الوصول الى سورية

01-03-2018

الوصول الى سورية

رشاد كامل:

فسحة من الامل

ربما احوج ما يحتاجه السوري اليوم هو فسحة الامل

فالسوري لم يعد الانتصار يهمه الا ليضمن فسحة الامل

لا لشيء آخر

فالأثمان المدفوعة لأي نصر تجاوزت أي مكاسب بمراحل ، 

وإعادة البناء هم ينتظر الجميع مع اعلان انتهاء العمليات الحربية

وفرق كبير بين ان نعلن اعلان انتهاء العمليات الحربية وإعلان انتهاء الحرب

فالحرب لتنتهي يجب أن نطوي اثارها ، وطي اثار حرب مثل الحرب السورية

سيستهلك جيل بأكمله من السوريين، فقط للعودة الى ما كنا عليه قبل الحرب

هذا اذا لم ندخل في حرب استنزاف أو حرب ضد شح مواردنا

مع ذلك ....

السوري اليوم يريد فسحة أمل

يتطلع الى كل المؤتمرات، اللقاءات ، التفاهمات، المصالحات، وصولاً الى التصعيد العسكري ... على أنه الطريق الى فسحة الأمل

هم يشترون الأمل ولو بالدم

فيقولون لك ... ربما تكون ضريبة نهاية الازمة، الحرب، المؤامرة ... اياً كان

لذلك تراهم محزونين ... في ان حتى هذا الرهان لم ينجح..

وكل ما كسبناه هو مزيد من الدم ، واغلاقات متعددة إضافية لفسحة الامل

بلع السوري ، كل تدخل القوى العالمية فيه ، بحجة ... خلصونا بس ...

هتف وتشكر وانحنى وصفق وحتى قاتل تحت رايات لم يتخيلها يوماً فقط من اجل فسحة الأمل ....

والى اليوم ... هو مستعد لتنازلات أكبر ... فقط من اجل فسحة الامل ...

...

هل فعلاُ نحن بحاجة الى تلك الفسحة من الامل ؟.

أمل بماذا ؟

بخلاصنا الشخصي؟

بالعودة الى أيام زمان ؟

بإثبات اننا على حق ...والعالم ضدنا؟

...

فسحة الأمل ... أضاعت بوصلتنا تماماً ...

خساراتنا المتراكمة في الوصول الى فسحة الامل ، قد تكون اضعاف ما كنا سنخسره لم نجر خلف تلك الفسحة التي ضاقت أو لم تفتح اساساً ... لنا  ....

نعم لنتخلى عن فسحة الأمل ...

ولنتوقف عن التأوه، والعويل، والترقب ... ونعلن أننا لا نريد الأمل ولا فسحته ..

بل نريد وطن، معرف ، واضح ، مسيج بالقوانين، واحترام تلك القوانين

نريد وطن، رابح، ناجح ، مسيج بخطط تنموية ، وسادة وسيدات تنمية حقيقيون يقودون

نريد وطن، بلا أحلام قومية، ولا ايديلوجية طبقية، ببساطة نريد وطن اسمه مؤلف من كلمة واحدة " سورية" لا ضروري ان يكون هناك قبلها ولا بعدها تعريفات ... فنحن لا جمهورية ولا عربية ... نحنا "سورية".... ولكل السوريين والسوريات ... فقط لا غير ...

نريد وطن لا يدخل صراعات أكبر من حجمه السياسي والاقتصادي والعسكري، كفانا صرعات دفعنا ثمنها نحن ... نحن فقط ...

نريد وطن ... فيه فريق كرة قدم ناجح .... هل هذا بكثير؟

 

فسحة الأمل.. هي فخ ... يأسر الحلم.

أما عند اعلاننا وبوضوح أن هذه سورية التي نريد

عندها ... نعلم لما دفعنا كل هذا الثمن

عندها نعلم ... كم يلزمنا للوصول ...

سورية اليوم بلا رواية

ونحتاج الى بناء رواية اسمها " سورية"

نتفق عليها ...

نتفق على مستقبلها ...

على شكلها ...

على شكل الحب فيها ...

وعلى شكل الكره فيها ...

عندها ..

يكون الطريق لجميع السوريين ...

اتجاهه واحد

الى .... سورية

التعليقات

هذا المزج بين المنطق و الشعور فن لا يتقنه الكثير، مبدع ببساطتك،

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...