قانـون فيزيائـي للتنبـؤ بالحـروب

02-07-2008

قانـون فيزيائـي للتنبـؤ بالحـروب

هل يمكن التنبؤ مسبقاً بالهجمات المحتملة في النزاعات الدولية، سواء أكانت معارك تقليدية، أم حروب شوارع، أم هجمات إرهابية؟ ما لم يكن بفضل معلومات استخباراتية، أو قوى غير منظورة، فالفكرة تبدو صعبة، لكن الأصعب فهم نظرية جديدة تقول باعتماد الفيزياء للتنبؤ بالحروب والإرهاب.
النظرية التي أعلن عنها الاتحاد الاوروبي للرياضيات الصناعية، يوم الجمعة الماضي، وضعها فريق دولي بريطاني ـ أميركي ـ صيني ـ كولومبي، تمكن علماؤه من اعتماد أسس فيزيائية للتوصل إلى نظرية تفسّر عمل الميليشيات، كيفية تشكلها، وتوقيت هجماتها، متناولة بدقة النماذج العالمية في الحروب المعاصرة والحوادث الارهابية.
وقام الفريق بغربلة مئات التقارير الاستخباراتية والاعلامية والحكومية حول النزاعات الناشئة، في إطار ما يسمى بـ«علم التعقيدات». وخلص الفريق إلى أنه «بغض النظر عن جذور وأماكن النزاعات الحديثة، فالجماعات المتمردة تعمل جميعها بالطريقة عينها»: من أعمال المقاومة أو التمرد، إلى عصابات الشوارع، «وحتى الألعاب الالكترونية».
«ما توصلنا إليه كان مروعاً» يقول البروفيسور نيل جونسون من كلية «رويال هولواي» في جامعة لندن، «فرغم أن الحروب تناقض نظرياً فكرة استتباب النظام، لكن معطيات البيانات التي تم جمعها لكل من هذه الحروب، تسقط جميعها على خط مستقيم». بتعبير آخر، ثمة ما يطلق عليه العلماء «قانون قوة» يمثل هذا الخط الذي تذعن له هذه الظواهر، وهو يرادف حسابياً العلاقة بين تكرار وقوع الاحداث الصغيرة والكبيرة.
هذا الاكتشاف، على تعقيده، هو شديد الاهمية، لأنه يوحّد بين أماكن النزاع وأسبابها على اختلافها: بين حرب استراتيجية في العراق الصحراوي وحرب عصابات في كولومبيا الوعرة.
لـ«قانون القوة» هذا أيضاً مضامين عملية مهمة، لجهة الاستدلال من معطيات معينة على كيفية وقوع الهجمات، سواء الصغيرة وخاصة الضخمة (أكثر من 100 قتيل)، والأهم: يوم وقوعها. فالإيديولوجيات والجغرافيا لم تعد المصدر الأساسي للاستدلال على منحى العنف، بقدر ما ترتبط يوماً بيوم بطريقة عمل هذه الخلايا. ويرى الفريق أن اكتشافه هذا القائم في الأساس على إحصاءات بسيطة، سيفيد التخطيط العسكري وأيضاً الطبي، و«سنصبح قادرين على فهم كيفية تشكل وتفكك خلايا التمرد».
ولن تتغير ديناميكية العمل المكتشفة هذه للجماعات المتمردة، ما لم يتغير العنصر الأقوى تأثيراً عليها: الاحتلال، القمع، الحروب...
وقد قدم هذا الفريق الدولي نظريته بالفعل إلى كل من الأمم المتحدة، وزارة الدفاع الأميركية والحكومة العراقية، عارضاً النصح والإرشاد، ومحذراً من أنه «ما لم تتغير بنية هذه القوة، فإن دورة العنف في أماكن كالعراق ستستمر».

المصدر: السفير نقلاً عن «تلغراف» البريطانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...