الشيخ ماهر حمود يهاجم فتاوى الجهاد في سورية

26-04-2013

الشيخ ماهر حمود يهاجم فتاوى الجهاد في سورية

يسيطر هاجس الخوف من الفتنة على معظم اللبنانيين، هذه الأيام، في ظل ارتفاع منسوب التوتر الداخلي على إيقاع تطورات الازمة السورية، وما يواكبها من تصاعد في التعبئة المذهبية، بأشكال عدة، بلغت ذروتها مؤخرا مع "الفتاوى الجهادية" التي تحض على القتال في سوريا.

وفي هذا السياق، يقول إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود ان الفتاوى التي صدرت عن البعض وتدعو الى الجهاد في سوريا دفاعا عن السنّة، لا تستوفي الشروط الشرعية والسياسية.
ويلفت حمود الانتباه الى ان الذين أصدروا هذه الفتاوى ليسوا مخولين بذلك، لانهم ليسوا مراجع اجتهاد ولا يملكون الأهلية للخوض في هذا المجال.

ويشير الى ان ما اعتمد عليه هؤلاء لا يكفي لاعلان الجهاد، لافتا الانتباه الى ان أنهم انطلقوا في فتاويهم من فرضية ان السنّة في ريف القصير معرضين لخطر وجودي ويجب انقاذهم، في حين ان الحقيقة هي ان الشيعة في تلك المنطقة هم الذين يواجهون خطر التعرض لمذبحة محتملة، بسبب انتمائهم المذهبي وموقفهم المؤيد للنظام، من دون ان يكون قد بدر منهم أي إعتداء على الآخرين، الامر الذي استوجب الدفاع عنهم وتأمين الحماية لهم.
ويضيف حمود: لو كان السنّة في ريف القصير مهددين فعليا، بسبب انتمائهم المذهبي، لكنا ملزمين بالدفاع عنهم، ولا نقبل بان يزايد أحد علينا في سُنيتنا.

ويشدد حمود على ان مصطلح "الجهاد" لا يطلق أساسا على مواجهة تخوضها فئة تختلف مع فئة أخرى، بل يطلق على المواجهة ضد الكافرين او المشركين او المحتلين، الامر الذي لا ينطبق على ما يجري في سوريا.
وفي السياسة، يسأل حمود: أي جهاد يدعو اليه البعض، فيما بات معلوما ان المسلحين الذين يقاتلون النظام السوري تدعمهم أميركا والدول التي تدور في فلكها؟ وإذ يعتبر ان الجهاد، حتى يستقيم، ينبغي ان يكون لمصلحة المسلمين لا أميركا ويجب ان يكون المشاركون فيه أحرارا لا مرتهنين، يشير الى ان ما يحصل في سوريا يخدم واشنطن بالدرجة الاولى وإذا سقط النظام فان من شأن ذلك ان يقوي النفوذ الاميركي في سوريا كما جرى في ليبيا، فهل يجوز ان نقدم دماءنا لخدمة المشروع الاميركي في نهاية المطاف.

ويعتبر حمود انه برغم بعض علات النظام السوري، فان استمراره وهو الداعم للمقاومة والمتمسك بالممانعة والرافض للسياسات الاميركية في المنطقة، يبقى أفضل من نظام جديد، شكله إسلامي ولكن مضمونه اسرائيلي-غربي، متابعا: ألا يحق لي أن أجتهد، لاسيما ان ليس هناك من إجماع فقهي على وجوب إسقاط النظام.
ويضيف: لو سلمنا جدلا ان الدعوة الى الجهاد سليمة وصحيحة، هل يصح الاستمرار في مواجهة عبثية ومكلفة مع النظام بعدما ثبت، على مدى سنتين، ان إسقاطه بالقوة متعذر وان القضاء عليه هو هدف غير قابل للتحقق بمعزل عن مشروعية هذا الهدف او عدمها.

وماذا عن الانعكاسات المحتملة لهذا المناخ التعبوي على الوضع في لبنان، وسط المخاوف المتنامية من الفتنة؟
يرى الشيخ ماهر حمود انه إذا تُرك الامر للمجانين، فان كل الاحتمالات واردة، ولذلك المطلوب بذل المزيد من الجهد لاحتواء بعض الحالات النافرة وعزلها، مؤكدا ان الرهان هو على الحكماء في الطائفتين الشيعية والسنية.
وإذ يلاحظ ان عدد المنجرفين وراء تلك الحالات قليل لكن فعاليتهم في الشارع كبيرة، يعرب عن اعتقاده بان الدعوة الي أطلقت من صيدا للجهاد في سوريا لن تجد الصدى الواسع ولن تملك القدرة على الاستقطاب الحقيقي، وإنما ستظل ظاهرة صوتية.

عماد مرمل

المصدر: موقع المنار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...