تغير 5 مدراء لمشروع الانترنت في عامين

28-10-2007

تغير 5 مدراء لمشروع الانترنت في عامين

إذا كان التغيير الإداري بنظرة عامة هو مؤشر على الرغبة بالتطوير، لدى بعض المؤسسات والجهات العامة أم الخاصة.

فأن التغيير المتلاحق والسريع هو أيضا مؤشر واضح...لكن على وجود مشكل ما يتسبب بفشل و عرقلة الوصول لأهداف التغيير وغاياته.... ‏

هنا نقدم مثالا لا يحتاج إلى إثبات لنصل إلى حقيقة أن هناك ثمة خطأ ما أو مشكلة معينة، ففي مشروع تبادل المعطيات في المؤسسة العامة للاتصالات تم خلال اقل من عامين استبدال خمسة مديرين عامين للمشروع، كان أخرهم ضمن التغييرات التي أجرتها وزارة الاتصالات في المؤسسة العامة للاتصالات ومؤسسة البريد... ‏

ومع اتفاق جميع المعنيين بالشأن التقني على أهمية ومكانة خبرات ومهارات الأشخاص الذين تولوا إدارة المشروع فنيا، فأن التغييرات التي جرت طيلة العامين تستفز الكثيرين لطرح مجموعة من التساؤلات والتي أبرزها...هل المشكلة في مؤهلات وقدرات الأشخاص الإدارية؟ أم أن الظروف العامة المحيطة بالمشروع هي التي حالت دون تحقيق هؤلاء لنتائج ظاهرة؟ وثالثا يتعلق بالتجهيزات والأمور التقنية والفنية ومدى تدخلها في إحداث تلك التغييرات؟ ‏

ثمة وجهات نظر متباينة، إلا أنها تتفق على رؤية المشكلة من عدة جوانب وعدم الاكتفاء بجانب واحد،فالدكتور عمرو سالم وزير الاتصالات و قبل تناول الشق المتعلق بالمشروع يوضح أن «التغيير غير مرتبط بالفساد كما يربطه عادة بعض الأشخاص ، وما حدث مؤخرا له علاقة بالناحية الإدارية، مشيرا إلى أن المشكلة الرئيسية هي بالأساس في مشروع تبادل المعطيات كانت عند بدايته ،إذ لم يكن مدروسا بشكل جيد عندما تم وضع مواصفاته ولا حتى عندما بدأ، ووفق ما قاله الوزير فإن المدير الأول للمشروع ترك فيه مشاكل كثيرة وهناك بعض الأمور لم تفعّل على الإطلاق كنظام الفوترة مثلا غير الموجود، كذلك خدمة الزبائن لم تفعل... وهناك بعثة تفتيشية من الهيئة المركزية تعمل على هذا الموضوع منذ العام 2003 وحتى اليوم لم تنته، وهذا ترك أثراً كبيراً على من أتى بعده من الأشخاص المعروفين بخبرتهم و فنيتهم العالية»... ‏

و إلى جانب ما يعتبرها وزير الاتصالات من مشاكل في المشروع يقدم سببا أخر جوهريا هو غياب مهارات الإدارة، فيؤكد «هناك فرق كبير بين الإدارة والخبرة الفنية، فالإدارة تحتاج إلى مهارة صناعة و اتخاذ القرار، والتعامل مع الفريق، وبالتالي الشخص غير القادر على التعامل مع فريق عمل يتعرض لمشاكل كبيرة».. واصفا حاليا الوضع بـ«المستقر على حد كبير وهناك تجهيزات تركب حاليا، والأمور قد تحسنت وسوف تتحسن بشكل أكثر خلال الفترة القادمة».. دون أن ينسى الإشارة إلى أنه سيتم «التركيز على الجانب الإداري بشكل رئيسي، ففي المرحلة الأولى سيكون هناك إعلان مناقصة لمؤسسة الاتصالات عبر شقين ..الشق الأول وتطلب خبرات عالمية بالإدارة لتقوم بتدريب الصف الأول على أعلى معايير الإدارة مرفقة بنوع من الاستشارات،أي تدريبهم ومرافقتهم لفترة، والشق الثاني لدراسة الشبكة بشكل عام والبنية التحتية، أما بالنسبة للمديرين الأعلى فإننا نبحث عن إمكانية إرسال بعضهم بإيفادات ربما تكون متوسطة المدى ليأخذوا دورات إدارية عالية جدا، فالإدارة هي المفتاح..» ‏

الرؤية الأخرى التي قد لا تبتعد كثيرا عن ما قدمه الوزير إلا ربما لجهة السرعة في اتخاذ قرار التغيير، حيث ترى بعض الشخصيات التي فضلت عدم ذكرها أن المشكلة القائمة في مشروع تبادل المعطيات لها عدة جوانب بعضها متعلق بتعدد الجهات التي لها علاقة بالمشروع من الوزارة على المؤسسة والجهات الرقابية وهذا له تأثيراته التي لا تخفى على العمل، والجانب الأخر للمشكلة يتلخص في الحاجة إلى الوقت الذي رغم قصر ما أعطي منه للمديرين المعنيين فقد كان كريما بالنسبة للتجهيزات الضرورية، وبالتالي فهما كانت خبرة المدير الفنية والإدارية عالية فإن نقص التجهيزات والمشاكل المتراكمة سيعيق تنفيذ الخطط الجديدة وظهور نتائج ايجابية، آخذة على المؤسسة والوزارة سرعة التغيير دون إتاحة الفرصة لهذه الخبرات بإثبات وتطبيق خطته ونظرته لتطوير المشروع ومعالجة مشاكله، ولعل تغيير هذا العدد خلال هذه المدة يؤكد كما تقول تلك الشخصيات هذه الفكرة... ‏

حدث التغيير.... والكل متفق بدءا من متخذ قرار التغيير وحتى اصغر موظف على أهمية الخبرات التي طالها التغيير.... والسؤال هل سيكون مصيرها كمصير كثير من الخبرات التي وضعت تحت التصرف دون عمل أو تكليف بمهمة ؟. ‏

يؤكد وزير الاتصالات أن هذا الأمر لن يتم على الإطلاق،ففي الإدارة العالمية هناك نوعان من الأشخاص...شخص مؤدي خدمة و أخر مؤدي جماعي، والأخير يترقى في سلم الإدارة لجهة إدارته وقيادته لعدد من الأشخاص والأخر يستفاد من خبراته ومهارته الفنية دون أن يعني ذلك أن هذا أفضل من هذا...فالمهم هو التوظيف، و أنا لا أميل إلى الإهمال و إذا كان الشخص يستحق التفضيل فيجب أن نعمل على تفضيله ضمن القوانين، أما إذا كان مجرد من الناحية الادارية فيجب الاستفادة القصوى من عقله وهذا ما نسير عليه...» ‏

زياد غصن

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...