ما تبقى من قانا

54 شخصاً هم من تبقى أحياء من أهالي بلدة قانا (من عائلتي شلهوب وهاشم) بينهم الناجون من المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلية فجر الأحد الماضي وصلوا الى صيدا أمس. بينهم عدد من الجرحى الذين أصيبوا في المجزرة وتمّ نقلهم إلى مركز لبيب الطبي.
عائلات قانا وصلت بواسطة قافلة تقدّمها عدد من سيارات الفان. نسّق عملية النزوح عضو المجلس البلدي لقانا محمد كامل شلهوب ورئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري وعضو المجلس البلدي للمدينة محمد كوثراني وقد أمّنت بلدية صيدا بيتاً لتقيم فيه كل عائلات قانا مع بعضهم بعضاً.
عضو مجلس بلدية قانا محمد كامل شلهوب أكد ان عدد من استشهد ومن انتشلت جثثهم من المجزرة وصل إلى 28 جثة لغاية تاريخه، خصوصاً ان عدد من كان في الملجأ كان 63 شخصاً معظمهم من الاطفال اما الجرحى فهم 9 فقط. ولفت شلهوب الى ان الدمار في حارة الخريبة وفيها 45 بيتاً كاملاً وحي الخشنة دمّر فيه 8 بنايات كبيرة وحي الفيلات 6 فيلات. وقال إن اهل قانا ضاعوا وتشرّدوا وذبحوا من قبل اسرائيل.
هلا شلهوب جريحة ومصابة برأسها كانت بين الواصلين الى صيدا، قالت بعد الغارة كانت ابنتي رقية بجواري وعمرها سنة ونصف السنة سمعتها تئن قلت هذا صوت ابنتي رقيه رفعوها صرخت بابا بابا، وتوفيت، وما زال صوتها في أذني.
أما مُنى الهاشم، فقالت :من أندب وعلى من أصرخ لقد استشهد لي ثلاثة صبيان في المجزرة: جعفر 12 سنة ومهدي 7 سنوات وعباس 11 سنة، لم أكفّنهم ولم أحضر جنازتهم... هذا ما فعلته بنا إسرائيل، الله ينتقم منها. أما حوراء هاشم الصبية ابنة ال15 ربيعاً فكانت تقف بمفردها حزينة جداً لدرجة الكآبة، وحوراء هي الوحيدة الباقية من عائلتها قد استشهدت والدتها مريم محسن 32 عاماً وأشقاؤها حسين 14 عاماً وابراهيم 7 أعوام وعلي سنتين ونصف السنة... وروت زينب احمد شلهوب التي فقدت أسرتها بكاملها واولاد عمها وشقيقتيها وابناءها الاثنين  لم يعد لي احد من عائلتي اهلي كلهم ماتوا شهداء. افتخر انني قدمتهم فدى الوطن، لقد قدمنا اطفالا وشهداء وقدمت والدي ووالدتي واختي واولاد اختي اعمارهم تتراوح بين سنة وسنتين.
أما البزري فسأل أمام عائلات قانا أين هو الضمير العربي؟ وأين هو الضمير العالمي؟ أين هو من إرهاب الدولة الصهيونية، فما تشاهدونه هم من بقوا من قرية قانا، هؤلاء الناس الذين لم يتمكنوا حتى الآن من دفن موتاهم

المصدر: السفير