جدران اسمنتية لعزل وحماية اسواق بغداد من التفجيرات

27-05-2007

جدران اسمنتية لعزل وحماية اسواق بغداد من التفجيرات

اتخذت السلطات العراقية تدابير جديدة لحماية الاسواق من التفجيرات، وخصوصا الرئيسية والمزدحمة منها، وذلك عبر وضع جدران اسمنتية تفصلها عن الشوارع العامة لتجنيبها السيارات المفخخة او غيرها.
وأصبح مشهد الحواجز والكتل الاسمنتية في شوارع العاصمة مألوفا بعد ان أحاطت بمعظم الفنادق والدوائر الحكومية والمنطقة الخضراء وبعض الأحياء التي تشهد توترا بهدف منع الهجمات ضد المدنيين. وتباينت آراء السكان حول هذه الجدران بين مؤيد ومعارض؛ فقد رأى البعض انها تلحق ضررا بأعمالهم، بينما قال آخرون انها تشكل حماية لهم من التفجيرات التي باتت هاجسا مقلقا ومتوقعا في أي وقت كان.
وقال أحمد ياس، وهو صاحب محل تجاري في شارع فلسطين، احد اهم الاسواق التجارية في شرق بغداد، إن «هذه الكتل الاسمنتية تلحق الضرر بتجارتنا بقدر ما تفيدنا». وأضاف انها «تمنع زبائننا من الوصول الى محلاتنا لأنها غطت واجهتها بشكل كامل، والزبائن يواجهون مشكلة إيقاف سياراتهم في مكان قريب نظرا لقلة ساحات الوقوف ومنعه على جوانب الطرق».
لكنه اكد في الوقت نفسه أن هذه الجدران «مفيدة.. لأنها تحمينا من خطر السيارات المفخخة وأعمال العنف التي باتت تقلقنا». وعبر ياس الذي يبيع ألبسة للرجال، عن تفاؤله في تحسن الوضع. وقال «نأمل أن يتأقلم الزبائن مع الوضع الجديد كي تعود الحركة الى سابق عهدها».
ومنذ بدء تطبيق الخطة الامنية في فبراير (شباط) الماضي، تراجعت اعمال القتل التي يرتكبها مسلحون وفرق الموت فيما بقيت السيارات المفخخة تواصل استهداف الاسواق والتجمعات السكانية. وتتولى دوائر تابعة لأمانة بغداد نصب الحواجز الاسمنتية خلال الليل بعد إغلاق المحلات التجارية وفرض حظر التجول، وذلك تجنبا لعرقلة عمل الباعة والزبائن.
من جهته، يرى علاء سعد وهو بائع متجول في المنطقة ذاتها أن هذا الإجراء يشكل «حلا لإنهاء العنف ومواجهة الأخطار التي تستهدف الأسواق التجارية». وأضاف «مع أنها تعزل الشارع العام عن المحلات وتجعل من الصعب العثور على المكان الذي تقصده، تشكل الكتل الاسمنتية فاصلا بيننا وبين خطر السيارات المفخخة أو العبوات الناسفة».
وأقيمت هذه الحواجز في أسواق بغداد الجديدة (جنوب شرق) وشارع فلسطين (شرق) وباب الشرقي وسوق السنك (وسط) التي تعتبر من اهم اسواق بغداد، في حين تمنع السلطات توقف السيارات وتفرض غرامات على اصحابها في حال توقفهم في الشوارع الرئيسة. وقبل نصب الحواجز الاسمنتية، لجأ معظم التجار الى توظيف حراس على حسابهم الشخصي لمراقبة السيارات التي تتوقف وتفتيشها.
وقال علي كمال صاحب محل لبيع الألبسة «قبل ان تقوم الحكومة بوضع الحواجز الاسمنتية قمت مع بعض من زملائي بتوظيف حارس للشارع خوفا من عبوة او ما شابه». ورأى ان الوضع الجديد «أكثر أمنا لأننا تخلصنا من هاجس السيارات المفخخة، وبالتالي ابتعدنا عن الخطر».
لكن تجارا آخرين يرون الأمر بطريقة مختلفة، اذ يعتقدون انه بإمكان الدولة شراء تعزيزات لقوات الأمن «لمواجهة الإرهاب بدلا من دفع الاموال على الكتل الاسمنتية التي تعزل الشوارع عن بعضها البعض». ويرفض عبد الله أحمد، وهو صاحب محل للحلويات، فكرة الحواجز معتبرا انها «تشويه لمعالم بغداد»، وقال «يجب على الحكومة ان تشتري بدلا من الكتل الاسمنتية اسلحة ومعدات لتعزز بها قوات الأمن لمواجهة الارهاب». وتساءل «لماذا ننفق هذه الأموال على الحواجز التي تشوه شوارعنا؟ فنحن لا نحتاج اليها.. انما نحن بحاجة الى قوات أمنية تتمتع بالكفاءة». ورغم هذه الإجراءات يبقى هاجس التفجير الانتحاري الذي لا يمكن السيطرة عليه، يربك الكثير من السكان.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...