى إتاحة الفرصة لتنظيم القاعدة، وحزب العمال الكردستاني لاستهداف تركيا بالانطلاق من مناطق الشمال السوري المضطربة (افتراضاً).
* الدور الأمريكي في ترسيم خارطة طريق أنقرا الجديدة إزاء سوريا
سعت الورقة البحثية إلى حث واشنطن لجهة القيام بالمزيد من الضغوط على أنقرا، لكي تقوم باعتماد خارطة طريق جديدة لمسار السياسية التركية إزاء سوريا، وذلك بما يتضمن الآتي:
•    خيار دعم المعارضة السورية: حث أنقرا على ضرورة إفساح المجال لجهة دعم فعاليات المعارضة السورية، طالما أن هذا الدعم سوف يتيح لأنقرا ضمان أن البديل في حالة انهيار دمشق سوف يكون هو المعارضة التي دعمتها أنقرا.
•    خيار المنطقة العازلة داخل سوريا: حث أنقرا على ضرورة العمل على التدخل من أجل القضاء على العنف وعدم الاستقرار في المناطق السورية المتاخمة لها، ولكن، لما كانت أنقرا ترفض خيار التدخل، فإنه يتوجب على واشنطن حث أنقرا على القيام بالبديل لذلك، وهو إقامة المنطقة العازلة في داخل الأراضي السورية المتاخمة لتركيا.
•   خيار العقوبات الاقتصادية: توجد علاقات تعاون اقتصادي ـ تجاري بين سوريا وتركيا، وبالتالي يتوجب على واشنطن حث أنقرا على ضرورة إيقاف هذا التعاون عن طريق فرض العقوبات الاقتصادية على دمشق، وذلك على النحو الذي يدفع دمشق باتجاه الاستجابة للمطالب التركية.
هذا، ولم تكتفي ورقة خبراء اللوبي الإسرائيلي بذلك، بل سعت في جزءها الأخير إلى إبراز مدى تعاطف اللوبي الإسرائيلي مع المسلمين، وذلك عندما دعت واشنطن إلى ضرورة الضغط على أنقرا وحثها لجهة استخدام الردع العسكري أو التدخل العسكري من أجل حماية دماء المسلمين الموجودين في شمال سوريا.

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...