الجيش يسترد خناصر ويستعيد شريان حلب

26-02-2016

الجيش يسترد خناصر ويستعيد شريان حلب

بعد أربعة ايام على قطع طريق حلب - خناصر، التي تمثل «شريان الحياة» بالنسبة للمدينة، إثر سيطرة تنظيم «داعش» على بلدة خناصر ومواقع محيطة، تمكنت قوات الجيش السوري، والفصائل التي تؤازرها، من استرجاع الطريق، عبر عملية واسعة شملت أكثر من محور اشتباك، تحت غطاء جوي ومدفعي يُعتبر الأعنف في المنطقة، ما ساهم بتسريع استردادها من الجماعات المسلحة.صورة وزعها الإعلام الحربي أمس لآلية للجيش السوري في خناصر
وأوضح مصدر قيادي،  أن قوات الجيش السوري انطلقت عبر محورين، الأول من أثريا والآخر من حلب، حيث تمكنت من استعادة بلدة خناصر، كما تمكنت من السيطرة على مواقع عدة مهمة على الطريق، بينها رسم النفل والحمام والقرباطية والشلالة والطويلة والتلال المجاورة للطريق، حيث تدور اشتباكات متقطعة في بعض الجيوب والمواقع البعيدة نسبياً عن الطريق، كما تجري عمليات تفكيك العبوات التي تركها المسلحون خلفهم، لإعادة فتح الطريق.
وتمكنت قوات الجيش السوري خلال العملية من فك الحصار عن عدة مجموعات، أبرزها مجموعة كبيرة كانت متحصنة على تلة قرب خناصر تدعى «أم تي إن»، في حين أدت العمليات العسكرية، والغارات الجوية، إلى مقتل عدد كبير من مسلحي «داعش»، قدّره مصدر ميداني بأكثر من 100 مسلح.
وتعتبر هذه العملية الأسرع التي ينفذها الجيش السوري على الطريق التي تعرضت للاستهداف مرات عدة، أبرزها في العام الماضي حيث تمكن مسلحو «داعش» من السيطرة على الطريق لمدة تتجاوز الثلاثة أسابيع. وقاد عملية استرجاع الطريق العقيد السوري سهيل الحسن، الملقب بالنمر، الذي تمكنت قواته من السيطرة على مساحات واسعة في ريف حلب الشرقي، ومن فتح الطريق ذاته وامتداده إلى مدينة حلب، انطلاقاً من مدينة السفيرة، التي تحولت في ما بعد إلى نقطة انطلاق لعمليات الجيش السوري في الريف الشرقي.
وتمثل منطقة خناصر نقطة ضعف بالنسبة للجيش السوري بسبب وقوعها في منطقة معزولة ومكشوفة يسهل الهجوم عليها، إلا أنها تمثل نقطة ربط ريف حماه بريف حلب وطريق الإمداد الوحيد نحو حلب، التي يعني قطعها حصار المدينة، وقلب المعادلة الميدانية وتحويل حصار الجيش السوري للمسلحين داخلها إلى حصار له، وهو ما دفع قيادة الجيش السوري في المنطقة إلى عقد اجتماع عاجل للبت بقضية الطريق، وإنهاء عمليات تسلل مسلحي التنظيم إليه، خصوصاً أن قوات الجيش السوري تعتمد على هذه المنطقة كنقطة انطلاق أيضاً نحو مدينة الرقة.
الهجوم الأخير لتنظيم «داعش» على الطريق، وبرغم انه مكشوف ويعرف التنظيم أن السيطرة عليه أمر شبه مستحيل، جاء كمحاولة لكسر تقدم الجيش السوري على الجبهة الشرقية، وسعياً لتسجيل نقطة لمصلحته، تشكل ركيزة لجذب المسلحين الفارين من المعارك المندلعة شمال حلب.
وقد جاء الهجوم الأخير على مواقع الجيش السوري بالتزامن بين مسلحين مرتبطين بـ «جبهة النصرة» هاجموا مواقع الجيش السوري انطلاقاً من غربه، مع هجوم لمسلحي «داعش» هاجموا الطريق انطلاقاً من شرقه، فاستغلت «جبهة النصرة» المعارك المندلعة لتصفية حسابات قديمة مع التنظيم، عبر شن هجوم على مستشفى ميداني تابع لـ «داعش» قرب تل الضمان جنوب شرق حلب، وفق ما أكدت مصادر «جهادية»، حيث تمكن مسلحو «النصرة» من أسر أكثر من 15 مسلحاً ممن كانوا يتلقون العلاج في المستشفى والانسحاب من منطقة الاشتباك، الأمر الذي يشكل مفارقة، خصوصاً مع رفض «جبهة النصرة» المشاركة في قتال التنظيم في معارك شمال حلب. وأعاد المصدر «الجهادي» سبب الهجوم إلى «تصفية حسابات شخصية وثأر قديم»، موضحاً أن «عناصر النصرة الذين هاجموا المستشفى معظمهم من عشيرة الشعيطات التي تعرضت لمجازر في ريف دير الزور».

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...