بسام كوسا محاوراً زياد رحباني: أجمل في مقعد الممثل المتألق لا المذيع

10-08-2009

بسام كوسا محاوراً زياد رحباني: أجمل في مقعد الممثل المتألق لا المذيع

كوسا في أحد أدوارهلا نعرف سبباً يدفع الممثل النجم ليعتلي كرسي المذيع، مع أننا نتابع برنامجاً ممتعاً على إحدى القنوات المصرية يحمل عنوان «على كرسي المذيع»، والفكرة هناك ممتعة، تقوم على هذا التبادل للمواقع بين الصحافي، والممثل. فكرة البرنامج هناك قائمة على هذا التبادل، كما لو كنا أمام تبادل للأدوار بين الأمير والفقير. أما في الحوار الخاص الذي بثه التلفزيون السوري مع الفنان زياد رحباني، وأوكل مهمة المذيع فيه إلى الممثل النجم بسام كوسا، فقد أثار التساؤل أولاً عن ذلك الكم من المذيعين الذين يقضي التلفزيون سنوات في تدريبهم وتثقيفهم، ثم يهملهم في ساعة الضيق. وثانياً لماذا تُرك الرجل، كوسا، وحيداً في مواجهة ضيفه الاستثنائي، في الوقت الذي نجد في كل البرامج المحترمة فريقاً واسعاً من المعدّين والمساعدين. كيف تترك المهمة لمن لا سابق تجربة له في الإعلام وفي الصحافة ليواجه فناناً بحجم زياد، وجمهوراً بحجم جمهوره؟ ثم إن البرنامج لم يكن مواجهة بين مبدعين ندّين، كما حدث بين أدونيس وفاتح المدرس مثلاً، وكما توحي الصورة التي استُهل بها البرنامج، حيث صورة زياد إلى جانب صورة كوسا، (وإلا كان على زياد أن يسأل كوسا عن تجربته أيضاً!).
توضحت النتيجة منذ الإطلالة الأولى، بدا كوسا في وضع لا يحسد عليه، مرتبكاً، يعيد السؤال مرات عدة فيما الضيف ماض في حديثه، ومشوِّشا أحياناً على حديثه، باستجابات وردود أفعال ملتبسة في الغالب، وفي أحسن الأحوال بمجاراة وإثناء على الضيف قلما شهدناه في مقابلة تلفزيونية. بل إن كثيراً من أسئلة المذيع لم تكن سوى مدائح يحار المرء أي أجوبة تريد. تضمنت الأسئلة كلاماً من قبيل «الجمهور يعتبرك أيقونة»، «زياد مِلكٌ للجميع»، «هؤلاء ظلوا تحت عباءة أو خيمة زياد رحباني»، أما قمة القسوة في أسئلة كوسا فكانت حين قال: «هنالك رأي حلو كثيراً، ولكنه قاس: لو أنك متّ بعد ما عملت أغنية «وحدن» لكنت قد فعلت كل شيء»، أما خاتمة الحوار فلعلّها غير مسبوقة، لقد قضى كوسا دقائق طويلة يمجّد الضيف بطريقة جعلت الكاميرا تقفل الحلقة مع أغنية رحبانية، تركت المجاملات مستمرة وانسحبت. هو ما ذكر ببداية الحديث الذي انطلق بين الرجلين من غير ترحيب بالمشاهدين، ومن دون النظر إليهم، كما لو كانوا (المشاهدين) متلصصين، واستمر الأمر كذلك، حيث لم ينتبه المذيع إلى وجودنا، لا في فاصل، ولا في ختام. بل لم يحدث مرة أن نظر المذيع، الممثل الخبير أمام الكاميرا، في وجوه الناس.
بسام كوسا لم يساجل ولم يحاور، لقد تُرك الضيف على هواه، وما حضّره الضيف مسبقاً ليقوله حول قضية الموسيقي التونسي أنور ابراهم قاله بكل خطورته من دون أي تدخل للمذيع أو استفسار. لا حاجة إلى القول إننا لا نريد من المذيع أن يكون ندّاً لضيفه كما يظن كثير من الصحافيين أو المذيعين، فمهمة المذيع أن يكون مذيعاً وحسب، من دون الادعاء أنه يعرف، أو أنه بحجم ضيفه. فمن يقول للذين يستسهلون إنها مهنة لها قواعد وأصول، بل هي علم للسؤال فيه طرائق ومداخل، وللحوار هدف ومَحاور، وإن مواجهة الضيف والجمهور علم ومران؟

راشد عيسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...