مقديشو تحت الاحتلال

29-12-2006

مقديشو تحت الاحتلال

بعد سيطرة دامت نحو ستة أشهر على العاصمة الصومالية، أعلنت المحاكم الإسلامية سحب قواتها من مقديشو، متراجعة أمام تقدم الجيش الأثيوبي الغازي والقوات الحكومية لاحتلالها بشكل سلمي، وذلك بعدما أعلن زعماء الميليشيات ولاءهم للحكومة الانتقالية، في وقت فشل فيه مجلس الأمن مجدداً في التوصل إلى قرار بسحب القوات الأجنبية من الصومال.
وأعلن رئيس المجلس الأعلى للمحاكم الإسلامية شيخ شريف شيخ احمد في اتصال مع قناة «الجزيرة» الفضائية أنّ قواته انسحبت تماماً من مقديشو لتجنيبها القصف، متهماً القوات الأثيوبية بارتكاب «إبادة».
وأكد شيخ شريف انسحاب «جميع القيادات وجميع العناصر الذين كانوا يعملون في المحاكم»، وأضاف «بإذن الله سنُخرج هذه القوات (الأثيوبية)»، موضحا «قواتنا متماسكة ولدينا المقدرة على القيام بعمليات ضد الأعداء، نحن فقط غيرنا تكتيكنا القتالي».
وأكد شيخ شريف أنّه ليس للمحاكم أي استعداد للتفاوض مع أديس أبابا، وأوضح «إذا أرادت أثيوبيا التفاوض فلا بد من أن تخرج قواتها من الصومال»، مضيفا «لا أتوقع إلا القتال».
ويبدو أن «المحاكم» تجنبت عبر انسحابها بهذه الطريقة تكرار تجربة حرب الشوارع الضارية التي أرغمت القوات الأميركية على
الخروج من مقديشو بهزيمة مذلة قبل أكثر من عشر سنوات، وتسعى بحسب ما تعلن الى خوض عمليات مقاومة متفرقة.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي، بعد لقاء مع الزعماء المحليين في بلدة افغوي (20 كيلومتراً غرب مقديشو) أنّ القوات المشتركة دخلت «العديد من القطاعات» في العاصمة بعد انسحاب قوات «المحاكم». وأشار إلى أنّ الخطوة التالية ستكون إقامة «التنسيق بين القوات الحكومية والمسؤولين المحليين للسيطرة على مقديشو»، لافتاً إلى أنّ القوات الأثيوبية ستعود إلى بلادها حالما تسيطر الحكومة الانتقالية على الصومال بأكملها».
وفي أديس أبابا، تعهد رئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي بملاحقة الزعماء الإسلاميين، وأضاف «إننا نبحث ما سنفعله بحيث لا تسقط مقديشو في فوضى، ولن نسمح باحتراق مقديشو»، مشيراً إلى أنّ القوات الأثيوبية الموجودة في الصومال ستغادر البلاد «خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، ولكن طبعا ليس خلال أشهر».
ولفت زيناوي إلى أنّ الإسلاميين «وزعوا (قبل مغادرة العاصمة) كل بنادقهم على شبان عاطلين عن العمل للتسبب بأضرار»، موضحاً أنّ المعارك الأخيرة أوقعت «ألفين أو ثلاثة آلاف قتيل» إضافة إلى حوالى أربعة آلاف جريح في صفوف «المحاكم»، من دون أن يقدم حصيلة للقتلى في جانب القوات الحكومية الصومالية والجيش الأثيوبي.
وفي بيداوة، المقر الموقت للحكومة الانتقالية، طمأن الرئيس الصومالي عبد الله يوسف احمد سكان مقديشو بأنّ القوات الحكومية «لا تمثل أي خطر» عليهم، مضيفاً أن «الحكومة مصممة بشدة على أن تحل كافة المشاكل التي يمكن أن يواجهها الصومال عبر قنوات الحوار والقنوات السلمية».
من جهتها، أشارت الميليشيات المتحالفة مع الحكومة إلى أنها سيطرت على عدد من البنى التحتية الأساسية في العاصمة، بينها المرفأ والمطار الدولي وقصر الرئاسة، فيما أعلن المتحدث باسم الحكومة الصومالية عبد الرحمن فرض حال الطوارئ في كافة أنحاء البلاد، لافتاً إلى أنّه بموجب هذا الإجراء «ستسعى الحكومة إلى فرض النظام والأمن، خصوصاً في مقديشو، والى نزع أسلحة الميليشيات».
وأفاد شهود أنّ طلقات رصاص سُمعت في أجزاء من مقديشو، بالتزامن مع عمليات نهب شهدتها المدينة، فيما تخلّص بعض المقاتلين الإسلاميين من زيهم العسكري لتجنب الأعمال الانتقامية.
وقال مقاتل في «المحاكم» «لقد هزمنا... نزعت الزي العسكري، وأغلب زملائي ارتدوا أيضا ملابس مدنية»، وأضاف «فرّ معظم زعمائنا، ولم أعد جنديا في المحاكم الإسلامية».
من جهة ثانية، فشل مجلس الأمن الدولي مجدداً في التوصل إلى توافق حول إعلان يدعو إلى وقف فوري للمعارك في الصومال وانسحاب القوات الأجنبية وخصوصا الأثيوبية.
وأوضح المندوب الأميركي لدى المجلس أليخاندرو وولف أنّ قطر أصرت على إبقاء عناصر في النص «لم تكن دول أخرى في المجلس مستعدة لقبولها»، لافتاً إلى أنّ الوضع في الصومال «معقد»، ولا يمكن أن يحل بمجرد الدعوة إلى انسحاب القوات الاثيوبية.
وفي واشنطن، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية براين ويتمان أن «البنتاغون» يراقب «عن كثب» التطورات في الصومال واصفاً الوضع بـ«المعقد».

سيناريوهات القرن الإفريقي

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...