عروض العيد في سورية بدأت.. ركود مخيف بسبب إرتفاع الأسعار

30-05-2019

عروض العيد في سورية بدأت.. ركود مخيف بسبب إرتفاع الأسعار

تنشط الاسواق في العشر الأخير من شهر رمضان بعد الأفطار إلى ما بعد منتصف الليل، وتمتد حتى ليلة يوم العيد ، في عرف يخالف قانون اغلاق الأسواق في ساعة محددة ، إلا أن هذه الفترة تبدأ الأسواق بالازدحام بعد العاشرة ليلا عامرة بالمحبة والفرجة .


في سوق الصالحية انتشر عدد كبير من الشباب يطلبون من الزبون فقط الدخول إلى المحل ورؤية البضائع الجديدة والموديلات الحديثة، وكأن مهمتهم فقط جلب الزبائن وفي داخل المحل هناك من يتولى أسلوب الاقناع والبيع ، لهجة الشباب واصرارهم على زيارة محلاتهم على الواجهة أو في القبو جديدة ، وتحمل الاصرار على البيع بأي وسيلة كانت .


وفي سوق الطلياني فرشت بعض الفتيات الأجانب على الرصيف منتاجتهن من الألبسة الأجنبية، وتتفاوضن مع الزبائن على سعر القطعة، ومحاولة الزبون تخفيض 500 ليرة من سعرها، وقال طالب الماجستير حبيب دعكور ..”اتجول مع زميلي في السوق.. نبحث عن بلوزه لقطة حتى نشتريها.. طلبت منا البائعة 3500 ليرة سورية ثمنها واشتريتها ب2500 ليرة.. ثمنها مناسب قياسا بأسعار الأسواق” .


وفي شارع الحمرا الازدحام كعادته وأكثر، وعروض العيد تتصدر واجهات المحلات محاولة اغراء الزبائن، تأخذ اشكالا وأساليب متعددة، ويحاول التجار اضفاء البهجة على التسوق خلال شهر رمضان المبارك لكن النتائج تكون في أيدي المتسوقين، حيث تكاد تخلو ايديهم من حمل الأكياس، ومظاهر عدم الرغبة في الشراء تبدو على سلوكهم، حيث لا يديرون أي اهتمام إلى أي عروض تطرح عليهم أو إلى من ينادي القطعة بألف ليرة.


في سوق الشعلان تشتعل الأسعار ، ومحاولة التجار نشر الإعلانات الصارخة عن تكسير الأسعار، وعروض العيد، والتنزيلات حتى ولو في غير وقتها لا تجذب أصحاب الدخل المحدود، ومن يجرؤ على التسوق في هذا الشارع من يحمل في حقيبته أكثر من رزمة من الاموال من فئة الألفي ليرة، حيث ثمن طقم للاطفال لا أقل من 12 الف ليرة سورية، وبلوزة رجالية لا أقل من 9 الاف ليرة، والحقيبة النسائية أكثر من عشرة الآف ليرة .


في سوق الحميدية أجواء رمضان تطفو على الشارع المزدحم، وأصوات الباعة تعلو بالعروض، وبعض المتسوقين تقلب البضائع المعروضة، وتحدم على المناقشة في أسعارها ،والبيع قد يكون في حده الادنى ، والسبب بحسب مدقق الحسابات في احدى الشركات الخاصة غدير عيسى حمود ان توقيت العيد جاء في نهاية الشهر وفي موسم المونة وكون الراتب وتدني القدرة الشرائية للمواطن جعلت الاسواق في ركود مخيف.


وما يجمع بين هذه الأسواق بحسب ملاحظة هو احدى المتسولات التي تقوم بالتسول صباحا في سوق الحميدية وفي الليل في الشعلان، حانية ظهرها وحافظة لأسطوانة الدعاء للمواطنين تنطقها بشكل سليم وأسلوب منمق وبطريقة لا ارادية، تجمع من خلالها الأموال أكثر من مبيع 5 محلات في اليوم الواحد في هذه الاسواق .


الركود الموجود في الاسواق منذ فترة ليست بقليلة نتيجة ارتفاع الأسعار التي لها مبرراتها، وضعف القدرة الشرائية لدى أصحاب الدخل المحدود، وانتشار الفقر والتعتير والتهجير، له منعكسات سلبية وخطيرة على الاقتصاد السوري قد تكون بعيدة كل البعد عن حسابات الحكومة لكنها تحمل الحاجة القصوى للدراسة وايجاد الحلول .

 


B2B

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...