معارك ضارية بين جيش المهدي والقوات الحكومية العراقية

26-03-2008

معارك ضارية بين جيش المهدي والقوات الحكومية العراقية

دارت معارك ضارية بين قوات الأمن العراقية وميليشيا «جيش المهدي» في البصرة، أمس، في حملة للسيطرة على المدينة الجنوبية، لكن العنف امتد إلى بغداد ومدن أخرى، بعدما هدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بإعلان «العصيان المدني» على امتداد البلاد وخطوات أخرى لم يكشف عنها، إذا لم يتم وقف استهداف عناصر التيار الصدري.
ويعتبر هذا الامتحان الأصعب بالنسبة إلى القيادة العراقية وقوات الاحتلال الأميركي التي نسبت انخفاض العنف كثيراً في بغداد إلى قرار الصدر تجميد نشاطات الميليشيا، منذ شهر آب الماضي.
وقال المتحدث باسم الجيش العراقي العقيد كريم الزيدي إن قوات الأمن المكثفة بقوة في وسط مدينة البصرة واجهت مقاومة عنيفة من قبل مسلحي «جيش المهدي». وكانت الشرطة أعلنت أن العملية، التي أطلق عليها اسم «صولة الفرسان»، بدأت في حي التيمية، قبل أن تمتد إلى مناطق الحياية والخمسة ميل والجمهورية وسط المدينة بالإضافة إلى المعقل والجنينة والكزيزة في شمالها، والتي تعتبر معاقل للميليشيا.
وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود من المدينة وسط دوي انفجارات ونيران أسلحة آلية. وأظهرت لقطات تلفزيونية مسلحين ملثمين يطلقون القذائف، في حين تجول آخرون في مركبات استولوا عليها من الجيش والشرطة.
وأدت الاشتباكات إلى مقتل 22 شخصاً، وإصابة ,58 غالبيتهم من عناصر القوى الأمنية. وقال مصدر في أحد المستشفيات إن «عشرات المصابين» يصلون إلى المستشفيات التي ازدحم بعضها لدرجة أنها لم تعد قادرة على استقبال المزيد. وقال مسؤولون عسكريون إن العديد من «الخارجين على القانون» قتلوا.
واعتبر المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن عملية البصرة، التي يشرف عليها رئيس الحكومة نوري المالكي شخصيا، «لن تنتهي إلا بعودة سيادة واحترام القانون للمدينة».
وقال المتحدث باسم الجيش البريطاني الرائد توم هولواي إن «رئيس الوزراء وصل إلى البصرة من بغداد (أمس الأول) برفقة وفد، ويشرف حالياً على العمليات العسكرية من داخل إحدى القواعد العسكرية العراقية». وأوضح أن القوات البريطانية لا تشارك في العملية، لكن طائرات حربية تابعة لقوات «التحالف» تقوم بعمليات مراقبة جوية.
وأعلن رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري لواء سميسم ان الصدر يطلب معالجة أحداث البصرة عبر «الحوار والطرق السلمية»، مؤكداً معارضته «سفك أي قطرة دم عراقية، خصوصاً ان مثل هذه الإشكالات تقع بين الحكومة والشعب».
كما دارت اشتباكات عندما هاجم العشرات من عناصر الميليشيا مركز شرطة بلدة العزيزية في محافظة واسط، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم اثنان من الشرطة.
وفي الكوت الجنوبية، قالت مصادر في الشرطة إن أنصار الصدر سيطروا على خمسة أحياء في البلدة بعد اشتباكات مع الشرطة. ودفعت الاشتباكات في الحلة بالمسؤولين المحليين إلى فرض حظر التجول في مدن السماوة والناصرية والكوت والحلة والديوانية.
وقال مسؤولون أمنيون وشهود عيان إن مواجهات اندلعت في مدينة الصدر بين قوات الاحتلال الأميركي وقوات عراقية وعناصر «جيش المهدي»، بينما كانت مروحيات تحلق في سماء المنطقة، التي حوصرت بعدما أمرت الميليشيا الشرطة والجنود بالابتعاد عن الشوارع.
وأوضحت مصادر أمنية أن عناصر من «جيش المهدي» هاجموا مقرات «منظمة بدر»، الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي، ومقراً لحزب «الدعوة»، الذي يتزعمه المالكي، في أحياء الحبيبية والاورفلي والمعامل التابعة لمدينة الصدر، بالإضافة إلى مقرات أخرى في منطقة الحسينية وحي الأمين، قبل أن يعلن مسؤول رفيع المستوى في الميليشيا أن «أوامر عليا صدرت من القيادة للانسحاب من الشوارع».
ومع تصاعد التوترات، أصدر مقر الصدر في النجف أوامره إلى القادة الميدانيين في الميليشيا برفع حالة التأهب والاستعداد لضرب قوى الاحتلال وحلفائهم العراقيين، كما قال أحد مسؤولي الميليشيا.
كما سقطت صواريخ على المنطقة الخضراء. وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي العقيد ستيفن ستوفر إنها أطلقت من مدينة الصدر. وأعلنت السفارة الأميركية إن موظفها الذي أصيب جراء هجوم صاروخي على المنطقة الخضراء يوم عيد الفصح قد توفي.
وقال مسؤول مكتب الزعيم الشيعي في الكاظمية حازم الاعرجي، إن الصدر أوصى بدعوة «العراقيين للاعتصام كخطوة أولى، وان لم تحترم الحكومة مطالب الشعب فستكون الخطوة الثانية العصيان المدني العام في بغداد والمحافظات، وان لم تحترم الحكومة ذلك فستكون هناك خطوة ثالثة، ولكل حادث حديث».
وانتقد الصدر في بيانه العمليات العسكرية، معتبرا أنها «جاءت اليوم لتكمل مسرحية الدم والإقصاء والإلغاء... مستغلة بذلك أكذوبة تطبيق القانون، الذي لم يطبق إلا على من كان سبباً بان يستقر العراق، ويكون موحداً، لا كما يريدون ويريد الاحتلال».
وأوصى الصدر «بتوزيع المصاحف وأغصان الزيتون على القوات العراقية كافة تعبيراً عن السلام... ودعوتها إلى ما يرد المحتل... ودعوة الشخصيات الدينية والسياسية للتدخل لوقف هذه الهجمات على الشعب المظلوم».
وتظاهر المئات من أنصاره في حي العامل، مطالبين بوقف استهداف «التيار الصدري». وقال أعضاء في التيار إن الاحتجاج سيمتد إلى بلدات ومدن أخرى اعتبارا من اليوم.
من جهتها، أصدرت قيادة عمليات بغداد بياناً يتهم «مجموعات في بعض مناطق بغداد بتهديد المواطنين وأصحاب المحلات التجارية ومواقف النقل وطلاب المدارس والمعاهد والكليات والموظفين العامين بعدم المداومة في دوائرهم»، لكن المتحدث باسم مكتب الصدر في الكرخ حمد الله الركابي أكد أن «ما يحصل هو اعتصام وليس عصياناً»، مشيراً إلى أن ما ذكره بيان قيادة العمليات «ادعاءات باطلة تثير مخاوف من وجود مؤامرة لضرب الاعتصام، ونحمل الحكومة مسؤولية أي اعتداء».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» إن قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال ديفيد بتراوس طلب من الرئيس جورج بوش مهلة «من شهر أو اثنين» قبل خفض عديد القوات الأميركية في العراق بعد تموز المقبل بهدف تقييم الوضع على الأرض.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...