صفقة مشبوهة بقيمة 400 مليون ليرة

19-07-2006

صفقة مشبوهة بقيمة 400 مليون ليرة

خابت امال شركة سكر دير الزور في انجاح عمليات تشغيل الديفزيون الجديد الخاص باستخلاص عصير الشوندر من الشرائح والذي تعاقدت عليه مع شركة دانماركية بقيمة عقدية بلغت 6,8 مليون يورو اي ما يعادل حوالي 400 مليون ليرة سورية

اذ فشلت جميع تجارب التشغيل التي قامت بها الخبرات الفنية للشركة الموردة وذلك لوجود عيوب واخطاء فنية ادت الى انخفاض نسبة سحب العصير وبالتالي تدني انتاج السكر وارتفاع الفاقد العام للتفل ولهذا قامت الادارة العامة لشركة السكر بايقاف تجارب التشغيل ريثما يتم تدارك الاخطاء الفنية واصلاحها من قبل الجانب الدانماركي منعا من تزايد حجم الخسائر الانتاجية والاقتصادية التي لحقت بالشركة خلال فترة التجارب التي استمرت 15 يوما.‏

وذكرت مصادر في شركة السكر انه خلال عمليات التجارب تم تشغيل الديفزيون بكامل طاقته البالغة 5000 طن حسب العقد المبرم وبالرغم من تحقيقه الطاقة المطلوبة في فترة التشغيل التي استمرت لمدة ساعتين الا ان هذه الطاقة كانت على حساب الانتاج وفاقد السكر في التفل حيث تدنت نسبة سحب العصير بشكل كبير ولم تتجاوز ال 70% وانخفضت انتاجية السكر الى 250 طن يوميا فقط وزادت نسبة الفاقد العام للتفل عن النسبة المحددة للديفزيون الجديد والبالغة 0,2% الى الحدود العليا فوصلت الى 3% علما ان الديفزيون القديم كانت نسبة سحب العصير فيه تتراوح ما بين 115-125% وانتاجية السكر ما بين 300-400 طن يوميا ونسبة الفاقد لا تتجاوز ال 0,8%.‏

ولدى سؤالنا مدير عام شركة السكر حول ملابسات فشل تجارب التشغيل اوضح بان الشركة الموردة للديفزيون اعطيت مدة طويلة لاجراء تجارب التشغيل تزيد عن المدة المحددة بالعقد والبالغة سبعة ايام فقط ولم تنجح في تحقيق الجدوى الفنية والانتاجية والاقتصادية اثناء عمليات التشغيل لوجود خلل فني واخطاء ارتكبتها الشركة الموردة حيث لم يقم الجانب الدانماركي باحضار خبير انتاج خلال اجراء التجارب مشيرا الى ان هذه المشكلة اوقعت الشركة بمشكلة اخرى تمثلت في تعثر عمليات الاستلام والتسليم لقسم نظام الطبخ الذي تم التعاقد عليه مع شركة تركية بقيمة عقدية بلغت 128 مليون ليرة سورية كون هذا العقد مرتبط ارتباطا مباشرا بعقد الديفزيون اذ يوجد حاليا في الشركة 15 خبيرا تركيا لهذه الغاية وتوقفت اعمالهم الامر الذي سيرتب تبعات واعباء مالية نحن بغنى عنها.‏

واضاف المدير العام بانه وعلى ضوء فشل التجارب نقوم حاليا بجرد الاضرار والخسائر التي لحقت بالشركة من جراء عمليات التشغيل الفاشلة والتي ادت الى ضياع كميات كبيرة من السكر في التفل وما تسببت به ازمة خانقة في عمليات استلام محصول الاخوة الفلاحين كما نقوم باعداد مذكرة تفصيلية حول مجريات هذا الواقع ليصار رفعها الى الجهات المعنية لاتخاذ الاجراء المناسب.‏

ويشار الى ان فشل تشغيل الديفزيون الجديد بات يؤكد بوضوح حقيقة الصفقة المشبوهة التي تناقلتها العديد من الاوساط عندما فاز العرض الدانماركي على حساب العرض الالماني اثناء استدراج العروض واعلان المناقصة مما احدث اشكالية كبيرة على مستوى الشركة فاجريت تحقيقات موسعة في كيفية فوز العرض الدانماركي الذي يتسم بعيوب فنية متعددة كشفت الآن عنها تجارب التشغيل الفاشلة.‏

والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا من هو المسؤول عن هذا الفشل ومن يتحمل تبعاته فاذا كان هناك من يرى ان المسؤولية محصورة في جهة محددة بادارة الشركة السابقة مثلا فهذا يقودنا الى تساؤل اخر اين هي الجهات الاخرى من المشكلة واخص هنا المؤسسة العامة للسكر وكذلك وزارة الصناعة فباعتقادنا ان المسؤولية مشتركة دون استثناء والجميع يتحملون تبعات الفشل باعتبار ان عقد الديفزيون الدانماركي والملابسات الفنية التي اثيرت حوله كانت على عتبات كل هذه الجهات هذا الا اذا كانت تلك الجهات تقصدت اغفال كل ما اثير عن العرض الدانماركي في محاولة تمرير هذه الصفقة المشبوهة وذلك على حساب اقتصادنا الوطني واستنزافه بمزاجية ومحسوبية.

المصدر: الثورة 
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...