القمامة مصدر عيش لفقراء بغداد

24-06-2011

القمامة مصدر عيش لفقراء بغداد

يتمنى زعماء العراق أن توفر ثروة بلادهم النفطية غير المستغلة بصورة كبيرة حتى الآن، حياة كريمة للمواطنين بعد سنوات من الصراع والفوضى.

لكن بالنسبة الى الفتى عباس محمد (12 سنة) وأسرته فإن زجاجات البلاستيك وعبوات الألومنيوم الفارغة هي ما يقتاتون عليه. ويمضي محمد عطلة الصيف المدرسية في جمع هذه الأشياء من مستودع للقمامة في بغداد ليبيعها كي تساعده على إعالة أسرته.

وفي مستودع النفايات الموجود قرب منزله، يتدفق رجال ونساء وأطفال على أكوام القمامة الكريهة الرائحة.

ويركض محمد مع أطفال آخرين لدى وصول شاحنات تحمل قمامة، وينتظرون بفارغ الصبر تفريغها حتى يمكنهم بدء البحث عن الأغراض التي يريدونها على رغم الرائحة والقذارة.

يقول محمد: «نبدأ العمل صباحاً... نجمع عبوات البيبسي والزجاجات البلاستيكية الفارغة ثم نبيعها، أعمل في هذا المكان منذ كان عمري ثلاث سنوات».

وحي مدينة الصدر -الذي كان يعرف سابقاً باسم «مدينة صدام»- ذو شوارع ضيقة، يقطــنه أكثر من ثــلاثة ملايين شخص، وهو منطـــقة فقيرة مترامية الأطراف شرق نهر دجلة في العاصمة العراقية.

وتظهر الأرقام الرسمية أن معدل البطالة في العراق المنتج للنفط والذي ما زال يسعى جاهداً للخروج من سنوات من الحرب والفوضى والعنف الطائفي، يصل إلى 15 في المئة كما أن 28 في المئة آخرين يعملون في وظائف غير دائمة.

وعلى رغم احتياطات النفط والغاز الهائلة غير المستغلة والارتفاع المستمر في إنتاج النفط وإيراداته، فإن 23 في المئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر وفقاً لوزارة التخطيط.

وبالنسبة الى الطفل محمد، تعني الحياة في مدينة الصدر أياماً طويلة، خلال العطلات المدرسية، من التنقيب بين أكوام القمامة تحت الشمس الحارقة قبل بيع ما يجده يومياً إلى وسيط.

ويبيع محمد كل كيلوغرام من زجاجات البلاستيك أو علب الصودا مقابل 20 سنتاً، ليحصل على ثلاثة دولارات في نهاية كل يوم.

وتعمل والدته وأحد أشقائه معه في مدينة الصدر والمنطقة المحيطة بها. ويجمع الثلاثة ما بين 250 و400 دولار شهرياً، وهو دخل هزيل لإعالة أسرة كبيرة. ويعمل الولدان في العطلة الصيفية فقط، لكن أطفالاً آخرين في مستودع القمامة تركوا المدرسة للعمل طوال الوقت في جمع القمامة.

وأورد تقرير أعدته منظمة العمل الدولية عن المهن الخطيرة التي يعمل بها الأطفال في أنحاء العالم، مهنة جمع القمامة باعتبارها من الأنشطة التي يتعرض خلالها القاصر الى العنف والإصابة.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...