الدراما السورية 2009.. موسم الهجرة إلى ما بعد رمضان

03-07-2009

الدراما السورية 2009.. موسم الهجرة إلى ما بعد رمضان

لولا الأزمة المالية العالمية وما تركته من ظلال على حصيلة الإنتاج الدرامي السوري للموسم الدرامي الرمضاني 2009، حد انخفاضه إلى نحو النصف قياساً بإنتاج السنوات السابقة، لأمكن اعتبار تأجيل تصوير ثمانية مسلسلات -على الأقل - إلى ما بعد شهر رمضان هو الحدث الأبرز في هذا الموسم الدرامي. لور أسعد
المسلسلات الثمانية كان قد أعلن أصحابها عن نيتهم البدء في تصويرها بدءاً من الشهر التاسع من هذا العام، مما يعني خروجها حتماً من السباق الرمضاني، فقد أكد مخرج الجزء الثاني من مسلسل «أهل الراية» سامر برقاوي اتفاقه مع الشركة المنتجة للعمل على بدء تصوير المسلسل في الشهر التاسع من هذا العام، بينما أعلن فريق مسلسل «ضيعة ضايعة» نيتهم تصوير الجزء الثاني من مسلسلهم بعد شهر رمضان مباشرة. وبالمثل، أكد المخرج مأمون البني والفنان ياسر العظمة تصوير الجزء الأخير من سلسلة «مرايا» بعد شهر رمضان، بينما قالت الفنانة لورا أبو أسعد إن باكورة إنتاج شركتها «العراب» ستكون مسلسلا كوميديا للكاتب محمد أوسو يتولى إخراجه المخرج الشاب تامر اسحاق ولكن تصويره لن يتم قبل شهر رمضان، في وقت أعلن المخرج باسل الخطيب تأجيل تصوير مسلسله عن القدس إلى ما بعد شهر رمضان. كما ألمح فريق عمل اللوحات الكوميدية الناقدة «بقعة زيت» إلى نيتهم تصوير عملهم بعيداً عن السباق الرمضاني. وقالت مصادر أن في أجندة المخرج الليث حجو مسلسلاً يتناول السيرة النبوية، سيستفيد من الديكورات المنجزة الخاصة بمسلسل «صدق وعده» الذي يقوم المخرج محمد عزيزية بتصويره الآن، وهو الأمر الذي يعني اضطراره إلى انتظار انتهاء المخرج عزيزية. بدوره، قال المخرج بسام الملا إن الجزء الخامس من مسلسل «باب الحارة» سيتم تصويره بعد أسبوع من انتهاء تصوير الجزء الرابع الذي يفترض أن ينتهي منتصف الشهر الثامن الجاري. ولم يخف أصحاب معظم هذه المسلسلات تمنياتهم (أو نيتهم) عرضها خارج السباق الدرامي الرمضاني ليتاح للجمهور مشاهدتها بهدوء.
انكسر طوق العرض الدرامي الرمضاني الذي كان قد بدأه السوريون ما قبل الموسم الدرامي 2008، وتحديداً بدءاً من مسلسل «أهل الغرام» الذي عرض على قناة «إم بي سي» التي عادت وعرضت بعده مسلسل «ندى الأيام». إلا أن بداية حقيقية للعرض الدرامي السوري خارج الشهر الفضيل كانت خلال العام 2008 متزامنة مع عودة قناة «أبو ظبي» إلى دائرة المنافسة الفضائية وتولي قناة «روتانا خليجية» إدارة جديدة عملت على إدخال القناة إلى خط العرض الدرامي. فكان من الطبيعي أن تلجأ القناتان السابقتان إلى العروض الدرامية الأولى والحصرية لجذب الجمهور، فتقاسمتا خلال العام 2008 العروض الأولى لعدة مسلسلات منها: «ضيعة ضايعة» و«يوم ممطر آخر»، «منممات اجتماعية»، «اسأل روحك»...
كانت تجربة القناتين بالمجمل ناجحة، وحققت لهما نسبة متابعة جماهيرية ملحوظة وهو ما كان من شأنه تعزيز قناعتهما بضرورة مواصلة سياسة العرض ذاتها، الأمر الذي سيلاقي رغبة صناع الدراما السورية بالنأي بأعمالهم من زحام العرض الرمضاني وسيساهم، في الغالب، بتكريس فكرة العرض الدرامي خارج رمضان هذا العام.
إلا أن من السذاجة أن نركن إلى تلاقي رغبة صناع الدراما وعدد محدود من شاشات العرض في تبرير عزوف صناع الدراما عن تصوير أعمالهم قبل رمضان. ذلك لأن صاحب التأثير الأكبر في تأجيل تصوير تلك المسلسلات كان الأزمة المالية العالمية التي أثرت على الإنتاج الدرامي عموماً ـ لا سيما أن حسابات الربح تشير إلى أن سعر الساعة الدرامية المخصصة للعرض خلال شهر رمضان أعلى من سعرها فيما لو عرضت خارجه، وبالتالي لا يمكن للمنتجين تفويت فرصة الربح تلك، إلا إذا كانوا مكرهين على تأجيل التصوير، أو مرتبطين بعقود مسبقة تضمن لهم التعويض عن فرق السعر.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...