هـل نحيـا لنعمـل أم نعمـل لنحيـا؟

02-04-2011

هـل نحيـا لنعمـل أم نعمـل لنحيـا؟

سؤال ملحّ على كل واحد منا التوقف أمامه. بالنسبة للعديدين يصبح العمل أساساً لتحقيق ذاتهم ووجودهم، إلا أن طريق النجاح مكلفة وتسبب خسائر. وفي نهاية المطاف، عندما ينظر الرابح حوله قد يكتشف أنه بقي وحيداً.
كي لا تبقى وحيداً عليك أن تجد التوازن بين العمل والحياة الشخصيّة. نصيحة تقدمها دراسة كندية نشرت مؤخراً، ترى أنه «من الصعب أن نرمي كل الضغوط المهنيّة خلف ظهرنا، إلا أن فترة قصيرة من التأمل الذاتي يمكن أن تكون مفيدة لإحراز هذا التوازن».
وقد خلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ضغوط عمل قد يسعون إلى التكيّف مع مشاكلهم إما من خلال الانغماس فيها، أو عبر اللجوء إلى الآخرين طلباً لمساعدتهم أو أنهم يهربون من وجه تلك المشاكل.
المفاجئ في الأمر أن «الهاربين» كانوا الأقل توتراً، ولو بشكل موقت، لأنهم حظوا باستراحة لتجديد طاقتهم. أما أولئك الذين غرقوا في تحليل مشاكلهم ومعرفة أسبابها فكانوا المجموعة الأكثر توتراً، وفق ما أفادت الدراسة.
فتحليل أسباب الضغط، حسب أستاذة علم النفس في جامعة تورنتو الكندية جولي ماكارتي، هو ضغط إضافي على الضغوط المرهقة الأخرى. إذ «يحتاج الإنسان، بدلاً من ذلك، إلى أن يطرح على نفسه مجموعة من الأسئلة تتعلق بدوره في الحياة: «ما هو دوري في الحياة؟» و»هل هذا الدور يناسبني؟».
وتتابع ماكارتي قائلة «إن لم يتمكن من الإجابة على هذه الأسئلة، عليه أن يسأل مجدداً عن الاستراتيجيات التي يتعيّن عليه اتباعها لجعل الأمور أفضل؟»، مضيفة «الناس بحاجة إلى تقييم الاستراتيجيات التي يستخدمونها للتعامل مع مشاكلهم، وبحاجة كذلك إلى ان يتأكدوا من تأمين الوقت الكافي لتجديد طاقاتهم».
في الإطار ذاته، يوصي مركز «مايو كلينيك» الطبي الأميركي باتباع الخطوات التالية لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصيّة:
- إدارة الوقت بشكل فعال: من خلال مراجعة ما تفعله يومياً ولمدة أسبوع. ويمكنك بعد ذلك أن تدرك كيف تمضي وقتك، وعن أي الأمور يمكنك الاستغناء أو التخلي عنها لمصلحة آخرين.
- تعلّم أن تقول «لا» عند الحاجة: لا تسمح للشعور بالذنب أو للمسؤولية الوهمية بأن يؤثرا عليك. مشاريع إضافية في العمل؟ زميل يحتاج إلى خدمة؟...؟...؟
يمكنك أن تقول «لا» باحترام عندما تكون ممتلئاً.
- دع العمل لمكان العمل: اتخذ قراراً واعياً وجدياً بالقيام بقطيعة كاملة بين عملك وحياتك الخاصة، وابتعد قليلاً عن وسائل الاتصال التي تجعلك مدمناً على العمل.
- عزّز نظام الدعم المحيط بك المتمثل بالأصدقاء والعائلة. وفي العمل، إحرص على التواصل مع الزملاء وتمتين العلاقات معهم بحيث يمكنهم مساندتك في مراحل الضغط، والعكس صحيح.
- حافظ على لياقتك البدنية: عليك أن تأكل وأن تنام جيداً، وعليك أن تستفيد من كل فرصة تتمكن فيها من ممارسة الرياضة والنشاطات الممتعة كالمشي والقراءة واليوغا. وتذكّر أن الحرمان من النوم يؤدي إلى الشعور بالتعب الشديد، فضلاً عن تأثيره السلبي على مستوى الإنتاجية على الصعيدين الشخصي والمهني.


(عن «الاندبندنت»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...