الأزمة الاقتصادية في اليونان وراء «أعراض أمفيبوليس»

28-11-2014

الأزمة الاقتصادية في اليونان وراء «أعراض أمفيبوليس»

ظلت عالمة الآثار اليونانية كاثرين بيريستيري تحفر لسنوات، قبل أن تعثر على مقبرة من رخام تعود إلى زمن الإسكندر الكبير، وهو اكتشاف حقق لها شهرة في زمن قياسي.
وفي اليونان، التي تحتضن أحد أهم وأغنى الموروثات الثقافية في العالم، قد يكون مفاجئاً أن يحظى عالم آثار بأي نوع من الاهتمام الشعبي كالذي نالته بيريستيري. فاليوم، تحولت هذه الباحثة والمنقبة عن الآثار إلى الوجه الإعلامي لـ»سرداب أمفيبوليس»، الذي يعود إلى 2300 سنة مضت، والذي تحتضنه الهضاب الرملية في شمال البلاد. وفي شهر تشرين الأول الماضي وحده، نالت بيريستيري ثلاث جوائز تكرم اكتشافها.
«أنا عالمة آثار أقوم بواجبي فقط»، قالت المكرمة خلال تسلمها إحدى الجوائر، فيما انضمت مرة إلى كورس يرفع التحية لموطن الإسكندر الكبير.
وقد يعود القبر المكتشف إلى زوجة الإسكندر، روكسان، أو إلى أحد جنرالاته العسكريين، وفقاً للنظريات التي بدأت تروج في هذا الشأن. ولكن التكهن حول هوية الرفات المدفونة في القبر التاريخي ليس وحده ما أحدث «أعراض أمفيبوليس».
فبعد مرور ست سنوات عانت فيها البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها، تبدو اليونان بلداً متعطشاً لـ»الأبطال»، كما تبدو حكومة أنطونيس ساماراس بحاجة لـ»بعض الأخبار الجيدة».
وفي هذا الشأن، يقول عالم الاجتماع في جامعة أثينا كريستوس كيشاغياس، إن «الاكتشاف الجديد يعيد إحياء آمال اليونانيين بأنه، بالرغم من المشقة التي يبذلونها للحصول على لقمة العيش، هناك سر مقدس سيعيدهم إلى أيام الأمجاد والقوة»، مشيراً إلى أنه «دائماً في زمن الأزمات، يكون هناك وقت لإعادة صياغة الهوية لدى الشعوب».
واحتل خبر اكتشاف المقبرة التاريخية عناوين الصحف اليونانية. البرنامج التلفزيوني الشهير الذي تبثه إحدى القنوات اليونانية، «أناتروبي»، خصص حلقات له لمناقشة الاكتشاف. وعلى صفحتها الأولى، حاولت صحيفة «إسبريسو» معرفة هوية ساكن المقبرة الغامض، معتبرة أن السر يكمن في «لوحة لرسام عصر النهضة جيوفاني أنطونيو بازي تصور عرس الإسكندر الكبير»، في اقتباس من روايات الكاتب الأميركي دان براون الشهيرة، لا سيما «شيفرة دا فنشي». أما قناة «تيسالونيكي»، فتقز نسبة مشاهديها من 3 إلى 24 في المئة لدى بث نصف ساعة فقط حول الموقع.
وفي هذا الإطار، اعتبرت صحيفة «كاتيميريني» اليونانية أن «الروايات حول أمفيبوليس تحصد مبيعات خيالية، تماماً كخبز البريتزيل أو وجبة الكولوري».
وفي موقع «أمفيبوليس»، يأمل السكان أن يساعد الاكتشاف على ازدهار المنطقة. فالمتحف الذي اعتاد على استقبال خمسة زائرين فقط كل أسبوع، بدأ الآن يستقبل ألفي زائر في يومي السبت والأحد. أما الحافلات التي تقل الطلاب والسياح، فتصل يومياً إلى الموقع بالرغم من أنه لا يزال مقفلاً في وجه العامة.
أما بيريستيري فتقول: «أنا سعيدة أنه في وقت قصير جداً استعاد اليونانيون إيمانهم بمساهماتهم الثقافية. أنا أعلم ذلك منذ وقت طويل، إنه عمل أقوم به منذ 35 عاماً».


 (رويترز)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...