الصين: اشتباكات عرقية تتحـول إلـى حـمّـام دم

07-07-2009

الصين: اشتباكات عرقية تتحـول إلـى حـمّـام دم

انفجر الوضع في اقليم شينجيانغ الصيني المسلم بشكل مفاجئ امس حيث سقط نحو الف شخص بين قتيل وجريح في اشتباكات بين اقلية الاويغور المسلمة وعرق الهان الذي تنتمي اليه غالبية الصينيين، تطورت بشكل دموي بعدما تدخلت قوات الامن بقوة، وسط مؤشرات على احتمال اتساع الازمة خارج عاصمة الاقليم اورمتشي.
وفي أسوأ اضطرابات تشهدها الصين منذ سنوات، والاسوأ في الاقليم الذي تقطنه اقلية مسلمة ، توالت المشاهد الدموية لضحايا المواجهات في الشوارع التي اعلنت السلطات بشكل رسمي انها تسببت في مقتل 156 شخصا وجرح 828 آخرين، مشيرة الى ان الحصيلة «ما زالت ترتفع».
واتهمت السلطات الصينية زعيمة الايغور، ربيعة قدير، المقيمة في منفاها في الولايات المتحدة، بالتحريض على اعمال الشغب من خلال الاتصالات الهاتفية «والدعاية» عبر مواقف الانترنت. وفي هذا السياق، عطلت السلطات الصينية خدمات الهواتف الخلوية وموقع شبكة التواصل الاجتماعي على الانترنت «تويتر»، بالاضافة الى وقف خدمات الانترنت او ابطائها، بحسب ما ذكرت وكالة «اسوشييتدبرس» الاميركية.
وبعدما خيّم الهدوء على المنطقة عقب انتشار كثيف للشرطة وتوقيف المئات من مثيري الشغب الذي اندلع اساسا امس الاول، أكّد الاويغوريون ان الاشتباكات اندلعت بعدما اطلقت قوات الامن النار على متظاهرين كانوا يحتجون على مصرع اثنين منهم، في شجار حصل بين الصينيين الهان وعمال مصنع من الاويغور في الاسبوع الماضي. وقال مسؤول حكومي في بيان، ان «تحقيقا اوليا اظهر ان اعمال العنف دبرها مؤتمر الاويغور العالمي الانفصالي بزعامة ربيعة قدير». وذكرت وكالة الانباء الصينية «شينخوا» ان «الحقائق أثبتت ان الاحداث بتوجيه وتحريض من الخارج»، مضيفة ان «الاضطراب من تدبير مؤتمر الاويغور العالمي. ان هذه جريمة عنف مدبرة مسبقا ومنظمة.»
لكن الاويغور المقيمين في المنفى، اتهموا في المقابل قوات الامن الصينية بالقيام برد فعل مبالغ به اثناء تفريق تظاهرات سلمية قام بها الاف الاشخاص، معتبرين ان الشرطة اطلقت النار على المتظاهرين عشوائيا.
من جهته، أعلن رئيس اقليم شينجيانغ نور بكري، ان السلطات الصينية ستقوم بكل ما في وسعها لضمان عدم انتشار احداث العنف ، مشيرا الى ان «الاوضاع حاليا شديدة التعقيد». وقال ان شينجيانغ «ستتخذ كل التدابير والوسائل القصوى لمنع اتساع الاضطرابات الى مناطق اخرى ولضمان الاستقرار الاقليمي»، مضيفا انه «يتعين على القوى الامنية ان تفرض سيطرتها على المنطقة وان تلاحق العناصر المجرمة وان تتعامل بحزم مع اي اعمال تخريبية جديدة».
لكن يبدو ان الاحداث امتدت الى المساء، حيث أفادت «شينخوا» في وقت لاحق ان حوالي 200 شخص «حاولوا التجمع» في مسجد عيد كاه في وسط مدينة كاشجار، لكن الشرطة فرّقتهم. وأشارت الوكالة الى ان لدى الشرطة «دلائل» على جهود لتنظيم «اضطرابات» في مدينة أكسو ومقاطعة يلي قازاخ.
في المقابل، قال المتحدث باسم مؤتمر الاويغور العالمي من منفاه في السويد ديل شات راشيت، إن «هذا الغضب يتزايد منذ فترة طويلة»، مضيفا «لقد بدأ كتجمع سلمي. كان هناك آلاف الاشخاص الذين ينادون بوقف التمييز العرقي ويطالبون بالتوضيح ... لقد تعبوا من المعاناة في صمت.»
و اعربت الولايات المتحدة عن اسفها «الشديد» لسقوط قتلى، وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ايان كيلي ان الولايات المتحدة تدعو «كافة الاطراف الى الهدوء وضبط النفس».
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ضرورة حل النزاع «بشكل سلمي وبالحوار». وفي موازاة ذلك، طالب حزب الخضر الألماني بتفسير عاجل لأعمال العنف الدموية في الصين. واعتبرت رئيسة حزب الخضر كلاوديا روت ان حجب وإعاقة طرق التواصل تدعم الشكوك في أن الحكومة الصينية تريد إعاقة تفسير ما حدث بصورة تامة.
كما خرج مئات المتظاهرين من إثنية الاويغور الصينية في إسطنبول أمس، احتجاجا على «الوحشية» الصينية بعد الإعلان الرسمي عن مقتل 156 شخصا.  

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...