ماضي أوباما

03-05-2008

ماضي أوباما

هل ثمة حبيبة مجنونة سابقة في حياتك؟ عمِّ غريب الاطوار، أو طليقٌ مضطرب من ماضيك؟ هذا ما ظننته. لمعظمنا شخصٌ يفضّل ألا يراه مجدداً.
لك في هذه الحالة أن تشارك باراك أوباما الألم والحرج اللذين عانى منهما خلال هذا الاسبوع، حين برز إلى الواجهة شخص، كان في ما مضى يجتمع به كل نهاية أسبوع تقريباً، في الوقت والشكل غير الملائمين.
لم يكن هذا الشخص حبيبة سابقة لأوباما، بل الأسوأ: كان أحد مرشديه، الراعي العتيق لكنيسة شيكاغو التي كان أوباما يتردد عليها للصلاة ولبناء العلاقات الاجتماعية.
لقد تحول القس جيريمايه رايت إلى قضية، في وقت سابق من الحملة الانتخابية الرئاسية، حين بدأت مقتبسات من عظاته تظهر على الانترنت. وبدلاً من استخدام ابتهال «ليبارك الله أميركا» المعتاد في عظات القساوسة، تبين أن رايت كان يصرخ في عظاته بغضب «ليلعن الله أميركا». وهو ما صدم الاميركيين الذين علموا أن علاقة وثيقة كانت تربط رايت بأوباما قبل سنوات.
وقد استخدم أوباما مسألة رايت كفرصة لإثارة قضية العرق والاحتقان في أميركا، وألقى خطبة مؤثرة بهذا الصدد، رافضاً أن يدين رايت، ومكتفياً بعزل نفسه عن تعليقاته بتهذيب. لقد كانت هذه فكرة سيئة.
فرغم أن رايت انسحب من أمام الجمهور والرأي العام، لكنه عاد مجدداً هذا الاسبوع بنوبة خطابية جديدة ورغبة بالانتقام. وأعاد التأكيد على تعليقاته السابقة، بل وتوسّع فيها. واعتبر أن انتقاد أوباما له كان تصرفَ سياسيٍّ منافقٍ يسعى إلى المنصب. رقص رايت وهرّج أمام كاميرات التلفزيونات، ضامناً بشكل افتراضي عودته في نشرة أخبار المساء.
لقد تغيرت الحملة منذ ظهر رايت للمرة الاولى. لم يعد أوباما وجهاً يانعاً في شريط السباق إلى الفوز، وبدأ يخرج متعباً وجريحاً بعد حملات انتقاده اليومية من قبل خصميه، الديموقراطية هيلاري كلينتون، والجمهوري جون ماكين.
لم يعد أوباما قادراً على توسيع قاعدة دعمه من الاميركيين الأفارقة والميسورين البيض وفئة الشباب، إلى أكثرية رابحة ثابتة. ولم يتمكن من الفوز بعدد كافٍ من ناخبي طبقات العمال البيض خاصة. ولن تساعد تهريجات رايت المتلفزة في ذلك.
بعد عودة رايت إلى الظهور في هذا الاسبوع، امتنع أوباما عن إلقاء خطبة متقنة أخرى حول القضايا الكبرى. تكلم مثل رجل منهك وغاضب، مرغماً مجدداً على شرح ما وصفه بالكلمات «الانقسامية والتدميرية» لشخص كان يثق به.
بعدها، عاد أوباما إلى أعمال الحملة الانتخابية، آملاً ربما أن يبقى ماضيه.. خلفه.

جوناثان مان- مقدم تلفزيني في CNN

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...