الصدر: المعاهدة لن تثني المقاومة

22-11-2008

الصدر: المعاهدة لن تثني المقاومة

في إعادة لمشهد إسقاط قوات الاحتلال الاميركي تمثال الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد الغزو في العام ،٢٠٠٣ حطمت الحشود العراقية دمية للرئيس الأميركي جورج بوش تحمل حقيبة كتب عليها »الاتفاقية الأمنية... الذل والعار« عُلقت على المنصة ذاتها، في ساحة الفردوس في بغداد، وداسوا عليها وأحرقوها. وغطت الحشود العراقية المعارضة للمعاهدة الإستراتيجية التي تمدد وجود الاحتلال الاميركي، ساحة الفردوس والشوارع المؤدية لها في وسط بغداد أمس، بالرغم من إغلاق القوات العراقية الشوارع المؤدية إلى الساحة، فيما أكد زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر أن »توقيع الاتفاقية لن يثني المقاومين عن عملهم المقدس« لإخراج المحتل. متظاهرون يشنقون دمية لبوش خلال تظاهرة في ساحة الفردوس في بغداد أمس (رويترز).
إلى ذلك، يواصل مجلس النواب العراقي اليوم مداولاته حول المعاهدة، بعد أن كان أنهى أمس الأول القراءة الثانية للاتفاقية، وسط عاصفة من الجدل والسجال بين نواب التيار الصدري ورئيس البرلمان محمود المشهداني. ومن المتوقع أن يصوت البرلمان على الاتفاقية الاثنين المقبل.
وبدعوة من التيار الصدري ومشاركة هيئة العلماء المسلمين، تجمعت حشود المتظاهرين في ساحة الفردوس في شارع السعدون وسط بغداد، استجابة لنداء الصدر الأسبوع الماضي »إقامة صلاة جمعة موحدة لكل الطوائف في ساحة الفردوس لتتضافر جهود جميع المسلمين سنة وشيعة من اجل إفشال توقيع الاتفاقية التي تريد بيع العراق«.
ووسط هتافات »الله أكبر«، قال الصدر، في بيان تلاه خطيب صلاة الجمعة الشيخ عبد الهادي المحمداوي، »إذا لم تخرج أميركا، فإني ومن معي معكم، لإخراجهم بالطريقة التي ترونها مناسبة، ما دامت لا تخالف شرع الله«. وأضاف »إني قد أبلغت الحكومة والشعب رفضي الاتفاقية وتوقيعها«.
وأضاف الصدر »سيبقى المقاومون مستمرين على عملهم، ولن يثنيهم توقيع الاتفاقية عن عملهم المقدس«. وتابع »سنلبس الأكفان ونوجه سلاحنا ضد أعداء الوطن، وليس ضد أبنائه، وسنقاتل المحتلين أينما كانوا ونحافظ على سمعة المقاومة ناصعة بيضاء«.
وكان الصدر أعلن، الأسبوع الماضي، تشكيل كتائب باسم »لواء اليوم الموعود«، موضحا أنها ستقاتل قوات الاحتلال الأميركي في حال بقائها في العراق.
وأوضح الصدر »لتعلم الحكومة (العراقية) أن أميركا لم ولن تنفعنا لأنها عدوة الإسلام. على الحكومة أن تعلم أن الشعب هو الذي ينفعها في سرائها وضرائها، وإذا أخرجت المحتل سيكون جميع العراقيين معها يدا واحدة«.

