ملتقى الدراما السورية الأول يواصل فعالياته

09-12-2009

ملتقى الدراما السورية الأول يواصل فعالياته

تناولت الندوة الفكرية السادسة في ملتقى الدراما السورية الأول كيفية تحويل الدراما إلى صناعة سورية متطورة ودور الدولة في دعم الحركة الدرامية.

وقال الفنان أيمن زيدان إن الدراما موضوع استراتيجي وأهمية خطابها الفني وحضورها القوي بات أمراً جوهرياً يدعو لإعادة صياغة متطلباتها كونها من أهم الوسائل وأقدرها على الترويج للثقافة وسلوكيات الحياة داعياً إلى التعاطي الجدي مع الدراما السورية وتغيير النظرة إليها على أنها مجرد ترف.

وأضاف أن أهمية الدراما تنطلق من كونها الأكثر التصاقاً بهموم الناس ومشاكلهم فهي تعيد اكتشاف ما حولنا وتسهم في إعادة رسم العلاقات بعدما امتلكت شرعية تأثيرها على الجماهير.

وحققت الدراما السورية حضوراً لافتاً منذ مطلع تسعينيات القرن الفائت وكانت حصيلة لتراكم إبداعات الرواد معتمدة على التطور التكنولوجي وتوافر الكوادر الإبداعية.

ولفت زيدان إلى العوائق التي تقف في وجه تطور الدراما السورية كغياب خطوات عملية لتجذير ظاهرة الدراما التلفزيونية والتي تؤدي إلى تحويلها إلى صناعة ولاسيما أن المسلسل لم يعد حالة للمشاهدة فقط بل خطابا ثقافيا ووطنيا حضاريا إضافة إلى غياب الذهنية الإنتاجية الربحية والتسويقية.

واقترح انبثاق هيئة للإنتاج والتسويق تعمل على تحويل الإنتاج إلى صناعة حقيقية تعمل على خلق حراك اقتصادي واجتماعي ذي دخل لافت للنظر معولاً عليها أن تسهم في تصدير الخطاب الوطني والحضاري والترويجي السياحي إضافة إلى إلغاء هيمنة شركات الإنتاج وبالتالي عدم بقاء الدراما مرتهنة لرؤوس أموال غير وطنية.

واقترح مروان ناصح مدير عام قناة سورية دراما إنشاء اتحاد لمنتجي الدراما بقطاعيه الخاص والعام ورفع ثمن الأعمال الدرامية لدعم الإنتاج الدرامي وإيجاد تمايز بالدفع حسب نوعية كل مسلسل لافتاً إلى ضرورة توكيد هوية الصناعة الدرامية مع ضرورة تسهيل إقراض البنوك لشركات الإنتاج بشروط متناسبة مع طريقة عملها.

ولفت ناصح إلى ضرورة تفعيل دور مؤسسة الإعلان كوكيل حصري لربط الإنتاج الدرامي بالسوق لتحقيق مردود عال ووجوب إيجاد نظام ضريبي متناسب مع طبيعة المنتج الدرامي إضافة للدعوة إلى إقامة مهرجان للأعمال الدرامية المنتجة والترويج لها وكذلك إنشاء أكاديمية للفنون الدرامية بشكل عام وإيجاد قوانين للسماح ببناء واستثمار استوديوهات خاصة وإنشاء مدينة إنتاج إعلامي.

يذكر أن الندوة السادسة هي الأخيرة ضمن ندوات ملتقى الدراما السوري الأول بعد ندوة عن الإنتاج المشترك وثانية عن الرقابات العربية وتعدد المقاييس إضافة إلى ندوة حول التأسيس الأكاديمي والصناعة الدرامية وأخرى بعنوان الدراما السورية عربياً ومشكلات التوزيع.

