مهنٌ غريبة لكنّها موجودة

23-02-2016

مهنٌ غريبة لكنّها موجودة

هناك بعض المهن العلميّة التي تثير فضول واهتمام العاكفين عليها، ولكنّها من منظور كثيرين ليست إلَّا ضرباً من الغرابة وربّما الجنون، كمَن يعمل كمنصتٍ للأشجار، أو مستنشق لمصلحة وكالة الطيران والفضاء الأميركية «ناسا»، أو مستشار زواج لدببة الباندا.
هذه مهن حقيقيّة يقوم الخبراء بتجارب علميّة مختلفة عليها، فيجنّدون المختصّين المؤهّلين علميّاً للقيام بها على أكمل وجه.
فمهنة الإنصات إلى الأشجار تتطلّب مؤهلات خاصة، تتلخّص في تمتّع الشخص المطلوب بيد حسّاسة وأذن قوية، ليقوم بالإنصات إلى الأشجار مستنداً إلى تقنيّة يستخدمها ألكسندر بونومارينكو، الفيزيائي في مختبر «غري نوبل» الفرنسي متعدّد الاختصاصات، لتحديد الأعراض الأوليّة للجفاف لدى هذه الأشجار.
وتقوم هذه التقنية على الإنصات إلى مسارات النسغ الضروري الذي تعيش عليه الشجرة في مختلف أجزائها والمكوّن أساساً من جزيئات الماء والمعادن الموجودة في التربة.
وفي حالات الجفاف، فإنَّ كميّة هذه الجزيئات تقلّ تدريجياً في الجذور الموجودة في الشجرة، وعندما تهبّ الرياح تخلّف صدى داخل الشجرة نفسها، يمكن تسجيله عبر ميكرفون مرهف السمع، وهنا يصبح علم الأصوات مفيداً لتقييم صحّة الشجرة.
أما مهنة المستنشق لدى «ناسا»، فتتطلّب تمتّع صاحبها بحاسة شمّ لا تخطئ، إذ يتمّ اختبار قدرته المتميّزة في الشمّ كل أربعة أشهر، بعرض 10 روائح مختلفة على الشخص المعني.
ملابس، معجون أسنان، صور عائلية أو أيّ شيء آخر لا يتم إرساله إلى الفضاء إلَّا بعد عرضه على أنف جورج الدريخ، وهو رجل يعمل منذ 40 عاماً كمستنشق يشم كلّ شيء تودّ الوكالة الأميركيّة إرساله إلى الفضاء.
والسبب الذي يجعل هذه المهنة حسّاسة ومهمة للغاية في الرحلات الفضائية، هو أنَّ وصول أيّ شيء إلى المدار يمنع إمكانيّة تهويته، كما لا يوجد مجال لإلغاء مهمّة فضائيّة بسبب حمولة فاسدة، لذلك لا يمكن إرسال أيّ شيء إلى الفضاء إلَّا بعد إجراء اختبارات عليه، وهنا يصبح مستنشق الروائح المختصّ والحاذق، الحلّ السحري لهذه المعضلة.
أمَّا صاحب مهنة مستشار زواج لدببة الباندا، فيجب أن يكون شخصاً فائق الصبر وقادراً على إيجاد مناخ تواصل وتفاعل مثمر بين أنثى وذكر الباندا من أجل التكاثر، في وقت تدقّ فيه نواقيس الخطر المنذرة فتهدد هذا الفصيل من الدببة بالانقراض، خصوصاً أنَّ أنثى الباندا لا تسمح بالتزاوج معها إلَّا ثلاثة أيام في السنة فقط. وهي فترة قد لا يكون فيها الذكر بالضرورة مهيأ لذلك، حتى أنَّ بعض العلماء توجّهوا إلى التخصيب الاصطناعي للحيلولة دون انقراض هذا النوع من الدببة، فيما تمسّك آخرون بمهنة مستشار الزواج.
وهناك مهنة الطبيب الشرعي للثدييات البحرية، التي تتطلّب مهارة في استخدام السكاكين وعملاً مضنياً وصبراً على تحمّل الحرارة الناجمة عن استخدام منشار لقص شحوم الحيوانات، وربّما التعرض لدش من الدهون المتطايرة، والغاية من هذه المهنة أخذ عينات مختلفة من حيوانات شتّى لفحصها مخبرياً، للبحث في إمكانية تعرّضها لمواد سامة أو مرض ما وتحديد سبب وفاتها.


 («سكاي نيوز عربية»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...