قانون الأحوال الشخصيّة «الجديد»: أهلاً بن لادن!

24-06-2009

قانون الأحوال الشخصيّة «الجديد»: أهلاً بن لادن!

«وينن.. وين وجوهن»!
لا نعرف أسمائهم. قيل أنّهم شكّلوا كلجنة بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء السوري رقم 2437. الأسماء ليست مهمّة. لكن ماذا عن الوجوه؟ ليست مهمّة أيضاً. غير أن «عنوان المكتوب» يشي بأنّ جلّهم من الملتحين. اللحيّة شأن شخصيّ، غير أن انعكاس ظلّها على شأن عام، حسّاس، خطير، وإشكالي، يجعل من أمر وجودها في الزمان الخطأ (مطلع الألفيّة الثالثة) والمكان الخطأ (تشريع قانون الأحوال الشخصيّة السوري) أمراً يصعب تقبّله.
لا وجوه لهم، ولا أسماء. مضطرون نحن، إذاً، إلى التعامل مع وجودهم الشبحي، هذا باعتبارهم لحىً مطلقة. يمكن المغامرة بالقول إن ظلال اللحى متشابهة، لكنّها ظلال تسنّ وتشرّع القوانين لجماعة بشريّة مفرطة في التنوّع. هو شكل آخر للتسلّط؟ ربما. بل مؤكد.
«وين صواتن»!
لم نرهم. لكنّنا رأينا أصواتهم بأعيننا. الأصح أنّنا قرأنا أصواتهم، من خلال 665 مادة، شكّلت القانون السوري «الجديد» للأحوال الشخصيّة. أصواتهم قادمة من عمق التاريخ، من القرنين السابع عشر أو الثامن عشر، وربما قبل ذلك بكثير. أصوات، أو صدى لأصوات أسلافهم، تؤكد وجودهم كأشباح أو كظلال لحى. لن نظلمهم جداً، فقد يشاركهم سعادتهم في حال إقرار القانون، من قد يكون ممثّلاً «شرعياً» لهم. إنّه ساكن الكهوف والمغاور الذي يقسّم العالم اليوم إلى فسطاطين، ومن يشنّ حرباً كونيّة باسم الدّين. إنّه باختصار من ليس له «آخر».
«.. في وادي بيني وبينن»!
معظم مواد القانون الجديد تحيل مشروع الدّولة الحديثة في سوريّة إلى الذاكرة. الدّولة التي لا تزال تحبو، والتي لا يزال ينقصها الكثير الكثير كي «تتمتع» بهذه الصفة. فالقانون يتحدّث عن طوائف (يوجد منها في سوريّة 20 طائفة بحسب قانون المندوب السامي الفرنسي في العام 1936)، ويتحدّث عن رجل وعن: موطوءة ونشاز ومنكوحة. إنّها عينّة من التسميات التي أطلقتها «الظلال» على المرأة ـ المواطنة السوريّة.
والقانون يتحدّث أيضاً عن: كتابي/ة وذمي/ة. هي أيضاً الصفات التي أطلقتها ذات «الظلال» على غير المسلمين. أمّا «ملحد» أو «لا أدري»، فهو بالطبع غير موجود في ظلال اللحى تلك، التي تفصّل الواقع على قياس «رؤيتها» و«فكرها». القانون يتحدّث عن سن زواج محدد بـ17عاماً للأنثى و18 عاماً للذكر، باستثناء «حال ادّعاء البلوغ، فيكون 15 عاماً للذكر و13 عاماً للأنثى: هل قلت اغتصاب قاصرات مشرّعن؟ هل قلت من له الحق، غيرك، في تحديد سنّ بلوغك؟
تصغي مواد القانون الجديد إلى نشيد الكمال الذي تهمس به «الظلال» لنفسها. فتضع غير المسلم/ة والمسلمة في درجة أدنى من ذاك الكمال. ففي الإرث: للذكر مثل حظ الأنثيين، وفي الشهادة: رجل وامرأتان أو مسلم وكتابيان. كمالها المفترض، يحجب عن «الظلال» استشعار الخطر الذي تمهّد له أصواتها: «بطلان زواج المسلمة بغير المسلم». باب مشرّع لإثارة الفتن الطائفيّة، مع الكثير من حوادث الخطيفة»، ومع كثير من الدماء أيضاً.
كمالها المفترض، يؤهلّها لتوليد نموذج ممسوخ لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فإجازة الطلاق بحكم من القاضي، أي التفريق، هو «قانون حسبة». وهو سيعود على المفكر المصري نصر حامد أبو زيد بالكثير من «الزملاء والزميلات»!
المواطنة، المجتمع المدني، حقوق المرأة، الدولة الوطنيّة الحديثة، هذه المفاهيم، بل المشاريع المغدورة، نحرتها «الظلال»، لتعود إلى فردوسها المفقود، والذي بالمناسبة لم يكن يوماً موجوداً. فردوس لن يتحقق لها بحكم الطبيعة لا أكثر. الطبيعة التي ترفض اللون الواحد والنغمة الواحدة والزيّ الواحد، ولكنّ إقرار القانون «الجديد» سيدعم مشروع ظلال اللحى في العودة (أو الإبقاء؟!) على المجتمع السوري، كتجمّع طوائف تتحصّن بانعزالها، وتتمتّع بسرمديتها، وتلقي جانباً بكل «المختلفين» و«الصعالكة» و«المنبوذين».
«وينن»!
بتعارض مواد القانون «الجديد» مع الدستور السوري الذي ينصّ على: «المواطنون متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات»، و«الدولة تكفل مبدأ تكافؤ الفرص»، و«العمل حقّ لكل مواطن»، و«على الدولة أن تكفل للمرأة جميع الفرص التي تتيح لها المساهمة الفعّالة والكاملة في الحياة السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة»..
وبتعارضها مع الاتفاقيات التي وقعّتها سوريّة، والملزمة تالياً بتطبيقها، مثل: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، اتفاقّيّة إلغاء كل أشكال التمييز ضد المرأة «السيداو»، اتفاقّيّة حقوق الطفل، وإعلان حقوق الطفل وغيرها..
مع ذلك التعارض يغدو طبيعياً أن نتساءل ليس فقط أين أصحاب ظلال اللحى من العصر، بل أيضاُ أين معرفتهم بدستور بلادهم واتفاقياتها الدوليّة. التساؤل يضمر جواباً: غياب المعرفة يحيل، ببساطة، إلى جهل وجهلة.

