مجلس الأمن يبحث إرسال قوات سلام دولية إلى مالي

01-02-2013

مجلس الأمن يبحث إرسال قوات سلام دولية إلى مالي

كشف دبلوماسيون أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيبدأ قريباً بحث إرسال قوة سلام دولية إلى مالي، فيما رأى رئيس مالي بالوكالة ديونكوندا تراوري أن الحركة الوطنية لتحرير ازواد هي المحاور الوحيد من الطوارق في نظر باماكو في أي مفاوضات سياسية مقبلة.
وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه «هناك حديث متزايد عن التحرك مباشرة إلى عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة»، وأكد دبلوماسي آخر ومسؤول في الأمم المتحدة ذلك وأن المباحثات ستبدأ خلال أيام.
وهي فكرة لم تكن المنظمة الدولية ترضى عنها تماما قبل التدخل العسكري الفرنسي.
لكن دبلوماسيين قالوا إن التدخل العسكري الفرنسي هذا الشهر ضد المتشددين في مالي جعل تلك الخطة محل نقاش.
وأوضح دبلوماسيون ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لم يكن متقبلا فكرة التدخل المباشر من الأمم المتحدة في العملية المقترحة، التي تقودها الدول الافريقية، لأنها ستكون عملية قتالية هجومية لا لحفظ السلام.
لكنهم قالوا إنه بعدما استعاد جيش مالي بدعم من القوات الفرنسية أغلب المدن الصحراوية في شمال البلاد، فإن احتمال نشر قوة سلام تابعة للأمم المتحدة أصبح أقل استبعاداً من ذي قبل.
وأضافوا إن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة سيكون لها بعض المزايا مقارنة بالقوة التي تقودها أفريقيا، التي وافق عليها مجلس الأمن الشهر الماضي. وسيكون التمويل واضحاً وسيكون من السهل مراقبة مدى الالتزام بحقوق الإنسان ومن الممكن أن تختار الأمم المتحدة أي الوحدات الوطنية التي تستخدم في هذه القوة.
وعن مواقف واشنطن، ذكر دبلوماسيون أن الأخيرة تؤيد فكرة بعثة من الأمم المتحدة أكثر من إرسال قوة من الاتحاد الأفريقي.
وأوضح الدبلوماسيون أنه يتعين الاتفاق على التفاصيل، لكن من الأفكار المطروحة تشكيل قوة من الأمم المتحدة قوامها ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف جندي، فيما أشاروا إلى أنه بما أن الصراع الجاري منذ ثلاثة أسابيع مستمر فمن السابق لأوانه نشر قوات لحفظ السلام.
وقال دبلوماسي «ليس هناك سلام بعد لحفظه، ما زلنا في مرحلة تحقيق السلام».
وفي سياق متصل، طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس «بانضمام مراقبين دوليين مكلفين حقوق الانسان إلى القوات الدولية» التي ينتظر انتشارها في مالي، معربةً عن قلقها اثر تلقي شهادات عن «اعمال قتل واخفاء انتقامية» نسبت إلى القوات المسلحة المالية في اثناء الهجوم على المسلحين الاسلاميين.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة الحقوقية كينيث روث في اثناء عرض تقريرها السنوي لعام 2013 في مؤتمر صحافي في لندن إن «خبراء في شؤون حقوق الانسان في الميدان افادوا عن ضلوع تلك القوات في سلسلة من اعمال القتل والاخفاء الانتقامية ونخشى أن يكون قد حصل غيرها».
وأضاف إنّ على الهيئات الدولية على غرار الاتحاد الافريقي «بذل ضغوط فعلية على القوات المالية كي تحترم الحقوق الاساسية»، مشيراً إلى أنه «بحسب معلومات» المنظمة فإن القوات الفرنسية تحركت «متوخية تجنب سقوط ضحايا مدنيين».