وشارك في التظاهرة اثنان من علماء الدين السنة. وقال مساعد الأمين العام لهيئة العلماء المسلمين في العراق قتيبة عماش النداوي، خلال التظاهرة، إن »علماء العراق معكم، مع العراق، مع الصوت الثائر الحر. كلا للاذعان، كلا لاتفاقية الإذعان والهوان والخذلان«. وأضاف »لا للاتفاقية وتوقيعها، ونعم وألف نعم لكرامة العراق«.
وقال النائب عن التيار الصدري فلاح شنشل إن »التيار يحاول جمع أصوات في البرلمان للوصول إلى غالبية ترفض تمرير الاتفاقية«، فيما اعتبر مساعد الصدر، حازم الاعرجي، أن »اليوم هو يوم وحدة العراق بين العرب والأكراد وكل الطوائف العراقية لرفض الاتفاقية الأمنية. كل هؤلاء الناس جاءوا ليثبتوا أن لا قيمة للاتفاقية الأمنية«.
وقال إمام مسجد الكاظمية شمالي بغداد الشيخ طلال السعدي إن »الاتفاقية تسمح للاحتلال بالبقاء ثلاث سنوات فيما يقترح (الرئيس الأميركي المنتخب باراك) اوباما انسحابا خلال ١٦ شهرا«. وأضاف »نطلب من الحكومة العراقية أن تصبر وتنتظر أمر اوباما بالانسحاب« الكامل.
ورفع المتظاهرون أعلاما عراقية وصورا للصدر. وحملوا لافتات كتب عليها »كلا كلا لاتفاقية الذل«، و»كلا كلا للاحتلال«، و»عراق واحد، شعب واحد، لا للاتفاقية«، و»على قوات الاحتلال مغادرة العراق حالا«. وحملت إحدى اللافتات خريطة للعراق ثبت عليها قفل ومعه ثلاثة مفاتيح، أميركي وبريطاني وإسرائيلي، تساقطت منها قطرات دم.
وبعد انتهاء الصلاة الموحدة، وفي إعادة لمشهد إسقاط قوات الاحتلال تمثال صدام حسين بعد الغزو وضربه بالأحذية، رمت مجموعة من المتظاهرون القناني البلاستيكية والأحذية دمية لبوش، علقت على المنصة ذاتها، تحمل حقيبة كتب عليها »الاتفاقية الأمنية الذل والعار«، قبل أن تقوم الحشود بتحطيمها والدوس عليها وإحراقها.
في واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية روبرت وود، عن رأيه في التظاهرة، ان »العراق اصبح بالفعل ديموقراطية، وهذه هي الاشياء التي تحدث في الديموقراطيات«. وأضاف »قدمنا القليل من التنازلات حقا (حول المعاهدة) وقدم الجانب العراقي تنازلات. ونعتقد ان الوقت قد حان لانجاح ذلك«، في اشارة الى ضرورة مصادقة البرلمان العراقي على الاتفاقية.
إلى ذلك، نفى ممثل المرجع الشيعي الأعلى بالعراق آية الله علي السيستاني، الشيخ عبد المهدي الكربلائي في كربلاء، ما نشرته وسائل الإعلام حول أن المرجع أبلغ المسؤولين، الذين زاروه أنه وافق على الاتفاقية، مشيرا إلى أن السيستاني أكد في بيان، صدر عن مكتبه، على ضرورة وجود ثلاث ثوابت وطنية لا بد من رعايتها في المعاهدة، وهي رعاية المصالح العليا للشعب، واستعادة السيادة الكاملة في جميع الميادين، وعدم جعل العراق منطلقا لضرب دول الجوار.
وأعلن بيان مشترك عن »كتلة التحالف الكردستاني« و»جبهة التوافق العراقية« و»الجبهة العراقية للحوار الوطني« والقائمة العربية المستقلة« و»الاتحاد الإسلامي الكردستاني« ومستقلين، بعد اجتماع عقد بدعوة من الرئيس العراقي جلال الطالباني والمشهداني في بغداد لبحث المعاهدة، »ضرورة التواصل والعمل مع الأحزاب والكتل البرلمانية، وخاصة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وحزب الدعوة والقائمة العراقية والمستقلين من اجل التوصل إلى قرار توافقي حول الاتفاقية بالشكل الذي يخدم مصالح العراق العليا، واتخاذ قرارات ملزمة من شأنها تعزيز الديموقراطية والمشاركة الفعلية واعتماد مبدأ التوافق في العملية السياسية«.
من جهة ثانية، أعلن مسؤولان في وزارة الخارجية والدفاع الأميركية أن الإدارة الأميركية أبلغت ١٧٢ شركة أمنية تعمل في العراق أنها ستفقد حصانتها مطلع العام ٢٠٠٩ طبقا للاتفاقية مع بغداد. وأوضحا، في بيان في واشنطن، انه »في المستقبل، يجب أن تخضع الشركات الأمنية للقوانين المدنية والجنائية العراقية وللإجراءات القضائية العراقية«.
يشار إلى أن ١٢٢ شركة أمنية توظف ١٦٣ ألف مرتزق، بالإضافة إلى ٥٥٠٠ مقاول تابعين لوزارة الخارجية الأميركية، في حين توظف الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ٤٨٠٠ شخص.
ميدانيا، أعلن الجيش الأميركي أمس وفاة جنديين لأسباب لا تتعلق بالعمليات العسكرية. وقتل ثلاثة عراقيين، وأصيب ،١٩ بانفجار عبوتين في حي الدورة والمنصور في بغداد.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...