محمد دحنون

المصدر: السفير

التعليقات

ولك الله وين راحت الدولة العلمانية, ولا الشباب مكتومي الاسماء الذين اصدروا هذه المهذلة المسماة احوال شخصية, تتلمذوا في مجاهل السعودية وعلى يد ابن باز والجبري . ولك الله يقصف اعماركم, تقسيمات تدعوا للاقياء على حضراتكم, مثنى وثلاث ورباع. ولك الله المراة اصبحت موطوءة ونشاز ومنكوحة يعنى شي بيقرف وبعدين كيف يصح ونتعرف على من يدعي (البلوغ) هل هو الانتصاب ولا طول القضيب ؟؟؟؟؟ وشو يعني بطلان زواج المسلمة بغير المسلم , ولك تفووووووووه

في المحكمة شهادة الوزيرتين ديالا الحاج و نجاح العطار تعادل شهادة سائق إحداهن. حتى تذكر إحداهن الأخرى إن نست . و تجب على جارنا المسيحي ضريبة الصحية و على ابنه واجب التجنيد مثله مثل المسلم و لكن شهادته بنصف شهادة زميله المسلم. في المحصلة نحن امام لجنة مشرعة و يحق لنا أن نعرف اسماء مشرعينا الذين يتحدثون باسمائنا. المستغرب الى حد الضحك هو عدم استنكار الحزب الشيوعي إلا بمقدار استنكار اي مواطن عادي. و خصوصاً ان هذا يعني ان الشيوعي لا يمكنه أن يتزوج في سوريا و شهادته غير مقبولة. و دين ابنه غير واضح.... و مع هذا يبدو ان الشيوعيين ملتزمون بآليات الاستنكار الديمقراطية: مقال صحفي,استنكار في مقهى مع الركيبة. نتمنى ان الحكومة فعلت هذا اللغط حول التشريع الجديد كنوع من الاستفتاء عليه بما يجعل اختيارها للقوانين الأكثر تحرراً نوع من الرضوخ للعامة و ليس خياراً سلطويا. عدا هذا فنحن في مازق دولةمتعددة المواهب :دولة الطوائف و دولة اقتصاد السوق و دولة المواجهة و الصمود و دولة الدراما.