سياسياً، رأى رئيس مالي بالوكالة ديونكوندا تراوري، أمس، أن المحاور الوحيد من الطوارق بنظر باماكو في اي مفاوضات سياسية مقبلة سيكون الحركة الوطنية لتحرير ازواد، بعدما سقطت «صدقية» جماعة انصار الدين الاسلامية.
وقال تراوري في حديث لاذاعة «ار اف اي» إن «الحركة الوحيدة التي قد نفكر في التفاوض معها هي بالتأكيد الحركة الوطنية لتحرير ازواد بشرط أن تتخلى عن كل هذه الادعاءات الجغرافية»، مضيفاً «من الواضح أن انصار الدين فقدت صدقيتها ولم تعد مؤهلة للحوار مهما كان القناع الذي قرر البعض منهم وضعه من الآن فصاعداً» في اشارة إلى انشقاق حركة ازواد الاسلامية عن الجماعة ودعوتها إلى «حل سلمي».
وتابع الرئيس «قصة حركة ازواد الاسلامية هذه لا تعني شيئاً. إن كانوا يحاولون اليوم التملص من مسؤوليتهم، فهذا لأن الخوف انتقل إلى المعسكر الاخر».
وعلى الصعيد العسكري رأى تراوري أن الاسلاميين «انسحبوا من المدن الكبرى حتى لا يجدوا انفسهم واقعين في فخ، ولا بد انهم لم ينسحبوا الى مسافة بعيدة عن هذه المدن».
وأكد أنه «بعد شهر على ابعد تقدير سنكون قد بسطنا وجودنا على كل انحاء البلاد. سنمضي ابعد من كيدال وسنطارد خصومنا اينما سيذهبون».
سياسياً ايضا، اوضح وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، أمس، أنهم سيركزون في مناقشاتهم على تسريع مهمة التدريب التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي لمساعدة جيش مالي وتقديم «دعم مباشر» آخر إلى حكومة باماكو.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون خلال اجتماع الوزراء أمس في بروكسل «نحن سعداء لرؤية خريطة طريق للمضي قدماً. بالنسبة إلى مهمة التدريب سأتمكن من الإبلاغ بشأن العمل الذي تحقق حتى الآن، لكن الجنرال لاكوانتر الموجود في باماكو ومفوضة الاتحاد الأوروبي كريستالينا جيورجيفا ذهبا إلى هناك لبحث ما يجب فعله في ما يتعلق بالدعم الإنساني أيضاً. وسيتمكن وزراء الخارجية من النظر الآن إلى ما يمكن فعله أيضاً وما سنفعله».
ميدانياً، أعلن رئيس البعثة الدولية لدعم مالي الجنرال النيجيري شيهو عبد القادر أن عدداً من الدول بحثت إقامة جسر جوي استراتيجي في مالي، وأوضح أنه إذا تحقق ذلك فإن القوات الأفريقية ستستكمل انتشارها في كافة أنحاء البلاد خلال أسبوعين.
وأشار عبد القادر إلى أن مشكلة تجهيز الجنود الأفارقة بحثتها المنظمات المانحة ووعدت بالتمويل والتجهيز، وعبر عن أمله في أن يجري هذا بسرعة.
إلى ذلك، اعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان أمس، أنه «من الارجح» أن يكون الرهائن «في منطقة جبال ايفوقاس شمال كيدال، مؤكداً «لا يغيب ابداً عن انظارنا ولا عن أذهاننا ولا عن احساسنا أن هناك رهائن فرنسيين في تلك المنطقة».
وقال الوزير الفرنسي إن القوات الفرنسية «منتشرة في كيدال وتسيطر على المطار» في انتظار ارساء «الأمن» في شمال شرق مالي مع «قوات افريقية اخرى»، مؤكداً أن نحو الفي جندي افريقي منتشرون حالياً في مالي إلى جانب الجنود الفرنسيين الـ3500.
ورداً على سؤال عن تقدم القوات الفرنسية «الى ما وراء كيدال» لدحر المقاتلين الاسلاميين، رفض لو دريان تقديم اي ايضاحات.
وقال إن «مهمة القوات الفرنسية لم تتغير: وهي المساهمة في استعادة وحدة اراضي مالي وسيادتها، أي على مجمل اراضيها لكن ليس وحدها، بل بالمشاركة مع القوات المالية والافريقية».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...