البوطي: منظمة التعاون الإسلامي تغط في نوم عميق إزاء الجريمة التي تستهدف سورية

أكد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أن رجال الدين المسيحي والفاتيكان في تضرعهم إلى الله لإنهاء الأزمة في بلدنا واحلال السلام فيها إنما دللوا على جوهر إيمانهم حسبما دعا إليه الرسولان محمد وعيسى عليهما السلام لجهة تحقيق نعمة السلام والاستقرار فيما تغط منظمة التعاون الاسلامي في نوم عميق ازاء الجريمة التي تستهدف بلادنا وكأنها غير معنية او ملزمة بأي شأن للمسلمين.

وقال البوطي في خطبة الجمعة اليوم: يا عباد الله هما مولدان متجاوران زمنيا.. أما أحدهما فمولد سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام الذي تم الاحتفال به منذ يومين.. أما الثاني فهو مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي سيحتفل العالم الإسلامي به بعد أيام.. ومما لا ريب فيه أن بعثة كل من هذين النبيين والرسولين مؤول رحمة للعالم أجمع مستشهدا بقول الله تعالى عن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وبقوله سبحانه وتعالى عن عيسى ابن مريم على لسان جبريل "هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا".

وأضاف البوطي هنا رحمتان رحمة أنزلها الله على عباده ببعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورحمة أخرى أنزلها الله على عباده بولادة وبعثة سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام على أن رحمات الله عز وجل كثيرة ومؤولها كثير لا يعد.

وأكد البوطي أن رجال الدين المسيحي في بلادنا أحسنوا صنعا عندما جعلوا احتفالاتهم بذكرى مولد سيدنا عيسى عليه السلام تضرعا بين يدي الله ليزيح عن بلدنا هذه المصيبة ويعيد نعمة الأمن والسلام إلى ربوع شامنا لافتا إلى أن البابوية الفاتيكانية سخرت موعظتها السنوية العظمى التي توجهها إلى العالم لدعوته للتوجه بجد لإنهاء هذه المجزرة التي تدور رحاها على هذا البلد الآمن المطمئن الذي لم يظلم أحدا ولم يسئ إلى دولة ولا إلى جماعة.

وتساءل رئيس اتحاد علماء بلاد الشام ماذا صنعت منظمة التعاون الإسلامي وهي تمثل العالم الإسلامي لا العالم المسيحي.. إنها تغط في رقاد عميق ليته كان كرقاد أهل الكهف. أين هذه المنظمة يا عباد الله وقد تمزق العالم الإسلامي والعالم العربي في قلبه شر ممزق... أين السعي إلى ربط الأخ بأخيه إلى جمع الإخوة المسلمين تحت مظلة الإخاء التي دعا إليه مولانا وخالقنا في قرآنه إذ قال "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم".

وأوضح البوطي أن هذه المنظمة محجوبة عن كل ما يجري هنا.. إنها لا تسمع أنين الثكالى ولا تسمع آهات اليتامى ولا تتصور الدماء المنهمرة في الشوارع والساحات والميادين.. وليس ثمة من يحدثها ومن ثم لا يخطر ببالها أن تتحدث عن الأبنية التي خربت والمزارع التي حرقت والأموال التي نهبت.. ها هي تصمت ولا صمت الموتى.

ودعا البوطي عباد الله إلى العودة إلى الإله الذي ابتلانا بهذه المصيبة وأن يربطوا آمالهم به ويعلموا أن الله سبحانه وتعالى الذي شاء أن يبتلينا بهذه المصيبة منذ عامين إلا قليلا إنما أراد من ذلك أن ينقذنا من سبات ويعيدنا لنصطلح على صراطه ونهجه.

وأضاف البوطي يا عباد الله إن لكل جلال من المصائب جمالا من الرحمات ولسوف تجدون هذه الرحمات عما قريب ولكنها منوطة بشيء واحد وهو التوبة والاصطلاح مع الله وأن نعود فلنتذكر هويتنا التي ينبغي أن نرحل بها إلى الله سبحانه وتعالى عما قريب.

وقال البوطي قبل أن تطل هذه المصيبة علينا إنني ذكرت بطائفة من المعاصي أوغلنا فيها وذكرت نفسي وكل من شرفهم الله بالمقام فوق هذه الأرض المباركة بضرورة التوبة والإقلاع عن المعصية.. وإنني أقول لكم إن هذه المصيبة فيما أرى وأرجو الله أن تكون رؤيتي صائبة قد آتت قدرا كبيرا من ثمارها.. كثيرون هم الذين كانوا تائهين بالأمس قد استقاموا على صراط الله اليوم.. كثيرون الذين كانوا غافلين يتقلبون في حمأة الشهوات والأهواء بالأمس إنهم اليوم يتجهون إلى مولاهم وخالقهم بالتوبة والإنابة وأسأل الله المزيد من هذا التوجه إلى الله عز وجل.

ودعا البوطي قادة هذه الأمة وجيشها وشتى فئاتها إلى التوبة والإنابة وإلى الاصطلاح مع الله سبحانه وتعالى قائلا "بالأمس قلت في هذا المكان ليس بين أن ينال هذا الجيش الباسل الذي يؤدي واجبه النوعي وبين أن ينال أعلى الرتب في رضوان الله سوى أن يتوج بطولته بالتوبة وتنفيذ ما أناط الله بكيانه وعنقه من الواجبات ويلتزم بأوامر الله وينتهي عن نواهيه جهد الاستطاعة".

وأضاف البوطي أقولها اليوم وسأقولها غدا وسأحتسب أجري عند الله وسأدعو قادة الأمة وأدعو أفراد هذا الجيش المقدام وكل المسؤولين إلى أن يتوبوا إلى الله ويعتصموا بشرع الله.

المصدر: سانا