وركزت الجلسة الأولى من اليوم الثاني لملتقى الدراما السورية الأول التي حملت عنوان التأسيس الأكاديمي والصناعة الدرامية حول واقع صناع الدراما من فنيين ومخرجين وممثلين بين الدراسة الأكاديمية والموهبة وفرص النجاح و التطور في ظل الظروف الراهنة .

وأشار الكاتب الدرامي والإعلامي حسن م يوسف الذي ترأس الجلسة إلى أن السينما والدراما التلفزيونية فن وصناعة وتجارة لا يتكاملان إلا بتوافر كل هذه العناصر مؤكدا أن الصناعة دون الفن إناء فارغ فيما يحتاج الفن والصناعة إلى التجارة لاسترداد الكلفة.

كما لفت م .يوسف إلى نقطة القوة في الدراما السورية وهي الإنسان السوري الذي شارك في صياغة المشهد الحضاري للبشرية منذ 9 الاف عام ومن هنا فإن المبدعين السوريين جديرون ببناء التأسيس الأكاديمي لأنهم ورثة مجد وجمال وحضارة .

وبدوره أوضح المخرج والممثل غسان مسعود بورقة مشتركة مع المخرج باسل الخطيب تحت عنوان التأسيس الأكاديمي والصناعة الدرامية أن مصطلح أكاديمي الذي جاء في العنوان ملتبس مشيرا إلى أن الإبداع لا يعترف بالشهادات والدرجات العلمية وإنما بالموهبة أولا ثم المعرفة .

وتحدث مسعود عن ولادة الدراما السورية من تفاهم الضرورة بين فنين عظيمين هما السينما والمسرح مشيرا إلى الآراء المختلفة في تلك الفترة حول الفن التلفزيوني أهمها تلك التي قدمت اقتراحات مهمة حول العمل على صورة الدراما التلفزيونية لتقترب من الصورة السينمائية مشكلة نقلة نوعية في هذا الفن .

وأشار مسعود إلى أن الاختصاص الأكاديمي لا يكفي وحده مؤكدا صعوبة امتلاك الفنان لأسباب النجاح والتميز دون وجود الموهبة والإبداع إضافة إلى الفرق الواضح بين المعرفة والمعلومات الأكاديمية المحدودة التي تعد تنظيرا لتجارب سابقة قد تموت إن لم تواكب المتغير والمتطور .

وأخيرا أكد مسعود الحاجة إلى الفنان الموهوب المعرفي مشيرا إلى أهم شروط الإبداع المتمثلة بالحرية التي تؤدي إلى شراكة إبداعية لشريك كالعلاقة بين المخرج والممثل الذي لا يلتزم حرفيا بوصايا الأخير لأنه يتمتع بمبادرة واستقلالية الفنان صاحب الرؤية والموقف .

أما المخرج غسان جبري فأشار إلى نقص المعاهد المجهزة والمخصصة لتأهيل المخرجين التلفزيونيين الذين يأتون إلى الوسط من السينما أو المسرح أو الإذاعة مؤكدا أهمية الموهبة التي تحتاج إلى اهتمام وتنمية وتوجيه منذ الطفولة وخاصة من قبل الأهل والمدارس .

بينما لفت الإعلامي ماهر منصور إلى ضرورة دراسة نماذج المخرجين الناجحين والمتميزين الذين تجاوزوا مرحلة الشباب المبدع باتجاه تأسيس نمط إخراجي مثل المخرج ليث حجو الذي ارتبط اسمه بتجارب هامة منها أهل الغرام و بقعة ضوء وما تبعها من أعمال درامية .

كما تطرقت المشاركات إلى حالة الفقر بالفنيين والفنانين المؤهلين التي تصل إلى حد العجز كالفقر بالعاملين في مجال الموسيقا التصويرية الذي يتحول تدريجيا إلى المهدد رقم واحد لصناعة الدراما السورية إضافة إلى الفقر في المصورين ومتخصصي الأزياء والديكور و غيرها من العناصر الضرورية في صناعة هذا الفن.

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...