قطع نقدية عربية قد تغيّر تاريخ أستراليا

27-06-2013

قطع نقدية عربية قد تغيّر تاريخ أستراليا

هل يمكن لقطع نقدية قديمة من سلطنة عربية كانت قائمة في جزيرة كيلوا، في أقصى شرق أفريقيا، أن تغير تاريخ أستراليا؟
يعكف فريق من علماء التاريخ والآثار على دراسة خمس قطع نقود أثرية، تم العثور عليها في شمال أستراليا، وتُعَدّ ذات قيمة تاريخية، باعتبار أنها تحتوي على أَلْغازٍ قد تكون مثيرة، وربما تكشف عن وصول التجار العرب إلى أستراليا قبل الملاح والمستكشف الهولندي فيليم يانسون في العام 1606.
وتقع جزيرة كيلوا، التي تعرف الآن باسم كيلوا كيسيواني، على الساحل الشرقي لأفريقيا، وهي تتبع تنزانيا.
ويفصل الجزيرة عن باقي الأراضي التنزانية مضيق بحري عرضه ثلاثة كيلومترات.
هاجر العرب إلى كيلوا خلال العصر الأموي، واستوطنوها، واتخذوها نقطة وسيطة للتجارة بين شبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا، وخالطوا سكانها الأصليين وتعلَّموا لغتهم.
ومع توافد العرب أخذت المدينة في الازدهار والتطور، وأصبح مرفأها من أعظم مرافئ شرق أفريقيا.
وفي القرن الحادي عشر باع ثري سواحلي جزيرة كيلوا إلى أحد التجار المسلمين فأسس مدينة كيلوا التي تحولت إلى سلطنة كيلوا، ثم أصبحت واحدة من أكبر مراكز التجارة على الساحل الشرقي لأفريقيا.
واشتهرت السلطنة آنذاك بتجارة الذهب والحديد من بلاد زمبابوي، والعاج من بلاد تنزانيا، والنسيج والأحجار الكريمة والخزف والبهارات من آسيا.
وفي القرن الثاني عشر، وتحت حكم «أسرة المهدلي»، أصبحت كيلوا من أقوى المدن على طول الساحل الشرقي لأفريقيا وأشهرها، وبلغت ذروة قوتها في القرن الخامس عشر.
وفي العام 1784 سيطر العرب العُمانيون في زنجبار على كيلوا. وبعد انتهاء الحكم العُماني بنى الفرنسيون حصناً في الرأس الشمالي للجزيرة، أما المدينة فقد أهملت واضمحلت حضارتها.
العلاقة مع أستراليا:
ولكن ما علاقة كل ذلك بأستراليا؟
يعود أصل القصة إلى العام 1944 عندما عثر جندي أسترالي يدعى ماوري إيسنبرغ كان يصطاد السمك في جزر ويسيل على تسع قطع نقدية مطمورة في الرمال.
احتفظ الجندي بتلك القطع حتى العام 1979، عندما ساوره الشك في أنها ربما تكون كنزاً ثميناً، فأخضعها لعملية فحص علمية، وتبين أن أربع قطع تعود إلى شركة هولندية، وإحداها تعود إلى القرن السادس عشر، فيما بقية القطع تعود إلى جزيرة كيلوا، وإلى القرن الثاني عشر تحديداً.
ويقول العلماء إنه لم يعثر على نقود كيلوا حتى الآن إلا في مناسبتين، الأولى في زيمبابوي والثانية في عُمان.
ويعني ذلك أن القطع، التي تم العثور عليها في شمال أستراليا، تعد ذات قيمة تاريخية وتحتوي على ألغاز قد تكون مثيرة.
ويعتقد أحد العلماء أنه من الضروري عدم استبعاد أن يكون بحارة أفارقة أو من أصول عربية، وهم المعروفون بقدرتهم على الملاحة خلال القرون الوسطى بين الصين وأفريقيا، تاجروا في أستراليا خلال تلك الفترة.
ويعمل فريق من علماء التاريخ والآثار على إعداد تقرير من المتوقع إعلان نتائجه الأولية منتصف شهر تموز المقبل.

(عن «سي أن أن»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...