غازات معامل الأسمدة تخنق انفاس حمص وحالات اغماء بالجملة

04-06-2007

غازات معامل الأسمدة تخنق انفاس حمص وحالات اغماء بالجملة

لن ينسى أهالي بلدة قطينة ومعهم تلاميذ المدارس وخاصة مدرسة الشهيد هيثم الخولي يوم الخميس 26/4/2007 لأنه كان يوما غير عادي وهو ليس الأول ولا الأخير,ففي صباح ذلك اليوم بينما كان التلاميذ يقفون في باحة المدرسة بدأ تأثير الملوثات الغازية الآتية من معامل الأسمدة في حمص يتجلى باصابة بعضهم بحالات إغماء, والجميع دون استثناء أصيبوا بتسمم من أعراضه سعال شديد وضيق نفس ودماع متواصل ( هذا ما عرفته من أحد الأطباء في قطينة د. أيمن الصباغ).
وبعد عدة اتصالات مع المعنيين في مديرية التربية تم الاتفاق على صرف التلاميذ إلى بيوتهم بينما توجه عدد من أهالي القرية والموظفين في الدوائر الخدمية (مستوصف- بلدية- مدارس..) إلى موقع شركة الأسمدة سيرا على الأقدام مطالبة بإيجاد حلا جذريا لهذه الكارثة وفي الشركة انضم إليهم بعض المهندسين والعاملين في المعامل وأصلهم من قطينة.‏
فاتهمتهم إدارة الشركة بأن هذه الأسلوب غير حضاري ولم تكتف بذلك بل طلبت لهم عناصر الشرطة وفعلا حضرت أعداد هائلة من شرطة حمص وبلدة قطينة لردع المواطنين.‏ ‏
ازاء هذا الوضع المتأزم عقد اجتماع في مقر الشركة حضرته كافة الجهات المعنية.‏ وجاء في محضر الاجتماع المنعقد بعد الاتصال بالمهندس عبد الصمد اليافي مدير الشركة : الاقرار بوجود انبعاثات غازية من بعض الأقسام كقسم حمض الكبريت حيث تخرج الغازات منذ مدة من مدخنة الخط الأول وذلك بسبب وجود أعطال فنية في مضخات الامتصاص وانبعاثات أخرى ( بسيطة) من معمل الأمونيايوريا وهي مستمرة منذ عشرين سنة بسبب خروج غاز الكسح من المدخنة الرئيسية للمعمل. وخروج غازات أكاسيد الآزوت من معمل الكالنترو وهي ضمن المعيار الطبيعي.‏
وتطرق الاجتماع إلى المناخ الذي كان سائدا في ذلك اليوم حيث كانت الريح شمالية وسرعتها بطيئة ما أدى إلى اختلاط الغازات المنبعثة يسبب قرب المعامل من بعضها وتوضعها فوق البلدة على شكل غمامة بيضاء كثيفة امتد تأثيرها إلى المدارس والمنازل السكنية فكان مجرد الخروج من غرفة إلى أخرى أمرا صعبا بالنسبة للأهالي.‏
وفي نهاية الاجتماع خلص المجتمعون واتفقوا على ضرورة الاسراع في انشاء معمل جديد في تدمر عندما يتم الانتاج فيه يتم توقيف المعمل الحالي لأنه أصبح وسط السكن وذلك حسب ما تم اقراره في الاجتماع المنعقد بتاريخ 31/7/2005 ( لاحظوا الفترة الزمنية بين الاجتماعين وحتى الآن لم يحدث أي اجراء على أرض الواقع) رغم أن هذا الاجتماع كان برئاسة السيد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية.‏
ثم عقد اجتماع آخر برئاسة المدير العام للمؤسسة العامة للصناعات الكيميائية وبحضور جميع الفنيين في الشركة. بتكليف من وزير الصناعة الذي أكد على ضرورة تشغيل المعامل واجراء الصيانات الضرورية لحماية جميع المواطنين القاطنين حولها.. ولم تتوقف الاجتماعات في ذلك اليوم فقد عقد اجتماع اخر ترأسه الدكتور عدنان الضاهر رئيس دائرة الصحة المدرسية ومراقب صحي من مديرية صحة حمص وطبيب المستوصف في قطينة واختصاصي اطفال من الصحة المدرسية ورئيس البلدية في قطينة بالاضافة إلى مديري المدارس المتضررة واقترحوا صرف الطلاب من المدارس, وأن تتخذ الجهات المسؤولة الاجراءات اللازمة لابعاد خطر الغازات عن التلاميذ باعتبار المشكلة مزمنة وحتى الآن لم يوضع لها حل والاقتراح الثالث وهو مثير للضحك: الطلب إلى السيد مدير التربية للتوسط لدى السيد المحافظ لاتخاذ الحلول المناسبة والسريعة.‏
أهالي قطينة لم يطمئنوا لكل الاجراءات التي تمت حيال ما تعرضوا له واعتبرو أن تلك الاجتماعات ومقرراتها هي مجرد حبر على ورق ومازاد الطين بلة أن الوضع في اليوم الثاني لم يكن أفضل وهم يعرفون أكثر من غيرهم أن ما أصاب أراضيهم وأصاب معظمهم بأمراض إن لم تكن مزمنة فهي قاتلة: الربو- الأورام- التهاب القصبات- السكتات القلبية..‏
ومن باب التندر يذكرنا أحد المواطنين من قطينة بأن مدير الشركة صرح ذات مرة لصحيفة مركزية أن هذه الغازات مفيدة للتربة وهو يحتفظ بالصحيفة ( يالهول المفارقة)..?.‏
في كل دول العالم هناك معامل للأسمدة , لكن المسؤولين عنها وجدوا حلا لما تطلقه من ملوثات تضر بالتربة وبالكائنات الحية وذلك بوضع فلاتر جيدة وبطرق أخرى يعرفها المختصون, لكن يبدو أننا هنا لايمكننا سوى التأسف على خطأ باشادة معمل أو مصفاة في مواقع أصبحت مع الزمن غير مناسبة, وللتأكيد على ذلك فقد وجه أحد الصحفيين سؤالا لمدير شركة الأسمدة يطلب إليه أن يحذو حذو الدول المجاورة التي تملك معامل أسمدة فكان جوابه ساخرا وقال: قل لنا ماذا فعلوا لنفعل مثلهم..??.

 المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...