زياد الرحباني: أخبار الأيام السبعة (2)

04-07-2007

زياد الرحباني: أخبار الأيام السبعة (2)

بالعودة إلى نشرتنا، وفي العناوين:
منذ عام 1999، العام الأخير ما قبل التحرير الأول عام 2000، وحداثة استعمال الهاتف النقّال (الخلوي) عسكرياً من قبل «حزب الله»، تحديداً الـ nokia 2100 حتى عملية «الوعد الصادق» _ 12 تموز 2006، ورقم نموذج الخلوي الذي تجلّى ومن دون منازع حول ساحات المواجهة من بنت جبيل الى الخيام مروراً بوادي الحجير. حيث زادَ هذا النموذج من المحمول تألقاً، بعد أن أصبح وخاصة في الحجير، جزءاً من السلاح الأبيض، ذلك جنباً الى جنب الصاروخ المعروف بالكوري
susong-po، وهو بالأصل: at-3 sagger الروسي الاختراع منذ أوائل التسعينيات تحت اسم: 9M14 Malyutka، وآخر مقدميه: الايرانيون تحت اسم: رعد. لقد كان sagger من اهم مفاجآت التكنولوجيا العسكرية، هنا حيث يستمع الينا الاسرائيلي بكل اصغاء وشغف ورعب متوازن، كما يستمع غيره، معلّمه أحياناً، خادمه احياناً أخرى، هذا الأميركي الحاكم الطموح، السائر بطموح جامح لم يطلع مواطنيه، إلّا على اليسير اليسير منه. وكأنه مجلة خلاعية أو سرّ من أسرار الكهنوت البروتستانتي، إن وُجد. هذا على فكرة، ما يبرّر شكل الهبل أو الانهبال الأميركي العام امام كل نشرة أخبار غير رسمية _ شرعية _ أميركية أو حتى اعلامية خاصّة _ رسمية غير حرّة _ حرّة ديمقراطية غير أميركية!!!؟؟
لقد كان أمين عام «حزب الله»، «السيد حسن» يَعد بالمفاجأة ثم تأتي. إن الاطفال كلّهم وفي كل أنحاء العالم، يحبون المفاجآت. وقد تبيّن أيضاً اعزائي، أن الراشدين يحبونها أيضاً. لكنه تبيّن أيضاً ولسوء الحظ، أن الاسرائيليين لا يحبونها اطلاقا، وأعني المفاجآت. خاصة ان كانت تكنولوجية، وكيف بها ان كانت تكنولوجية {_ شيعية _ استشهادية؟ انها الكابوس الواعي المُستَيقظ. انها الكابوس النهاري، لا بل والصيفي والمُشمِس والحارق واللامحدود إلاّ بوقف لاطلاق النار، تأخّر كثيراً على اسرائيل قبل أن يأتي. انه كابوس لا ريب فيه ولا لبس فهو: FULL LIGHT. أي وبحسب هولييود: تحت إضاءة كاملة. والأصّح: بإضاءة قصوى. لقد اجتمعت التكنولوجيا الالمانية (بالمناسبة إنَّ الـNokia 2100 وتحديداً النموذج المعروف بـ NHE-4NX هذا الذي غزا أسواقنا منذ 1994 هو من صناعة المانية وليس فنلندياً كما عادَ وأصبح حتى اليوم) لقد اجتمعت باذن الله، وعن غير قصد، صناعات متطورة لدول متعددة بنفس المواصفات، على تأمين هذا «النصر الالهي». الالهي بعنوانه الكبير. فهذا ما يدل أيضاً (وهذا ليس موضوعنا اليوم) على انه، يمكن للنصر الالهي أن يُجَمّع كما أنَّ تجمع العبوات. وأعني هنا أنّه من تجميع صناعات أرضية _ انسانية _ مختلفة ومتطورة لحدود تقارب الأعاجيب أو الإعجاز بحسب لغة الانسان رغم أنها من صنعه. وما المشكلة وأين التضارب؟ إنَّ الانسان من عجينة وطينة ربّه الاله، ذلك بحسب هذا الانسان نفسه أيضاً. نعم لقد صنع هذا النصر ألمان، فنلنديون، كوريون وساهم فيه بعض الايرانيين وبعض العرب وكل جماهير العروبة (وهي متهمة بذلك حتى اشعار آخر).
لقد ساهم بعض الروس أيضاً، المعذرة منكم وسلام على رفيقنا بوتين وعلى آله وصحبه وسلّم!!!
لقد كان في الواجهة، لبناني جنوبي، شيوعي تارة، مجاهد في «حزب الله» تارة أخرى، يمّر عليه جنوبي من صور، صيادٌ بطباعه، طويل الروح والبال، كالموج الذي يعود ويتكسّر على شاطئها، فيحاول مجدداً وإلى الأبد ولا يتعب. هذا المواطن كان يمرّ على الاثنين ويزيل الفرق. لقد كان نصراً مشتركا إلهياً_ جنوبياً، من خِراج بلدة مروحين بسُنِّييها حتى حديقة الصنائع في الصنائع بسُنِّييها أيضاً مروراً بالضاحية الجنوبية طبعا، المُدَشَّمة_ المُسلَّحة إلى الابد. وتكره الشاي…
ملاحظة غير إلهية: بَقيَ من مقالة اليوم مقطع قصير عن مواصفات الـNokia2100 التقنية _ يتبع غداً
وإلاَّ ما رح نخلص!.

زياد الرحباني

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...