بداية رأيت من واجبي التعليق على الموضوع لاني اولا مواطن عربي سوري وثانيا لاني اعمل في مجال القانون في بلدي سوريا ايها السادة الملاحظة الاولى انني لااؤيد بأي حال من الاحوال طريقة وضع اي قانون مهما كان بطريقة سرية او مغلقة بمعنى ان عدة اشخاص يقررون وضع نصوص قانونية تمس بحياة ومصائر ملايين المواطنين وعلى الرغم من افتراض حسن نوايا اعضاء اللجتة الا ان الاخذ بوجهة النظر الاخرى ضروري ومطلوب ولايمكن الاستغناء عنه ايها الاعزاء ان سوريا بلد حر وعلماني بمعنى ان كل مواطن فيه حر بدينه مع وجوب التزامه بقوانين الدولة الوضعية ولايمكن لاحد ان يفرض على الاخرين اعتناق افكاره الدينية بالقوة او بقانون متشدد النقطة الثانية ان بالفعل الكلام الوارد ضمن القانون عن الموطوءة والمنكوحة والذمي هي تعابير عنيفة وقاسية ويجب تجنب استخدامها مع ملاحظة سهولة الامر على اي قانوني بوضع الكلمة المرادفة للمعنى بتعبير آخر النقطة الثالثة:بالفعل يجب التشدد بموضوع سن الزواج وعدم منح الرخصة به بسن صغيرة لاعتبارات عديدة اجتماعية واقتصادية بل ووحماية للطفولة المنتهكة لاتخفى على احد علما ان ذلك لايخالف الشرع الاسلامي الحنيف النقطة الرابعة وهي رأيي الخاص ان مجتمعنا يميل نحو التشدد الاسلامي بدرجة مرعبة مع الانتباه الى ان كلمة التشدد الاسلامي بمعنى افتراض سوء النية بالاخرين وممارسة الشعائر صوريا دون الاهتمام بمضمون العبادات بل حتى وصل مجتمعنا لدرجة التهجم على الفتيات اللواتي لايضعن الحجاب وكأننا اصبحنا في افغانستان يجب ان نسأل عن السبب فبالسابق كان اصحاب الدين الحقيقون اذا رأووا فتاة ترتدي الميني جوب اكتفوا بان دعوا لها بالصلاح وبنية حقيقة مع ايمانهم بضرورة غض بصرهم والامتناع عن قذف هذه الفتاة وشتمها والنميمة عليها والان انظروا ماذا يحدث : ايها الاخوة هناك مدارس سوريا تمتنع عن استقبال النساء غير المحجبات باللون الازرق تحديدا بل ويصفا من تضع الحجاب الابيض بالكافرة ويقوموا بشتمها وغيرها في اجتماعاتهم المغلقة وغير ذلك الكثير بالنهاية سوريا بلدي والدين الاسلامي ديني ولكن الاسلام بمعناه الحقيقي المتسامح الغفور الرحيم وليس غير ذلك ارجو ان تكون فكرتي قد وصلت واقبلوا تحياتي

مو معقول ابدا هيك قانون يشوف النور متفائليني برجال السلطة التشريعية الي موجودين ..واكيد هيك قانون برجعنا لورا نحنا بحاجة قانون مدني مشى قانون طوائف وعدم احترام المرأة.....بس اكيد هي مزحة

شخصياً انا مع الجنس منذ الثلاثة عشر. بزواج أو بدونه. حسب ما اذكر كنت منفتحاً جداً على الحب و الجنس في عمر الثلاثة عشر. اكثر من الآن في عمر الثلاثين. أنا مع دولة الشباب و ليس دولة البالغين الممتلئين خيبة و نجاسة.

والله هزلت ... عندي شك ان الخزعبلات والنشاز والتفاهات الواردة في القانون مستوردة من بلاد الظلام والقهر والعهر ولجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. نرفض القانون جملة وتفصيلا ونرفض التعامل به أو حتى النقاش حوله أو تعديله. نريد قانون يطلق المساواة والعدل ولا يميز أحد ويلزم الجميع بالواجبات ذاتها ويعطيهم ذات الحقوق

كم كنت أتامل بل وانتظر منذ طفولتي الصغرى تغيير قانون الأحوال الشخصية عندنا .. كنت أحلم أن يكف القانون عن التعامل مع الانثى كبقرة يمكن الاستفادة من لحمها وجلدها وحليبها .. في طفولتي الكبرى - قبل أشهر - حلمت بأن أستفيق لأرى جارنا سركيس ذلك الرجل المسن الطيب يعامل تماما كمواطن سوري عادي وليس ككافر ملحد يحتاج سركيسا آخر بجانبه حتى يصبح بوزن مصطفى ما .. وأحلم وأنتظر في طفولتي الكهلة أن يستفيق حقوقيو سوريا ويصححو لمن وضع القانون العبقري : نحنا في العام 2009 وليس في 1009 كما يظن من كتب القانون هلا هي هفوة.. رقم ...جرة قلم..بس شو بدنا جرة قلم جرت معها طائفية و كراهية وعدم مساواة ... نحتاج لقانون مدني موضوعي وعادل يزيد من اندماج طبقات وشرائح المجتمع لا قانون يزيد من التشرذم والتقسيم والطائفية ....

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...