تبادل باتجاه واحد

29-10-2008

تبادل باتجاه واحد

الجمل- أيهم ديب:  يفترض أدد  أن الديمقراطيين في أمريكا ليسوا بعيدين عن السياسة الأمريكية الدولية كما رسمها جورج بوش, و أنهم يحاولون استغلال الظرف لضرب عصفورين بحجر واحد : أولاً تبييض صورتهم من خلال ترشيح رجل أسود و امرأة للرئاسة و هتان تشكلا سابقة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية السياسي. و بالنتيجة فإن الديمقراطيين الذين لا يجدون مانعاً في الحرب و لكن لا يريدون تلويث أيديهم بقذارتها ربما يكونوا قد قرروا الخروج من الانتخابات قبل الدخول فيها حتى.  أي أنهم يعرفون ما يريدون و كيف يجب استعمال الانتخابات لحصد كل المزايا و قد لا تكون الرئاسة إحداها.

في سياق آخر تفترض شناي أن الضربة الأمريكية لسوريا صباح الأمس قد تكون ضمن جدول الأعمال القذرة التي يعمد إليها عادة رجال السياسة و العساكر الأمريكيون قبل كل مرحلة انتقال رئاسي. فهم يحددون أجندة من الأعمال القذرة المؤجلة و التي غالباً تترك للحكومة الجديدة للرد عليها مما يضيع فرصة المتضررين في الحصول على إجابات شافية. الأجندة قد تحتوي على عمليات تصفية, تهجمات ميدانية, و قد تكون عمليات حربية ذات طابع محدود. و لكن نتائجها تترك للرئيس ليتعاطى معها.

في حديث بين طالبين من كلية الطب يتناول المؤتمر المعنون: التعاون المتبادل بين سوريا و ألمانيا في المجالات الجامعية- العلمية- يسأل أحدهما الآخر ما الذي سنقدمه في هذا السياق التبادلي؟ يجيب الآخر عن لسان رئيس القسم : إنه تبادل باتجاه واحد. و لكن مهلاً لدى الجامعة السورية الكثير لتقدمه للجامعة الألمانية : فقد نصح الطرف السوري نظيره الألماني بحجب خدمة الإنترنيت في الجامعة لأن هذا يوفر النفقات التي قد تتكلفها الجامعة لمراقبة الخدمة و غيرها من النفقات : موظفين, مبرمجين, موديمات...
كما نصحوا الطرف الألماني بفصل العلم عن التسلية : فما معنى ان يكون هناك أندية و مسابح و ملاعب و منتزهات  و لما كل هذه النفقات على أشياء تضر بالعلم أكثر مما تنفعه.
موضوع الامتحانات و فلسفة تخطيطها يعد واحدة من الكروت القوية في التبادل السوري الألماني حيث أكد الطرف السوري على أهمية تمديد زمن الامتحانات الجامعية من أسبوعين إلى شهرين لأن هذا يجعل الطالب دائم الانشغال بالنجاح بما لا يترك له مجال للانخراط بالقضايا الاجتماعية و الإنسانية التي قد تكون أشد إلحاحا.
كما شرح الطرف السوري أهمية العلاقات التي يجب أن تربط الجامعات الألمانية بالتلفزيون الوطني الألماني و كيف ان هذا يوفر نفقات لا تحصى : فعندما تنشر وسائل الإعلام الوطنية أن البحث العلمي على أشده و ان العملية الإنتاجية في أحسن أحوالها فإن هذا ينشر صورة طيبة عن المؤسسات التعليمية دون الحاجة إلى صرف قرش واحد في المجالات المعلن عنها.
أمام الزخم الذي تميزت به الجهة السورية لم يجد الطرف الألماني بين يديه ما هو جدير للتقديم , لم يجد الألمان ما يرقى لمستوى الطموح الوطني  السوري. فرجعوا . 

الجمل  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...